الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعددية اللغوية في المغرب بين الثقافي والسياسي رسالة جامعية في العلوم السياسية الحلقة 18

امغار محمد
محام باحت في العلوم السياسية

(Amrhar Mohamed)

2022 / 3 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


الفقرة الثالثة: تنظيمات اليسار الجديد والمسألة اللغوية
إن موقف مكونات اليساري الجدري بصفة عامة من المسألة اللغوية ينطلق من إعتبار اللغة العربية لغة رسمية ووطنية وأساس الهوية المغربية، ويمثل كتاب "علال الأزهر" المسألة القومية والنزعة الأمازيغية وبناء المغرب العربي قيمة الخطاب القومي الذي وجد إمتدادا له داخل الحركة الماركسية اللينينية بالمغرب، حيث يذهب صاحب الكتاب إلى أن الحل الجذري للمسألة الأمازيغية يتجلى في اللغة الوطنية لذلك يرى أنه ليس هناك تحرر بدون لغة وطنية واحدة.
ويرى أن اللغة الوحيدة في المغرب التي سوف تقوم بهذا الدور نظرا لإحتوائها للتاريخ والثقافة المكتوبة ونظرا لتزايد مستعمليها، إنها اللغة العربية.( )
ويعود هذا الموقف إلى تأثر مكونات التيار اليساري المغربى بالخطاب اليسارى العربي، رغم أنها إعتبرت أول من إحتضن نسبيا النقاش حول التعددية اللغوية والمسألة الأمازيغية سواء على مستوى الإعلام أو النقاشات التي شهدتها العديد من السجون المغربية بين المعتقلين السياسيين طيلة عقد من الزمن.
والملاحظ أن مكونات اليسار المغربي ونتيجة للتحولات الأخيرة التي عرفتها الساحة السياسية، قد غيرت مواقفها ضمنيا من مسألة التعددية اللغوية، حيث ذهبت منظمة العمل الديمقراطي الشعبي في مؤتمرها الوطني الرابع ( ) إلى أن التصور العقلاني لقضية الهوية المغربية جعل حق اللغة والثقافة الأمازيغيتين بجانب اللغة والثقافة العربيتين من صميم الشأن المغربي في إتجاه ترسيخ الهوية الوطنية في مواجهة الهيمنة والإختراق الإمبريالي المدمر في الجوهر لثقافات الشعوب.( )
ولحماية الأبعاد المتعددة للثقافة المغربية فإن المنظمة وإيمانا منها بتنوع الهوية الثقافية المغربية ببعديها الأمازيغي والعربي فإنها تطالب بالشروع في تعليم وتعلم الأمازيغية.( )
وهكذا وإن كان اليسار الجديد قد أقر بالتعددية اللغوية كحق من حقوق وكبعد من أبعاد الهوية المغربية، فإن مسألة الإعتراف بالأمازيغة كلغة رسمية غير مطروح لكونه يعتبر أن لغته الوطنية والرسمية هي العربية.( )
وإضافة إلى الأحزاب السياسية ذات النزعة العلمانية فإن مكونات المجتمع المدني اليساري قد أقر بدوره بالتعددية اللغوية في أدبياته، رابطا بينها وبين المطلب الحقوقي.
وهكذا فمثلا جمعية بدائل ذات التوجه والميول النخبوية، وإن كانت أغلب أدبياتها تصب في مسار الفكر الفرنسي واللغة الفرنسية، فهي تذهب إلى أنه وموازاة مع المسألة الجهوية والإنفتاح على العالم فإنه يمكن طرح الإشكالية اللغوية التي تدفع إلى الحديث عن العربية بإعتبارها لغة التكوين والحياة الإجتماعية والإقتصادية مع تركيزها على ضرورة الإنفتاح على اللغات الأجنبية على إعتبار أن الجمعية تتبنى مفاهيم الحداثة، مع تركيزها على ضرورة التفكير في مكانة اللهجات البربرية أو اللغة الأمازيغية.
وهذا ما يدفع بالجمعية إلى التفكيرفي إعتبار اللغة الأمازيغية كلغة ثانية للهوية الثقافية. وبالتالي يجب التفكير في تدريسها بالموازاة مع اللغة الوطنية العربية للأشخاص الراغبين في تعلمها.( )
أما الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فإنها أكدت بدورها على الهوية الثقافية المغربية المتعددة الأبعاد من خلال مطالبتها بإحترام الحقوق الثقافية واللغوية لكل مكونات الشعب المغربي، وبشكل خاص تطبيق قرارات تدريس اللغة الأمازيغية بدون تماطل وتمكينها من نصيبها في الإعلام وفي التعليم وإخراج معهد الدراسات الأمازيغية للوجود، كما طالبت الجمعية بحماية مختلف المكونات اللغوية والثقافية للشعب المغربي من أمازيغية وعربية.( )
إن الطرح العلماني إذن ينطلق من إعتبار المسألة الثقافية والتعددية اللغوية تندرج في إشكالية العلاقة بين المجتمع والدولة.
وأن الإعتراف بالتعددية اللغوية يندرج ضمن الحقوق التي ينبغي الإعتراف بها للمكونات الثقافية الوطنية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الحالة الرابعة لنزع حجاب المتظاهرات.. هل تتعمده الشرطة ا


.. استشهاد طفلين وإصابة آخرين إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا




.. طلاب جامعة بيرزيت يطردون السفير الألماني من المتحف الفلسطيني


.. نتنياهو: سنواصل الحرب حتى تحقيق أهدافها كافة بما في ذلك تنفي




.. باتيل: إذا لزم الأمر سنحاسب مرتكبي الجرائم بقطاع غزة