الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خارج التغطية

سعيد هادف
(Said Hadef)

2022 / 3 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


كان الرأي العمومي المغاربي العام الماضي يتطلع إلى وضع مغاربي مختلف، كان يأمل أن يرى ليبيا يقودها رئيس منتخب وحكومة كفؤة تعرف كيف تبني ليبيا الجديدة، غير أن الليبيين اكتشفوا أن نخبتهم السياسية لم تكن في الموعد، ولعلها تحتاج إلى بعض الوقت لكي تتمرن أكثر على فضيلة الحوار.
أما الجزائر، فقد كان الخطاب الرسمي واثقا من موعد القمة العربية، وفجأة اكتشف أن الشروط لم تتوفر بعد، فأرجأها إلى شهر نوفمبر في انتظار ترتيب الطاولة. أما في تونس والمغرب، فقد حدث زلزال في الطبقة السياسية، وكانت الصدمة كبيرة في وسط إخوان تونس وإخوان المغرب. وإن كان إخوان المغرب خرجوا من معترك الانتخابات يجرون أذيال الخيبة، فإن إخوان تونس لم يعودوا يطمعون من الغنيمة سوى بالإياب إلى بيوتهم، لقد وجدوا أنفسهم أمام مواجهات سياسية وقانونية وشعبية. بينما وجدت موريتانيا نفسها في تحد مع حدود دامية غير مأمونة الجانب.
ووجدت البلدان المغاربية نفسها مجتمعة أمام وضع عالمي لم يكن في حسبانها، وضعُ خلقته حرب لا تشبه الحروب التي سبقتها منذ الحرب العالمية الثانية، حرب أشعلها بلد محترم ومهاب، وله مقام رفيع في الهيئات الأممية، بل هو أحد حراس الأمن بوصفه عضوا في مجلس الأمن. وفجأة تحركت الأمم الغربية حاملة خطاب الوعيد، وخطاب العدالة وهو أمامها بين الشعور بالعزة والكبرياء وبين مشاعر الخوف من اشتداد العزلة وامتداد مسافات الحرب. واتضح أن الإعلام العربي خليجي بامتياز، والتغطية مستمرة.
في هذه الحرب جفت منابع المناورات الأيديولوجية التقليدية، ولم يعد الاستعانة بالمرتزقة سلوكا سريا، ولم يعد متاحا تبرير الارتزاق أيديولوجيا، كما عاد خطاب الكراهية بشكل سافر. روسيا رجعت إلى الخلف تبرر حربها بقاموس الحرب العالمية الثانية: الحرب على النازية، والغرب لجأ إلى القانون الأممي ووصف الحرب بالاعتداء على دولة سيدة.
لقد طفت الهمجية إلى السطح، وانتصرت لغة العنف، وليس مستبعدا أن تخرج، للضرورة، جحافل الأصولية المسيحية سافرة الوجه بعد أن عبّدت لها الأصولية الإسلامية الطريق. ومهما كان معجم الطرفين، فإن أوكراينا أصبحت دار حرب ساخنة وفي المقابل أصبح ما تبقى من العالم ساحة حرب باردة قابلة إلى الاشتعال إذا ما تطرفت الأطراف المتصارعة والتزمت الصين دور المتفرج ولم تتوسط في إطفائها. وفي جميع الحالات هناك عالم جديد قيد الولادة، هل سيولد بصحة جيدة؟ أم معاقا؟
لقد ولد الفن السريالي والعبثي والدادائي من مشاعر الخوف والتيه والصدمة التي عاشها مرهفو الإحساس من شعراء ومسرحيين وفنانين، كانوا يعتقدون أن أوروبا ودّعت زمن الحرب إلى غير رجعة.
لقد كان مجرد صرخة احتجاج ضد الانحراف الهمجي الذي خلف خرابا مهولا وراح ضحيته ملايين الأرواح، لقد وقف ذلك الفن حائرا، كطفل، أمام غموض المأساة ولم تتجاوز صرخته سقف الاحتجاج.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا تكثف هجماتها على أوكرانيا قبيل حصولها على حزمة مساعدات


.. موسكو تصعد هجماتها بعد مؤتمر سويسرا للسلام




.. طفلة باغتها القصف قبل أن تهنأ بحذاء العيد


.. لا ماء ولا طعام.. في ثاني أيام عيد الأضحى بشمال غزة يشتد الج




.. مشاهد تظهر حريقا ضخما غرب لوس أنجلوس التهم 15 ألف فدان وتم إ