الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديمقراطيه بطعم الهزيمة والعلقم

سامي الاخرس

2006 / 9 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


العالم المتحضر ، عالم التطور والتمدن والتقدم ، عالم ثورة التكنولوجيا والفضاء ، هو هذا العالم الذي نحيا به ،وقٌدر لنا أن ننعم بخيراته وعدالته ، ولعل هذا من أكثر ما أنعم به الله علينا كجيل هو الأكثر حظاً أن يحي حياة الترف وسط هذا النور المشع علماً وثقافة وديمقراطية وعدالة.
وبما أننا نحيا بعالم لا يقبل السكون والتجمد والتحجر والتخلف والجهل وانعدام الإدارة ،وغياب الوعي ،والثبات ،فأنه أخضعنا لقوانينه وتشريعاته وإرادته ، فلا مكان لنا إن لم نلحق بركب هذا العالم ،ونسير بالتوازي معه ،ونهضم ما ينتجه لنا .
وحتى نتمكن من تحقيق هذه الشعارات ونرتقي بواقعنا لا بد من التخلص من الإرث القديم ،والقيم والعادات والرموز ،وكل ما يتعلق بملامحنا السابقة ،وإرثنا الذي خلفه لنا أجيال من أجدادنا ، نلقيه بمزابل ذاكرتنا ونتنكر له لتكتمل عملية التطور .. والنهضة ،والتغيير . وبما إننا أجحفنا بحق أنفسنا ورفضنا الخروج من بوتقة الجهل والهمجية التي ارتدينا عبائتها ،وتمترسنا خلف قيمها وتقاليدها وتاريخها ، وحاربنا كل المبادئ والقيم والشعارات النهضوية ،إكتسبنا صفات فصلت على مقاسنا وما نستحق ،واصطبغنا بصبغات وألوان تنسجم مع فكرنا وبشرتنا سواء " كإرهابيين ، وخونة ،وعملاء ، ومتطرفين ،ومتخلفين ....الخ ،وكذلك تم وصفنا بما نستحق كشعوب وأمم بمسمي العالم المتخلف أو دول العالم الثالث ....الخ من هذه المسميات والمصطلحات ،ومن ثم تطورت الحالة ،فساعدونا على التغيير والتمدن والتقدم ،ودفعونا لأن نحيا بعالمهم شئنا أم أبينا ، فجيشوا لنا الجيوش ،وأنتجوا لنا الأفكار والمعتقدات ، ومن أقدس وأسمي ما فعله هذا العالم المتحضر المتمدن هو تحرير العراق من قيادته المتخلفه التي أعادت العراق لعصر إنسان ما قبل الحضارة ،هذه القيادة الصدامية (البعثية) التي جعلت من العراق ساحة صراع طائفي – مذهبي يزكم الأنوف من رائحه الدماء البريئة التي تروي شوارع وأزقة العراق ، وحالات الاغتصاب ،والقتل ،وتدمير المدن والقري ،ومهاجمة المساجد ،وقتل العلماء وخطف التجار والأثرياء ، وهدر طاقات وخيرات العراق. فرسموا لنا نظام جديد عنوانه الديمقراطية والتحضر والإزدهار ، إنجاز عراق جديد يبدأ خطاه بالحرية والتحرر الفكري والعقائدي والثقافي والأدبي والأقتصادي ، وبخلال فترة وجيزة جدا تمكن هذا النظام من القضاء على شتي مظاهر التخلف للنظام (الصدامي – البعثي ) فتحول العراق لموطن الديمقراطة وباحة الحرية وقبلة الاستقرار ، تماسكت به المذاهب وإتحدت خلف عراق واحد قوي ، فهبت نسائم الأمل ، واستبدلت الجثث الملقاه بالطرقات بالزهور ،ونهض العراق فكريا وثقافيا وحضاريا وعلميا واقتصاديا ، واكتملت عملية النهضة والبناء بإعلان الرئيس العراقي الجديد حفظه الله وأدامه للأمة