الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القلنسوة والطربوش: جيوجينابولتيك العلاقات التركية-الإسرائيلية

فكري آل هير
كاتب وباحث من اليمن

(Fekri Al Heer)

2022 / 3 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


ترى بعض النظريات في علم الأنثروبولوجيا- (علم الإنسان)، أن الثقافة منتج يحمل الكثير من أدوات التشخيص النفسي والاجتماعي الذي يساعد في تفسير الطرق التي يتحرك بها الإنسان- كفرد الى حد ما وكمجتمع الى حد كبير- في مجال علاقاته..!!
ولأن علم السياسة والعلاقات الدولية استفاد كثيراً من أطروحات مماثلة، فقد انتهى هو الآخر الى رؤية مقاربة تفسر سلوك الدول والأنظمة خاصة في مجال السياسة الخارجية، باعتبار أن الثقافة أصبحت منتجاً هجيناً والسياسة فيه ليست إلا مجرد تغذية راجعة لفعل ما مرتبط بتراث مشترك بين كيانين..!!
تتجسد هذه الفكرة في تلك النصوص التي يكتبها شعب ما في إطار ثقافته ويرسم بها صورة الآخر بالنسبة له، أو ما يطلق عليه #الصورة_النمطية_للآخر، على غرار #صورة_الإنسان_العربي_في_أفلام_هوليوود..؟!
**
كإجراء بسيط على هذه الفكرة، يمكن طرح سؤال:
لماذا تحرص تركيا على أن تكون لها علاقات جيدة مع دولة الكيان الإسرائيلي؟!
الجواب بسيط جداً، وموجود دائماً في الثقافة التركية، وهو: أن التركي لا يجد سبباً مقنعاً في نفسه يبرر اتخاذ موقف معادي ضد #الاشكنازم..؟!
استخدام المصطلح الأخير ليس عبثاً، لأنه يحمل دلالة تذكر الأتراك دائماً بأن ثمة عروقاً قوقازية مشتركة تربطهم بالاشكنازم.: شيء ما كقومية عابرة للقومية والحدود كامنة في الجينات..!!- ربما هذا هو السبب الذي يجعل الأتراك أكثر قرباً للتوافق مع الاشكنازم على معاداة الروس.
جانب من العقيدة الجينية القوقازية يحمل هذا العداء للروس السلافيين، الذين تسببوا ولمرة وحيدة ونادرة في دفع الييديش الاشكنازم الى رفع شعارات وخوض معارك حقيقية ضد الأتراك قبل أقل من قرنين من يومنا هذا.
بعد حرب القرم في القرن التاسع عشر، اتفق الطرفان (الاشكنازم والأتراك) على نهج ثقافي يكون أساساً لبناء علاقات جيدة بينهما، واستدامتها؛ وعلى أنه حين يتعلق الأمر بروسيا، فلا ينبغي أن يكونا عدوان بسببها أو لأجلها..!!
يمكن الآن أن نفهم دلالة التوقيت بالنسبة لبعض الأحداث الأخيرة كزيارة رسمية أو ما شابه، وأن نفهم في إطار أوسع لماذا حضرت النكهة العنصرية بكل زخمها الأورو-غربي، لتصبح سياقاً ثقافياً للصراع الدائر في أوكرانيا.
للتذكير.. فإن إسلام تركيا لا قيمة له في هذا النسق..!!- هناك فرق في نظر الأتراك بين ما هو التركي في حقيقته، والغطاء الذي يمكن أن يتغطى به: (سر قداسة الطربوش)..!!
**
على سبيل التطعيم الوثائقي، أحيل القارئ الكريم الى قصة طريفة يعود زمنها الى فترة حرب القرم في القرن التاسع عشر، أوردها أستاذ التاريخ في جامعة تل أبيب البروفسور شلومو ساند (שלמה זנד) في كتابه: #كيف_لم_أعد_يهودياً_وجهة_نظر_إسرائيلية، بعنوان: (اقتل تركياً واسترح)..!!
القصة من تراث الييديش الاشكنازم، وفيها أم يهودية وهي تودع ولدها الشاب تودع الذي أصبح مجندا في الجيش القيصري الروسي، وتوصيه بأن يقتل كل يوم جنديا تركياً وأن عليه أن يستريح بعد أن يتمكن من ذلك، وتكرر وصيتها له بأن يتغطى وينام ويأكل جيدا كلما تمكن من قتل بعض الجنود الأتراك، الى أن يفاجئها ابنها بسؤال: ماذا لو قتلني التركي؟!- فتجيب والدته باستغراب شديد واستنكار أشد:
ولماذا عساه يقتلك؟ أنت لم تتسبب له بأي أذى حتى يقتلك؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات في لندن تطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة


.. كاميرا سكاي نيوز عربية تكشف حجم الدمار في بلدة كفرشوبا جنوب




.. نتنياهو أمام قرار مصيري.. اجتياح رفح أو التطبيع مع السعودية


.. الحوثيون يهددون أميركا: أصبحنا قوة إقليمية!! | #التاسعة




.. روسيا تستشرس وزيلينسكي يستغيث.. الباتريوت مفقودة في واشنطن!!