الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسافات

البتول المحجوب

2006 / 9 / 8
الادب والفن


الى علي الجنوبي حيث هو ألان بكل ما يحمل من بهاء.

مساء صيفي تجلس قرب النافذة، ممسكة بكأس شاي معتق.تلقي بصرها بعيدا، تغمض جفنيها لحظةو تتذكر “علي” بكل ما يحمل من تقاسيم جنوبية. تتذكر كلماته المسائية وهو يسألها بصوته الشجي القادم من هناك:

-مابك صامتة..؟ أنادمة أنت على كلماتك الحالمة ذاك المساء؟أم تراك خائفة من كلماتنا معا..؟

تبتسم في وجه كلماته بصمت لايعرف مغزاها.
..تسند مرفقيها على حافة نافذة غرفة تعشق الاعتكاف بها، وتغيب في ذكرى لقاءه..حواره عبر ليال طوال نقاشه الغاضب أحيانا. شغبه الجميل ونبله في زمن أجتثت منه جذور كل جميل.
تغيب لأيام وليال و تتركها للمجهول..دون ترك كلمة لها.يغضبها غيابك،تقلق تجتاحها هواجس أنثى عاشت القلق والانتظار معا.
عاشت على ذكرى كل جنوبي أحبته يحمل تقاسيم وجه رحل عنها ذات فجر ضبابي وتركها في انتظار عودة غائب لايعود.
تتذكرك ياعلي لكنك بعيد ..بعيد ألان.
تذهب للعمل علّها تنسى هذا الغياب،علّها تتحرر من قيدك الجميل.
تنهمك في عملها لكنك لاتبرح الذاكرة تبحث عنك في كل وجه يهل صباحا عليها.
لكن لاوجه غير وجهك ياعلي، يحتل ذاكرتها هذا الصباح وكل مساء مسكونة بك.
تنتظرك بحزن وترقب. ينتابها
قلق يحمل حبا ودفئا لك، ترتشف رشفة من كأس شاي تعتق و تتذكرك رغم أنك لست مدمن شاي مثلها. تبرر غيابك تلتمس لك عذرا تردد بداخلها..:ربما سافر نحو جنوبه الأكثر اشتعالا
ربما مزاجه المتقلب، أو انه عشق العودة لوحدته الجميلة ونسي أمري في خضم هذا.تتزاحم الأفكار
والهواجس، لتعود صورة علي بطل الجنوب بوجهه الأكثر حزما بروحه الأكثر تسامحا وبكرامته الأكثر أنفة.
ملامحه الحزينة والطيبة بلسما لروحها المتمردة.
تناديك بصوتها الشجي وهي لازالت تستند على حافة النافذة علّ صوتها المبحوح يكون عزفا منفردا يصل لأعماقك يابطلا جنوبيا أنت .أعجبت بكلماتك ذات مساء وهاهي تتورط في عشقك من جديد.
تعود لعملها في اليوم الثاني تدفن نفسها في العمل كي تهرب من طيف يطاردها.
تهرب من كلماتك المسائية، كلمات تحمل لها الدفء والجمال.لكن رغم الهروب بداخلها فرح لحضورك
لكن يبدو أنها تأبي البوح
لك يابطلا حنوبيا أنت.يامن عشق قمم الجبال يوما واصبعه على الزناد مترقبا.يامن عرف الألم
والجوع ولم ينكسر..يامن ارتعش من برد ليال طوال دون تذمر.
اهمس لك
ياعلي.. أيها الجنوبي الحزين،أن هذه المسافات تفرقتا و تبعدنا كلما اقتربنا.وذكرى حب جميل في مساء حزين تجمعنا.
تستفيق من انغماسها في ذكراك، لتجد كأس الشاي المعتق فقد طعمه، تنهض بتثاقل لتعد غيره.لكنك ياعلي لاتفارقها
حتى وهي تعد الشاي..آه اللعنة على كل هذا..
تراودها فكرة اللقاء ..تتردد خوفا من المجهول من اللقاء ذاته، تشعر بغصة في الحلق ودمعة متدحرجة على خدها الشاحب.تترك العنان لدموع صامتة غير مبالية بمسحها
لو
كنت قربها لارتشفت الدمع المنهمر على خدها الذابل أيها الجنوبي المترع بالألم ،بالحزن وبالحب أيضا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل