الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحت مرمى نيران النسوية

فلسطين اسماعيل رحيم
كاتبة وصحفية مستقلة

(Falasteen Rahem)

2022 / 3 / 19
سيرة ذاتية


الرجل والمرأة ، وحربا شعواء ربما كانت مؤسستها ربة بيت ترعى عشرة أولاد مع ديك وأربع دجاجات وبقرة وزوج كالحطيئة يعارك نفسه أن لم يجد من يهجيه، ، وفي أغلب ظني أن تلك السيدة التي لا أعرف هل نالت حقوقها ، وجعلت زوجها يغسل الصحون ذات ليلة قبل أختراع غسالة الصحون الاتوماتيكية وإلتي لا ادري لماذا أتجاهل وجودها في المنزل ، وأفضل أن لا أضيع متعة غسل الصحون باليد ، والتي تخفف كثيرا من التوتر الذي يصيبني أحيانا بعد يوم طويل من العمل والجدل حول مفردة محددة أستخدمتها في كتابة تقريري ، وأظن رئيس التحرير المتزمت لم تعجبه فصاحتي إلتي يشتكي منها الجميع ، من يحب أمرأة تكتب في السياسة ، فثورة سيدتنا الإولى من أجل يوم للراحة ، تتحرر فيه من كونها عامل سخرة مؤبدة بالأشغال الشاقة كانت أسمى مطالبها ، لم تعرف كيف تحولت إلى دعوات ما كانت لتخطر على بالها ، حتى أن دعوات حرية التصرف بالجسد، لا تفهم حدودها ، ولا حتى أنا فهمتها يوما ، ولا أدري كيف كانت ستجيب لو واجهت مثلي سؤالا حول الحرية في التصرف بالجسد ؟
وكأمرأة عرفت جانب من هذه الحرب التي لا أجد لها معنى ، قد لا يروق تحليلي وجوابي لا لأمرأة ولا حتى لرجل ، فالحديث عنهما لا يمكن فصله عن الجسد، والعلاقة الجنسية، الذي سيجرنا إلى الخوض في حديث يفتح أبواباً قد نجد من الصعوبة إغلاقها، بشكل محكم فيما بعد، لكنني سأطرح رأي الخاص فقط هنا : أذن أرى مسألة الحفاظ على الجسد، أمر مرهون بمستوى الفهم، لكل من الرجل والمرأةـ، على حد سواء، لا تقتضي ملكيتنا لأجسادنا، أحقية العبث فيها، وإني مع تحريم العبث بالجسد جنسياً، تماماً كأعتراضي على بيع أعضاء الجسد، كالكلية وما شابهها من مسائل، تشبه اعتراضي على جعل الجسد، ملكاً مشاعاً، ومبتذلاً، ووقفاً أحمقاً، عملية وهب الجسد، تشبه تماماً اقتطاع جزء منه، وهذا الجزء قد لا يكون عينياً، يمكن تشخيصه، ولكننا يمكن لمسه بيسر وسهولة، سواء عند الرجل أو المرأة، وكما يقال امرأة غير سوية، فأن هناك دائما رجل غير سوي ومنبوذ ،
أما أنت يا سيدتي واهبة الحياة والربيع ، أريد أن أقول لك خففي لهجتك على الرجل ، ضعي يدك في يده ، وتعاونا على بناء حياة أفضل للقادمين بعدنا ، الرجل ليس سببا في خراب الكوكب ، وأن كان هو قائد الحروب ووقودها ايضا ، لكنه مسكين مثلك تماما ، لأن المنطق يقول أن وراء عذاب كل إنسان وتخلفه، مجتمع متخلف، تحكمه نظم سيئة، بمختلف المقاييس، ولا يفترض في الرجل، تخلفه كي يفسد حياتك ، إن قياس الأمور على هذا النحو، يقودنا الى حلقة معقدة، من التساؤلات، عمن تسبب في تخلف من؟ ألا يفترض أن الرجل، الذي ظلم المرأة، هو رجل متخلف، وغير واعي، وغير عادل، وهو بالتالي نتاج لمن هو أسوأ منه؟ وهو ولادة لمرحلة سابقة، خاضتْ مخاضاً عسيراً،ومؤكد أن وراء عذاب كل رجل، رجل أخر، او امرأة لم تحسن تدريبه وتوعيته، بالمحصلة، إن الرجل والمرأة المقهورين أجتماعيا ، الاثنين همًا نتاج سلوك مجتمعي منحط، وظروف بيئية قاسية، حكمتْ الاثنين، وجاءت لنا بهذا الكم، من اللا مفهوميه، واللا عدالة، في إدارة معترك الحياة، أنا لا اعلق عذاب المرأة على الرجل، كما أني لا اعلق عذاب الرجل على المرأة، المظلومية قد تطال الاثنين، كما أن الظلم قد يكون صفة يتقاسماها.
