الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مستلزمات النزول الى الشارع - وجهة نظر

المهدي المغربي

2022 / 3 / 12
مواضيع وابحاث سياسية




لابد من النزول الى الشارع ان يكون مشهده الكمّي وافر بما فيه الكفاية حتى يكون للمناضلات و المناضلين حاضنة في حالة تدخل اجهزة القمع او المنع و التعسف و هذا الكم ايجابي مائة بالمائة لانها شرائح الشعب المتعاطفة و المتضامنة و دورها لا يستغنى عنه اطلاقا
لان اذا نزل فقط عشرة مناضلات ومناضلين لوحدهم ستكون الكارثة لذلك بكل تاكيد التفكيرُ في اساليب المواجهة مع جهاز القمع في الشارع في حاجة إلى مشروع مدروس و لجان خاصة تسهر و تساعد على ظبط زئبق الهيجان و المشاحنات مع اجهزة القمع طالما ان الشارع ملك للشعب الذي من ضرائبه و عرق جبين شغّيلته تم بناؤه و التظاهر دستوريا حق مشروع . و نحن لسنا على رصيفه لأجل الصلاة او النوم بل للتظاهر ساعات معدودة قد تطول بطول الوقت!
كل الاحتمالات تقول بان القوى الحية المتفاعلة مع قضايا الجماهير حان لها الوقت بعد أن وصل السيل الزبى في كل المجالات و على كل الاصعدة الى مستوى لم يعد يُطاق مهما حاولت الناس لقد حان لها الوقت اذن ان تعلّي من السقف بتخطيط محكم و بحساب دقيق تماما كما تُفك المعادلة الرياضية


انها ظاهرة صحية و مقبولة ان يطغى على المشهد النضالي طابع احتفالي و ان تكون احتفالية نوعية بما فيها الموسيقى و الرقص و المسرح و الشعارات و اللافتات و حضور الكاريكاتور بمعانيه السياسية
ان المظاهرات في الميادين و الساحات ليست مشهدا انفعاليا و تشنج و عاطفية تلدغ احيانا المشاعر فقط و إنما المظاهرة هي تنظيم و تخطيط معقلن و واعي سياسيا بكل شروط النزول إلى الشارع من مسار عبورها في احياء المدينة الى الدعم اللوجيستيكي الى ما تستلزمه الانطلاقة بناء على الكم النوعي و التوقيت حسب التخطيط و الاستعداد

ماذا تطرح المناضلة او المناضل في بالهما قبل النزول إلى المظاهرة ؟

اولا
تُطرح في الوهلة الاولى فكرة احتمال المواجهة مع أجهزة القمع و هل ستعود او يعود إلى بيته سالما ام لا؟

ثانيا
اذا تطورت المظاهرة إلى انتفاضة كبرى تغطي الشوارع و الاحياء
لمن ستعود المسؤولية؟ هل للجهة المنظِّمة؟ ام تعود المسؤولية لقيادة تفرزها مجريات الأحداث على الميدان مع ترك امكانية التنسيق طبعا مع الجهة الداعية لها اذا كان لا يزعجها ذلك؟ و تكون هذه الاخيرة هي كذلك متفقة و مقتنعة باهداف الانتفاضة الكبرى دون الدخول في حساسيات سياسية لا يستفيد منها احدا الا العدو الطبقي المتربص و المنتظر اقل هفوة تصدع اللُّحمة النضالية كي ينفذ سياسة العرقلة

ثالثا
يطرح تساؤلٌ منطقيٌ لاجل الاحتراز الصحي. هل هناك طاقم طبي مسؤول تم توفيره او من المنظمين انفسهم في حالة حدوث إصابات أو حالات وضرورة التدخل للإسعافات الأولية على الميدان مع توفير الدواء و الماء و المساعدين المختصين؟

رابعا
هل تم توفير رقم هاتف مكتب محامي من هيئة الدفاع عن حقوق الإنسان بالمدينة بالتنسيق معه شخصيا يوزع على المناضلات و المناضلين و يكون مكتوبا على ساعد اليد ففي حالة الاعتقال يبلغ او تبلغ مباشرة بالتعسف و انتهاك حقوق الانسان
مع ذكر الاسم كاملا

خامسا
هل هناك لجنة من جهة الهيئة المنظمة تقوم بتوثيق المظاهرة بالاحصاء و بالصور
و الفيديوهات من البداية حتى النهاية و تنسق مع طاقم الصحفيين النزيهين

سادسا
اذا توافد الاطفال على المظاهرة او جاؤوا مع ذويهم كاشارة رمزية لمشاركتهم و حضورهم و تشجيعهم على التظاهر السلمي مع اهلهم
ماذا نقدم لهؤلاء الطِّفلات و الاطفال؟
(حلويات, بيسكوي او شيء من هذا القبيل اذا ارادوا ذلك)

سابعا
ان يتم إزاحة الخوف و مقاومته لكونها مظاهرة سلمية و حق مشروع و ان النزول للشارع للاحتجاج ليس جريمة بل هو صورة مشرفة تؤكد الوعي بالحقوق و المواطنة و تجلي كرامة الإنسان مناضلة و مناضل بالصوت العالي على الميدان

هذه وجهة نظر و جملة من الملاحظات و النقط المهمة و النوعية يكون جد ايجابي الخوض في مناقشتها ما بين الرفيقات و الرفاق سعيا منا جميعا إلى الإبداع في الاشكال النضالية الميدانية و تطويرها في اتجاه تحقيق مكتسباتها و اهدافها السياسية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا بعد موافقة حماس على -مقترح الهدنة-؟| المسائية


.. دبابات الجيش الإسرائيلي تحتشد على حدود رفح بانتظار أمر اقتحا




.. مقتل جنديين إسرائيليين بهجوم نفذه حزب الله بطائرة مسيرة


.. -ولادة بدون حمل-.. إعلان لطبيب نسائي يثير الجدل في مصر! • فر




.. استعدادات أمنية مشددة في مرسيليا -برا وجوا وبحرا- لاستقبال ا