الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مخرجات قرار رفع الحرس الثوري من قائمة الإرهاب

طلال الحريري
سياسي عراقي

(Tallal Alhariri)

2022 / 3 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


لم تنكعس مخرجات قرار ترمب في الانسحاب من الاتفاق النووي على السياسية الامريكية وحدها بل كان لهذا القرار نتائج حاسمة في الشرق الاوسط وخاصة في العراق حيث انعكس القرار ومارافقه من عقوبات كبيرة على النظام الايراني على تقوية رؤية الدولة العراقية والقرار السياسي واقترب العراق بوقت قياسي من العرب بعد ثمانية عشر عاما من العزلة تحت الهيمنة الايرانية، وبدأت الدولة العراقية تستعيد وجودها، وبمساعدة العالم الحر استطاع العراق تصحيح جزء مهم من الاسس الديمقراطية وخاصة شفافية العملية الديمقراطية المتمثلة في الانتخابات ولأول مرة تتوحد القوى الوطنية التي انتجتها ثورة تشرين مع المؤسسات الرسمية في رؤية مواجهة قوى اللادولة التي تمثل النفوذ الايراني المتغلغل في العراق لكن هذه المرحلة رغم نتائجها الكبيرة ونجاحاتها لم تكتمل بعد ان قررت ادارة بايدن العودة الى الاتفاق النووي ورفع العقوبات عن النظام الايراني واستئناف المفاوضات فكانت اولى نتائج هذا القرارهو تقوية موقف وكلاء ايران في العملية السياسية وعودة العراق الى مربع الهيمنة الايرانية والتي تجلت في عدة جوانب ابرزها تخريب مشروع تشكيل حكومة وطنية غير مرتبطة بالمشروع الايراني وتعزيز موقف الميليشيات الطائفية وعودة العراق تدريجيا الى محور الممانعة بعد ان قطع شوطا طويلا في عملية الانفكاك منه والانفتاح على العمق العربي بمشاريع استراتيجية مهمة كانت تؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات والشراكة الاقتصادية.
هذه النكسة لم تتوقف واليوم تدرس إدارة بايدن قراراً لرفع الحرس الثوري من قائمة الإرهاب ولاشك ان قرار رفع الحرس الثوري من قائمة الإرهاب له عواقب وخيمة على العراق في ظروف اقليمية ودولية ملتهبة ومتغيرات جيوسياسية حاسمة يشهدها العالم وخاصة في العراق الذي شهد في الاونة الاخيرة انحسار للنفوذ الايراني بعد مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني وخسارة الاحزاب الاسلامية الشيعية المدعومة من ايران والتي تشكل رأس حربة المشروع الايراني في العراق ولعل ابرز مخرجات هذا القرار غير المسؤول تتجلى في عودة العراق بقوة لحكم الاسلاميين فهو اعادة انعاش وأحياء لنفوذهم في الدولة العراقية، وتحويل الدولة الى أداة بيد الحرس الثوري وتخريب كل التوازنات الجديدة التي اعقبت ثورة تشرين الوطنية وبالتالي سنشهد تدمير المؤسسات العسكرية والأمنية ليكون الحشد الشعبي الطائفي نسخة ثانية للحرس الثوري الذي صرحت قياداته منذ تأسيسه بأن الهدف التالي بعد التأسيس هو تحويله الى حرس ثوري تحت قيادة الحرس الثوري الإيراني ليكون حرس للحكم الطائفي وقوة عسكرية هائلة لحماية الوصاية الإيرانية ومشروع الممانعة العابر للحدود بالأضافة الى تحويل العراق الى مركز للعمليات الارهابية لمهاجمة دول الخليج وإسرائيل كما أننا لا يجب ان نهمل تأثير هذا القرار اذا تم على الاقتصاد العراقي فالى جانب المخرجات العسكرية والجيوستراتيجية سيكون الاقتصاد العراقي تحت سيطرة الحرس الثوري خاصة ملفات العقود الإستثمارية والوزارات والموارد الإقتصادية بالاضافة الى تحويل النظام المالي والمصرفي الى اداة ايرانية لتمويل الارهاب والإلتفاف على العقوبات الامريكية وبالمحصلة ستتعدى هذه الاثار المدمرة حدود العراق وسيكون القرار بمثابة اعطاء ضوء اخضر للنظام الايراني لتعزيز مشروعه التخريبي واستهداف دول المنطقة وتخريب التوازنات الجديدة في الشرق الاوسط خاصة مشروع السّلام الذي يمثل اهم المتغيرات الجيوسياسية لمواجهة التوسع الايراني في الشرق الاوسط وبالتالي سيفقد العراق فرصة كبيرة وحاسمة للتخلص من الهيمنة الإيرانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكوفية توشح أعناق الطلاب خلال حراكهم ضد الحرب في قطاع غزة


.. النبض المغاربي: لماذا تتكرر في إسبانيا الإنذارات بشأن المنتج




.. على خلفية تعيينات الجيش.. بن غفير يدعو إلى إقالة غالانت | #م


.. ما هي سرايا الأشتر المدرجة على لوائح الإرهاب؟




.. القسام: مقاتلونا يخوضون اشتباكات مع الاحتلال في طولكرم بالضف