كما أن الواقع العربي او العراقي على الأقل يخوض ثورة في تغير بعض السلوكيات التي كانت تهين المرأة والرجل على حد سواء ، فعلى الرغم من المشاهد اليومية المؤلمة لكنها على الاقل ليست جندرية ، تخص جنس دون غيره ، دعونا من عقوق الوالدين وتعذيب الابناء وزوجة الاب وزوج الأم ، هذه أعراض مرضية ستزول حتما بتعافي المجتمع . ، الذي يجب أن لا نغفله من ظواهر صحية في المجتمع هو أن الرجل والمرأة، ما عادا يعتقدان بأسلوب الخرقة الحمراء، في ليلة الدخلة، بل إن الاهتمام في هذا الأمر، قل كثيراً عن سابقه، وان تحدث عنه أحد ، فهو يحدث ضمن فئات معينة، وليس مجتمعاً بأكمله، نعم، أنا لا أنكر أن العذرية مطلب ذكوري لا يسقط مع مرور الزمن ، ولكن حالات كثيرة تحكي لنا وعياً وإدراكاً، لفهم الشرف، صارت متداولة في مجتمعاتنا، خاصة بعد الحروب التي صارت، وتبدل بعض المفاهيم، وصار أمر الزواج من المطلقة والأرملة، وهن غير عذراوات طبعاً، أمراً عادياً، يتساوى مع الإقبال على النساء العذراوات، هذا يعني، أن مفهوم البكارة، لم يعد شغلاً شاغلاً، وخصوصاً، حين يكون هذا الإقبال من رجال يخوضون أولى تجاربهم الحياتية، والزوجية، مع نساء سبق لهن الزواج، إنما يعد مؤشراُ ايجابياً، وان هناك حالة من الوعي، باتت تستشري رغم رداءة الظروف، وضنك الحياة، وشبح الموت والحرب، فإن موضوع البكارة، لم يعد بالضرورة هم الرجل المقدم على الزواج، خاصة، وانه يعرف تماماً وعبر وسائل متاحة، إن أي فتاة فقدت عذريتها، صار بالإمكان أن تتدارك الأمر، وتثبن عذريتها وقتما تشاء، لذا لم يعد الرجل يبحث عن شرف يمزقه، بل عن شرف يستره، يبحث عن امرأة قادرة على مشاركته صعوبة الحياة، والاستمرار معه في السراء والضراء، قادرة على مقاسمته رغيفه المر، المسروق من تنور الحياة، المكتظ بغربان الموت، أن يكون المرء شريفاً، أن يحترم نفسه أولاً، ويصونها، ويقدرها حق قدرها، كي يقدرها الاخرون ، وختاما أريد أن أذكر أن أعذب ما قرئته عن جدينا أدم وحواء ، أنهما حين هبطا الأرض ، هبطا منفصلين ،فلم يغمض لحواء جفن حتى وجدت آدمها ، تقول الاسطورة أنها وجدته نائما، ومن شدة خيبتها بهذا اللقاء أنكرت أنها بحثت عنه في الليل والنهار ، وربما إصل هذه الرواية سيدة أرادت سببا لمهاجمة الرجل ، لكنها في مضمونها حملت معنى ساميا للحب والأمان الذي بحثت عنه حواء، والذي لم يغنها عنه شيء ، حتى بدا الكون قائما علىً ثنائية الرجل والمرأة ومابينهما حكاية حب عظيمة وكل ما دونها إلى زوال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هم المتظاهرون في الجامعات الأمريكية دعما للفلسطينيين وما


.. شاهد ما حدث مع عارضة أزياء مشهورة بعد إيقافها من ضابط دورية




.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف الحرب في غزة| #الظهيرة


.. كيف سترد حماس على مقترح الهدنة الذي قدمته إسرائيل؟| #الظهيرة




.. إسرائيل منفتحة على مناقشة هدنة مستدامة في غزة.. هل توافق على