الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعددية اللغوية في المغرب بين الثقافي والسياسي رسالة جامعية في العلوم السياسية الحلقة 21

امغار محمد
محام باحت في العلوم السياسية

(Amrhar Mohamed)

2022 / 3 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


التعددية اللغوية في المغرب بين الثقافي والسياسي
الحلقة 21

المطلب الثالث: علاقةالفرنسية بالفرنكفونية
إن الفرنسية كلغة أجنبية وكتركة للإستعمار الفرنسي أوجدت للمغرب إلتزامات ثقافية وحضارية تجاه فرنسا، والمثمثلة في الفرنكفونية أي التماهي والتبعية الإقتصادية والثقافية تجاه فرنسا وسياساتها الثقافية، ذلك أن الفرنكفونية في هذا الإطار هي إستعمال الفرنسية والدفاع عنها وإعتبارها أداة للتطور من طرف غير الفرنسيين( ).
إن حضور الفرنسية كلغة حقيقية لأجهزة الدولة المغربية يجعل منها الأداة الأولى للإنفتاح على الثقافة الغربية.
إن فرنسا في هذا الإطار لايمكن لها أن تتخلى عن وجودها الثقافي داخل القارة الإفريقية وذلك لأسباب عدة أهمها المصلحة الإقتصادية.
وفي هذا الإطار تم التركيز على الفرنكفونية كتنظيم دولي، قائم على أساس اللقاءات بين فرنسا ومستعمراتها السابقة، هذه اللقاءات التي توجت منذ فبراير1986بتسع مؤتمرات بين البلدان المشتركة في إستعمال الفرنسية آخرها كان في بيروت في أكتوبر ••2001.
وفي هذا الإطار فالفرنكفونية تسعى إلى ربط الصلة بين مكونات فرنسا ومستعمراتها للحفاظ على الإرتباط الثقافي بإعتباره المدخل الطبيعي للحفاظ على المصالح الإقتصادية وضمان الإشعاع السياسي لفرنسا.
لذلك فالفرنكفونية ليست هي اللغة الفرنسية فحسب، بل هي أبعد من ذلك، خيت يرى البعض أنه ينبغي التوصل إلى الإقتناع بأن الإنتماء إلى العالم الفرنكفوني سياسيا وإقتصاديا وثقافيا يمثل إضافة وإلا سوف تكون السياسة الفرنكفونية قد فشلت في الهدف الذي سعت إليه.( )
وهكذا فالفرنكفونية تستعمل كل الوسائل المتاحة لكسب السوق والحفاظ عليها، وذلك بالتغلغل اللغوي والنفوذ الثقافي خصوصا في أوساط النخب والحكم السياسي.
وهذا ما يفسر أن أغلب الوزراء الذين عرفتهم الحكومات المغربية تمركزت دراستهم بالخصوص في فرنسا، ذلك أن أكثر من نصف العينة الوزارية المدروسة من طرف الباحثة امينة المسعودي أي58,16 %( ) تابعت دراستها العليا بفرنسا وهذا ما يدل على مدى تحكم النموذج الفرنسي في النظام والتسيير على النخب الوزارية المغربية.
وهذا ما يوضح المكانة التي يتمتع بها أنصار الفرنكفونية ذات الثأثير والقوة، وفي هذا الإطار فهم يتبنون أطروحات فرنسا في جميع المجالات على إعتبار أن الإنفتاح مرتبط بالفرنسية والتي تعتبر نافذة نحو الحداثة والعصرنة والإندماج في السياق العلمي للإنتاج والعولمة والفضاء المتوسطي( )
وتترسخ أفكار التوجه الفرنكفوني في الجرائد والمجلات الإقتصادية المكتوبة بالفرنسية حيت يتفانى كتاب إفتتاحيات هذه الجرائد في التحذير من مخاطرإستعمال اللغة العربية وآثارها على الإنفتاح الإقتصادي. ( )
