نقدم هنا ترجمة كاملة لشهادة الصحفي الاسرائيلي ارنون رجولر نشرها في صحيفة هارتس يوم 4/4/ 2003-   لتكون شهادة على الاعمال النازية التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي بحق المواطنون الفلسطينيون العزل والمسالمين والشبيهة بالاعمال التي ارتكبتها القوات الصربية بحق القوميات الاخرى في البلقان وايضا شبيهة الاعمال النازية التي كانت تقوم بها القوات الالمانية ضد الشعوب التي تقوم باحتلالها وها هي الشهادة :- في احد الغرف الجانبية لأحد المساجد في مخيم نور شمس تجمع بعض الشباب الملتحين حول طنجرة ضخمة للطهي وهم يستعدون لتجهيز الغذاء لجيرانهم من مخيم طول كرم ، الذي اجبرهم الجيش الاسرائيلي على ترك بيوتهم ، وعندما تم تجهيز الغذاء احضر الطعام الى نادي الشبيبة المحلي لتقديم الطعام لمهجري مخيم طول كلرم .

منذ مجيئ المهجرين الى مخيم نور شمس  اخذ السكان على عاتقهم القيام باستضافة المهجرين وهم يزودوهم بالمياه والاكل واماكن للنوم وتسهيل وسائل اتصال مع اقاربهم الذين بقوا في المخيم وهم في غالبيتهم من الاطفال والنساء والشيوخ ،وقد استعد رجال فتح في مخيم نور شمس من اجل تجهيز اماكن نوم لألفي مهجر من مخيم طول كرم وقسم من هؤلاء وجد له مكان فب بيوت السكان في مخيم نور شمس وقسم في المسجد وقسم اتجه الى القرى المجاورة لمدينة طول كرم وقسم  اخر نام في الاحراش والوعور القريبة من المخيم .

جنود الجيش الاسرائيلي اجبروا  يوم 2/4/   جميع الرجال من جيل 15 الى 40 في مخيم طول كرم على التجمع  وبعد ذلك قاموا بنقلهم الى مخيم نور شمس الذي يبعد  4  كم شرقي مخيم طول كرم الذي يعيشون فيه ، الجيش وصف هذه الخطوة كجزء من عملية لالقاء القبض على عدد من المطلوبين ،  وتضيف الشهادة  انه في صبيحة يوم 2/4/ الساعة الثالثة صباحا اسيقظ سكان مخيم طول كرم على اصوات انفجارات مرعبة وصوت طائرات تحلق في سماء المدينة  وحسب اقوال السكان فان قوة كبيرة من الجيش حاصرت المخيم من جميع نواحيه وقام الجنود باغلاق الطرق الرئيسية والفرعية المؤدية الى المخيم  ، وفي داخل المخيم بدأت الدبابات والجيبات العسكرية تنتشر وهي تطالب السكان عبر مكبرات الصوت بأن كل من يبلغ جيله من 15 الى 40/  عليه ان يحمل هويته  وان يتجه الى مركز المخيم حيث يوجد مدرستين تابعتين للاونرا ، وخلال دقائق بدأ المواطنون المعنيون بالاتجاه الى مركز المدينة ، عند وصولهم قام الجنود بتفتيشهم وصودرت منهم  الاجهزة الخلوية وتم فحصها بانها لا تحتوي على ارقام لمطلوبين اخرين وتم ارجاع الاجهزة لاصحابها بعد ذلك ، خالد ابو سعيد من سكان مخيم طول كرم ويبلغ الثلاثين من عمره ذكر انه بعد فحص الهويات لجميع الموقوفين تبين انه لا يوجد بينهم اي مطلوب وبعد ان اجلسوهم ساعات عديدة قاموا بتقسيم الموقوفون الى قسمين من سن 15 الى عشرين  ومن سن 20 الى 40 ، الشباب ادخلوهم الى داخل الصفوف في المدرسة واجبروهم على تمزيق صور الشهداء الملصقة على جدران الصفوف  ، في حوالي الساعة التاسعة صباحا توجه  ظابط درزي الى الموقوفين هذا حسب اقوال بعض الموقوفين وقال لهم انكم ستخرجون من المخيم ولن ترجعوا اليه حتى تنتهي الامور ، عبد اللطيف سوداني  احد الموقوفين ذكر انهم سأـلوا الظابط الى اين نذهب الى بغداد  فأجابهم الظابط بانه هنالك خير لكم ، ابو سعيد  ذكر انهم لم يفهموا ما عنى الظابط لكن بعد وقت قصير احضر الى المكان شاحنات   وبدأ الجنود بتحميل الموقوفين على متنها والتوجه صوب مخيم نور شمس ذهابا وايابا حتى انتهوا من تحميل جميع الموقوفين .

على اطراف المخيم وفي القرية المجاورة دنوبا  تجمع بعض الرجال والشباب  في محاولة  لتقصي ما يحدث داخل المخيم بعد تهجيرهم ، عندما دخل الجيش الى المخيم بدأ عملية تفتيش واسعة النطاق في محاولة لالقاء القبض على المطلوب نمر خليل ناشط الجهاد الاسلامي  لكن الجيش لم يجد في المخيم غير النساء والاطفال  والشيوخ ، وهكذا فأن المهجرون من سكان مخيم طول كرم هم الذين دفعوا الثمن دون ذنب اقترفوه   جميع المهجرين لا يوجد لهم اي صلة بعمليات المقاومة  وجميعهم عاطلين عن العمل ويعتاشون من تبرعات ومساعدات تقدمها الاونرا ، الى هنا نص الشهادة .

هذه الاعمال التي تقوم بها قوات الاحتلال على ابناء شعبنا الفلسطيني ربما تكون بروفة مرحلية لخطوة واسعة النطاق حذر منها الجميع  وهي تكشف زيف الادعائات الصهيونية والامريكية حول الحفاظ على حقوق الانسان والتشدق بها .

حسين خميس .فلسطين.

5/4/