الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركيا بين معسكرين : الى اين ؟

حامد محمد طه السويداني

2022 / 3 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


قد يستغرب البعض من توصيف العالم اليوم الى معسكرين نعم الازمة الاوكرانية هي البداية والتي وصفت اسس النظام العالمي الجديد والذي سيتكون من معسكرين الاول بزعامة الولايات المتحدة الامريكية والعالم الاوربي وحلفاؤهم من الاسرائيليين والاتراك ودول الخليج العربي واليابان وكوريا الجنوبية والثاني بزعامة روسيا العظمى والصين وكوريا الشمالية وايران وروسيا ولاحقا تنضم دول اخرى الى التحالفات ان الازمة الاكورانية سوف لن تكون سببا في اندلاع الحرب العالمية الثالثة كما يتوهم البعض لان هذه الحرب ستكون مأساوية على العالم وانما هذه الازمة ستكون سببا في التفاوض بين الولايات المتحدة الامريكية وروسيا والاتفاق على تقسيم مناطق النفوذ وفي الشهور القادمة باعتقادي ستحسم العديد من الدول اختياراتها في الانضمام الى احد المعسكرين واعتقد الحلفاء نفسهم ايام الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الامريكية مع تغير طفيف، وهذه المرحلة ستشهد اتفاقيات ومعاهدات ثنائية عسكرية وسياسية واقتصادية لكل معسكر مع حلفاؤه وسيتم ترتيب الوضع على هذا الاساس وثمة تساؤل هو ما الذي سيدفع بعض الدول الانضمام الى احد الاطراف وما هي المصلحة او المنفعة التي ستحصل عليها فالمجازفة في الانجاز بمصائر الشعوب امر في غاية الخطورة سواء على حساب حياتهم المعيشية او كرامتهم الدينية والقومية.
وفي هذه المقالة سنسلط الضوء على موقف الحكومة التركية من هذا المعسكر او ذاك وهل هذا الموقف في صالحها وصالح شعوبها وعلاقتها مع جيرانها العرب والمسلمين.
لو نظرنا اليوم الى الاوضاع الاقتصادية والسياسية من داخل تركيا لرأينا بان اردوغان في واد والشعب التركي في واد اخر حيث منذ وصول حزب العدالة والتنمية الى الحكم في تركيا وهو يؤمن بـ(العثمانية الجديدة) وهو اسلوب استعماري يرجع الى العصور الوسطى وان هذه الاطماع والاحلام هي من اوصلت تركيا الى هذا التراجع والادهى من ذلك ما سوف يأتي في الايام القادمة فمنذ اندلاع الازمةالاوكرانية بادرت تركيا الى طرح نفسها وسيط لحل الازمة وهي تدرك بانها او المتضررين باعتبار انها كانت تتبع سياسة برغماتية مع الحليف الامريكي وبين العدو الاول للولايات المتحدة والعالم الاوربي وهي روسيا وان اليوم لابد من حسم الامر فتركيا ستكون حليفةالولايات المتحدة الامريكية لانها مكبلة معها في اتفاقات سياسية وان القواعد العسكرية الامريكية الموجودة في تركيا وهي 26 قاعدة عسكرية وعديد من الرادارات واجهزة التنصت فضلا عن ارتباطها بحلف شمال الاطلسي وهذا يعني سوف يتراجع موقفها مع روسيا ومن المعروف ان السياسة الروسية تتبع اسلوب العقوبات الاقتصادية مع تركيا فعلى سبيلا لمثال عندما اسقطت تركيا طائرة روسية اخترقت اجوائها سارعت روسيا الى الغاء العديد من الاتفاقيات في مجال التجارة والصناعة والسياحة مما خسرت تركيا في هذه الازمة حوالي 10 مليون دولار واليوم التاريخ يعيد نفسه عندما بدأت بوادر الانحياز التركي الى الولايات المتحدة واغلاق المضايق التركية بوجه