بإصدار قرار بعدم رفع راية العراق المتخلفة التي لا تحمل سوي الخزي والعار ،واستبدالها براية جديدة تعبر عن النهضه والتحرر وتحمل ملامح ومظاهر التمدن التي يحيا العراق بها اليوم ، وما قرار الرئيس العراقي سوي الخطوة الأخيرة في عملية البناءه ،وجاءت لتعبر عن استكمال أخر ما تبقي من مسيرة الديمقراطية التي خاضها العراق مدعما بالقوي العالمية المتحضرة ، فلندعوا للقيادة العراقية وللعالم المتحضر بالنصر والتمكين .
وكترجمة واقعية أخري لنعم الديمقراطية وعصر التحرر ما يحدث بفلسطين الحبيبة ،هذه البقعة المقدسة الطاهرة التي دافعت عنها الأمة العربية والإسلامية بالأنفس والمال ، وحافظت علي استقلالها ومقدساتها وطهارتها ،فعمها السلام والأمن والتقدم والرخاء والإزدهار ، حيث مثلت قبلة للحجيج لدي الباحثين عن الأمل ،والنور. ومن أعظم ما ضربت به الأمثال هو ديمقراطيتنا الفلسطينية التي تجسدت بأبهي صورها في الانتخابات التشريعية الأخيرة ،والتي أيضا استكملنا بها مسيرة التحرر ورسم معالم فلسطين التاريخية ، فتمكنت ديمقراطيتنا من استنهاض روح الانتماء والعزيمة ، وأضحت فلسطين ساحه جهادية تقودها صواريخ الفضائيات ما بين وزراء الخارجية التي أنعم الله علينا بنعمه لم يتمتع بها غيرنا ،وهي وجود وزيرين خارجية لدولة فلسطين الحرة ، وزير خارجيه بالخارج يمثلنا بالمؤتمرات الدولية ، ووزير في الداخل مهمته فصل خطوط الهاتف عن العاملين بالوزارة ، فعملهم خارجي لا يحتاج لخطوط هاتفية داخليه كجزء من عملية التقنين الاقتصادي .
وتتواصل مظاهر النموذج الفلسطيني الرائعه في كلمات اختزلها أحد الكتاب في مقال له بأن العلم الفلسطيني لا يسوي لديه شيئا ، وأنه رمز حقير يمثل أحد مظاهر الاستعمار ... وحقيقه هو اصاب ... فهذه الرايه تحتاج لتغيير ومسح من الذاكرة فهي تمثل عهد متخلف جائر ، كان يعلو به صوت الجوع والاقتتال والفقر والتكفير والفتن ، ومن هنا لابد من تطهير هذه الحقبة الحضارية بفلسطين من دنس هذا العلم .
ديمقراطيتهم التي اسقونا شهدها وارتوينا من نعيمها في العراق وفلسطين ، كنموذجين متحضرين في بقعة متخلفة إسمها وطن عربي ، تمثل نفس الديمقراطية اللبنانية والسودانية والصومالية والموراتينيه ، ومعظم بلدان هذه الأمة .
فهنيئاً لنا وللعراق وللعرب ،وللعالم المتمدن هذه الديمقراطية ... ونتوجه للخالق بأن ينعم على هذا العالم المتمدن بالنعم التي نحيا بها من جراء ديمقراطيتهم وتقدمهم ... اللهم أمين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترامب يؤيد قصف منشآت إيران النووية: أليس هذا ما يفترض أن يُض


.. عاجل | المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: هذا ما سنفعله مع إيران




.. عاجل | نتنياهو: لم نستكمل تدمير حزب الله وهذا ما سنقوم به ضد


.. قصف مدفعي إسرائيلي وإطلاق للصواريخ أثناء مداخلة مراسلة الجزي




.. نائب عن حزب الله للجزيرة: الأولوية لدينا حاليا هي لوقف إطلاق