وإذا كانت الفرنسية كلغة متحكمة في المتخيل الجمعي للنخبة المغربية الشئ الذي دفعها إلى الإنضمام إلى الثكثل الدولي الفرنكفوني، فإن تأثيراتها وتأثير الإنفتاح المرتبط بها غالباماينعكس على البنيات والعقليات، وأنماط السلوك.( )
وهذا ما يميز المغرب كغيره من دول المغرب الكبير عن الشرق. ( )
ويرى أنصار الفرنكفونية أن الإزدواجية الثقافية جعلتهم يعيشون كمثقفين في منفى ذو طبيعة مزدوجة كيفما كان المكان الذي يتواجدون فيه سواء في فرنسا أو المغرب،وجريمتهم هي أنهم يحاولون بواسطة ثقافتهم المزدوجة أن يكونوا حلقة وصل بين الشعبين الفرنسي والمغاربي( ).
والإرتباط بالفرنكفونية وإن كان يفتح آفاق المكانة الإجتماعية والإقتصادية داخل المغرب والخارج، فإنه على المستوى الإجتماعي والثقافي غالبا مالايكون لهم أي ثأثير حقيقي على الثقافة تجاه الجماهير الشعبية.
و الفرنسية كإرث إستعماري دفع بالمغرب إلى الإنخراط في المنظمات الفرنكفونية، بهدف الإنفتاح والبحث على الإنخراط في السياسة المتوسطية لفرنسا، على إعتبار أن المغرب كان يخطو بشكل رمزي خطوات تهدف ولوج السوق الأروبية المشتركة على إعتبار أن الفرنسية أداة للتواصل معترف بها من طرف المجموعة الأروبية.( )
وتحاول الفرنكفونية كسياسة جاهدة، الحفاظ على التواجد الثقافي الفرنسي في شمال إفريقيا، وعلى التمايز عن الشرق على إعتبار أن أغلب المفاهيم المرتبطة بالمعاصرة مرتبطة باللغة الفرنسية( )، لهذا تسعى الفرنكفونية إلى التفكير في الطرق الأنجع للدفع بالمغاربيين بصفة عامة إلى الإقتناع بأن الفرنسية لغة التواصل على الصعيد الدولي، ولغة الإختراع ونشر العلم والتكنولوجيا وبأنها لغة الإنفتاح الأولى على العلم بصفة عامة( )
غير أن التحولات العميقة التي شهدها العالم وشهدتها المنطقة المغاربية كان لها تأثيركبير على الأطروحات الفرنكفونية، ذلك أن تيار العولمة الجارف والمصاحب للغة الإنجليزية، والهجرات الجماعية التي شهدها المغرب في عقد التسعينات تجاه دول أروبية أخرى غير فرنسا، وتجاه الولايات المتحدة على الخصوص، كان لها أثر كبير على اللغة الفرنسية، بحيث لم تبق الفرنسية الأداة الأولى للإنفتاح هذه الأخيرة التي بدأت تعرف تراجعا لفائدة الإنجليزية، ومآثرها الثقافية.
إن التحولات العالمية الكبرى تدفع إلى التساؤل حول مستقبل التعددية اللغوية في مختلف الدول بما فيها المغرب، ذلك أن قنوات التنشئة الإجتماعية أصبح من الصعب أو المستحيل التحكم فيها، من طرف أجهزة الدولة المختلفة، فالأفكار وأنماط السلوك، والتداخل اللغوي، رهين بالموجة الإعلامية والتطور في تقنية نقل الخبر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جامعة كولومبيا الأميركية تهدّد ب«طرد» الطلاب الذين يحتلّون أ


.. دونالد ترامب يحمل نتنياهو مسؤولية هجمات 7 أكتوبر 2023| #مراس




.. ما تداعيات ومآلات تدخل شرطة نيويورك لفض اعتصام الطلاب داخل ج


.. مظاهرة لأهالي المحتجزين أمام مقر وزارة الدفاع بتل أبيب للمطا




.. الرئيس الأمريكي جو بايدن: سنعمل مع مصر وقطر لضمان التنفيذ ال