السفن الروسية سارعت روسيا الى منع 14-16 سفينة تركية محملة بالبضائع والمواد الغذائية من العبور من بحر ازوف مما احدث ضررا في الاقتصاد التركي الذي يعاني ازمة قاسية ان هذا التوتر بين تركيا وروسيا سيحدث خلل مع اصحاب الشركات بين البلدين واعتقد بان المتضرر الاول هو تركيا باعتبار ان روسيا دولى عظمى وستعمد لاحقا الى الغاء امداد الغاز الروسي لتركيا والتي تعتمد عليه بمقدار 41% فضلا عن منع السواح من زيارة تركيا والتي تدر عليها ملايين الدولارات .
اليوم تركيا في وضع لا يحسد عليه لان الحكومة التركية مهتمة فقط بالخارج والسياسة الخارجية والاصطفاف مع هذا وذلك والداخل التركي يغلي كغليان الشعوب السوفيتية في نهاية الثمانينات عندما كان الروس منهمكين في التنافس مع الولايات المتحدة وسباق التسلح وغزوا الفضاء والشعوب السوفيتية تعاني من الازمات.
اليوم اردوغان بعد ان ادرك بانه لا محال لا يستطيع ان يخرج من الحضن الامريكي بدأ يلعب اوراق عديدة والاستفادة منها فعلى سبيل المثال طالب مجددا الانضمام الى الاتحاد الاوربي لافتا النظر الى ان الولايات المتحدة الامريكية والعالم الغربي سيخسر تركيا كما خسر اوكرانيا وكذلك بدأ يستعرض الاسلحة التركية وكيف يمتلك السفن الحربية والطيارات المسيرة في محاولة ايضا لجذب نظر الامريكان بان تركيا حليفا مثمرا وكما قال المفكر والزميل الدكتور فارس تركي محمود الاستاذ في مركز الدراسات الاقليمية بجامعة الموصل بان ((تركيا واسرائيل حليفين مهمين للولايات المتحدة الامريكية اما اسرائيل فاخذت كل شيء ولم تعطي اما تركيا فقد اعطت كل شيء ولم تأخذ سيء) وهذا دليل على ان العالم الغربي دوما يستنزف طاقاتنا طاقة مسلمة .
اليوم تركيا تحركت لروم العلاقات مع الدول العربية وخاصة الدول الخليجية الغنية بالنفط والغاز فهي تدرك بان الصراع بين روسيا وامريكا سيضر بمصالحها وعندها تهرع كالعادة الى العرب لاخذ المساعدات ودعم اقتصادها كما كانت تفعل سابقا والادلة كثيرة لامجال لذكرها الاسعار في تركيا شهدت ارتفاعا كبيرا والشعب التركي كل يوم يعاني مما دفع بعض الاشخاص بالهجوم على الاسواق واخذ الزيت والطعام بالقوة وهذا مشهد مؤسف للشعب التركي صاحب الحضارة والذوق والفنون في حين ان اردوغان يفكر بالصعود الى القمر اليوم روسيا بدأت تلمح وقالها الرئيس الروسي بويتن بانه ينوي ضم اراضي في تركيا مثل قارص الى روسيا الام باعتبارها اراضي روسية ويحضرني مشهد بعد انطلاق الثورة المصرية بدأ الرئيس التركي اردوغان يوجه رسائل الى الرئيس المصري حسني مبارك ويطالبه بترك السلطة قائلا له (سيد حسني غدا نموت وسندخل القبر وهو بطول مترين فقط اترك السلطة من اجل الشعب) وقال نفس الكلمات مع الرئيس الليبي معمر القذافي والسوري بشار الاسد ووفق هذا المنطق اليوم تركيا (برميل البارود) الذي قد ينفجر في أي لحظة وهذه المرة لا سامح الله سينزلق الشعب التركي في حرب اهلية او القيام بانقلاب عسكري يسيطر على السلطة ولكن لماذا لا يقوم اردوغان بالتنحي عن السلطة تجنبا لارجاع تركيا الى حقبة السبعينات نحن العرب لا نتمنى لتركيا الجارة الا الخير ونحمل مشاعر ايجابية تجاه اخوتنا الاتراك المسلمين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة