الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن أسباب سعادتي بذبابهم الألكتروني

عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي

2022 / 3 / 12
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


منذ أن بدأت النشر في موقع الحوار المتمدن قبل عام، وانا سعيد بفئة خاصة من المتابعين، لا تفوتها شاردة مما ينشر في صفحتي أو في صفحة غيري من الزملاء، الذين ينطلقون من منطلقات يسارية تحررية، بعيدة عن التحجر الإيديولوجي، تعلي قيم التضامن والعدالة الأجتماعية، والحريات العامة والخاصة والكرامة الإنسانية، والمساواة بين الأفراد والشعوب، بغض النظر عن التباينات في الجنس أو لون البشرة أو العقيدة الدينية والفلسفية.

الفئة التي تسعدني، دائبة المتابعة لكل ما ينشر في موقع الحوار المتمدن من المنطلقات المذكورة، وتتفاعل معها تفاعلا سلبيا يتراوح بين الرصانة والبذاءة. ينتحل أفراد هذه الفئة أسماءا والقابا علمية، يسيئون من خلالها الى كل كاتب يتضامن مع قضايا الشعوب، وقضية الشعب الفلسطيني على نحو خاص، وتركبهم هستيريا جنونية أذا ما كان المقال يفضح جرائم إسرائيل، فترى حروفهم تتشكل شتائم للكاتب ولشعبة ولكل الشعوب العربية ومعتقداتها فكرية ودينية، ولا يشفي غليلهم دون وضع أصفار في خانة تقييم المقال.

وعلى العكس من ذلك يمنحون مقالاتي علامة الجودة بنسبة مئة في المئة حين أنتقد الفكر الديني الإسلامي، ولكنهم في ذات الوقت يوبخونني في تعليقاتهم على المقال الذي نال إعجابهم، لأنه لم يهاجم الدين الإسلامي كدين، ولم يدع إلى إستئصاله، وإجبار المؤمنين به على التخلي عنه. ويجن جنون هذه الفئة، عندما يشير أحد المقالات إلى حقائق مثل أن ما يجمع الفكر الديني الأبراهيمي، اليهودي ـ المسيحي ـ الإسلامي، أكثر مما يفرقه. فنقد وحشية العهد القديم، جريمة لا تغتفر، وإساءة بالغة إلى (( أخوتنا اليهود )) والى واحد الديمقراطية في منطقتنا، ومحرك مسيرة التقدم البشري في العالم، إسرائيل!!!

ويكون رد الفعل من ذات المستوى عند الإشارة مثلا الى أن يسوع رسول السلام قد دعا العبد الى إطاعة سيده، والمرأة إلى إطاعة زوجها، مع أن العهد الجديد يؤكد ذلك على نحو لا يقبل الجدل. وعندها يقال أن هذه تعابير مجازية ولا تؤخذ بحرفيتها، أما حين تشير إلى أمكانية، وليس حتمية، حدوث أصلاح ديني في الإسلام، لا يتعامل مع النصوص الأسلامية المقدسة بحرفيتها، وأنما بتأويلها تأويلا أنسانيا يتوافق مع مسيرة التطور البشري، فينبري (( الأساتذة والدكاترة )) من أصحاب الأسماء المستعارة، الى الهجوم على المقال وصاحبه، كونه يرتكب (( جريمة )) تجميل وجه الإسلام.

ما يسعدني في متابعة أفراد هذه الفئة المسعورة لما لما أكتبه، أو يكتبه غيري من الزملاء، هو أنه ربما يكشف عن حقيقة أن كتاباتنا، تساهم في أحباط مساعي تشويه الوعي العربي، وشحن الأجيال الجديدة من الشبيبة في مجتمعاتنا، بقبول الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، وكل الشعوب العربية، وقلب الحقائق وإقناع العرب بأن نضال الفلسطينيين من أجل حقوقهم المشروعة ليس سوى نشاط أرهابي يستهدف تدمير الحضارة الإنسانية، وتصويره على أنه نظير لجرائم داعش وغيرها من عصابات التأسلم الإرهابية.

ويكشف كذلك عن أن كتاباتنا تعيق المساعي التي تنهض بها مكائن الدعاية الرأسمالية لأقناع الشبيبة بأن نقد اللاعدالة في المنظومة الرأسمالية، والسعي الى معالجتها على المستويين المحلي والعالمي، بنشاط فكري، ونضال جماهيري سلمي، جريمة وأنحياز ضد الحضارة الى جانب البربرية.
ولهذا أنا سعيد بهذه الفئة من الذباب الألكتروني، التي تستهدفني وزملائي الذين يشطاروني كل او بعض توجهاتي، كون تلك المتابعة على ما فيها بذاءة وأنحطاط تطمئني الى ما ننشره لا يتبدد سدى، وأن تأثيره هو ما يستدعي تجييش الجيوش الألكترونية حتى وإن كانت من ذباب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحياتي
ابو ازهر الشامي ( 2022 / 5 / 20 - 23:14 )
كلام سليم

اخر الافلام

.. خطوة جديدة نحو إكسير الحياة؟ باحثون صينيون يكشفون عن علاج يط


.. ماذا تعني سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معب




.. حفل ميت غالا 2024.. إليكم أغرب الإطلالات على السجادة الحمراء


.. بعد إعلان حماس.. هل تنجح الضغوط في جعل حكومة نتنياهو توافق ع




.. حزب الله – إسرائيل.. جبهة مشتعلة وتطورات تصعيدية| #الظهيرة