الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فخ الديون الصينية ... الوجه الخفي لمبادرة الحزام و الطريق

سلامة الصادق فرابي

2022 / 3 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


فخ الديون الصينية ......الوجه الخفي لمبادرة الحزام و الطريق!!!

أعلنت الصين سنة 2013 ، على لسان رئيسها شين جينبينغ عن قيام لمبادرة الحزام و الطريق Belt and roed ، initiative ،هذه المبادرة تهدف إلى نقل بضائع و السلع الصينينة عن طريق البر ، يربط شرق آسيا إلى آسيا الوسطى ممرورا بتركيا للوصول إلى أوروبا ،و هذا من خلال ، بينما الطريق البحري لهذه المبادرة فهو من خلال ربط موانئ الصين بموانئ آسيا نحو إفريقيا عن طريق المحيط الهندي للوصول إلى موانئ الأوروبية عبر قناة السويس.

خصصت الصين لمشروعا الجيوإستراتيحي ميزانية تتراوح بين 900 مليار دولار و 1تريليون دولار ، لإنجاز البنى للتحتية و بناء المطارات و الموانئ و خطوط سكك الحديد شوق الطرق البرية في الدول 130 التي أعلنت إنضمامها لهذا المشروع وغيرها من أجل سرعة توريد السلع الصينية لها.

مساعدات صينية مغرية للدول و دبلوماسية الديون:
تمنح الصين العديد من القروض المالية الكبيرة لفائدة لدول الموقعة على مبادرة الحزام و الطريق ، هذه القروض هدفها إنجاز مشاريع البنى التحتية لتلك الدول من طرف الشركات الصينية ، إذا تملك الصين العديد من البنوك التي تقدم قروض للدول من بين تلك البنوك و أهمها : بنك التصدير و الإستراد الصيني , بنك الشعبي الصين ، بنك التنمية و الفلاحة الصيني. هذه البنوك تقدم قروض بملايير الدولارات لتلك الدول ، فالصين تستهدف من وراء دبلوماسية الديون إلى :
1-حصول على إمتيازات إقتصادية و إستثمارات في تلك الدول .
2-تشجيع شركاتها الصينية التي كانت على أبواب الإفلاس من بعث نشاطها في تلك الدول .
3-توظيف عمالاتها و التقليص من البطالة .
ولكن لعل أهم هدف ( والذي يعتبر هدف خفي) تريد الصين تحقيقه من وراء سياسة الديون هي إغراق الدول الفقيرة و إسقاطها فيما بات يسمى بفخ الديون الصينية Chinese Dept Trape و التي أصبحت أحد أوجه الإستعمار الحديث و عنوان للتوغل الصيني في العالم ، و الذي حذرت منه مراكز الدراسات الإستراتيجية بواشنطن و أعربت عن قلقها إزاء زيادة النفوذ الصين في البلدان عالم الثالث ، لذلك نجد القوى الغربية و على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية و الإتحاد الأوروبي يعارضون بشدة مشروع مبادرة الحزام و الطريق لأنهم يعتبرونه تهديد صريح لسيادة الدول الذي يمر عليها هذا الطريق. . .

دول ضحايا دبلوماسية الديون الصينية :
لا شك أن الصين تعتمد في دبلوماسيتها على القوة الناعمة و عدم التدخل في شؤونها الداخلية للدول و عدم إكتراثها لمسألة الحقوق الإنسان فهي برغماتية في سياستها الخارجية ، هي من بين المبادئ الذي يرافع عليها الحزب الشيوعي الحاكم في الصين ....لكن في الواقع شيئ آخر ، فالصين إستولت على 90% من شركة الكهرباء الوطنية في لاوس بسبب عدم قدرة هذه الأخيرة على تسديد ديونها المستحقة ، نفس شيئ حدث مع بورما إين سيطرت الصين على منشئات إستراتيجية بسبب نفس المشكلة (الديون)، ولعل أشهر عملية إستحواذ الصينية على المنشئات في الدول أخرى هي سيطرتها على ميناء منهمبتوتا بسريلانكا لمدة 99 سنة بسبب عدم قدرتها على تسديدقروض إنجاز المشروع و الذي قدر بنحو 1,3 مليار دولار..... إمتدت مصيدة الديون الصينية إلى باكستان أين سيطرت الصين على ميناء جوادر و إستحواذه لمدة 40 سنة وتحقيقها لعائدات مالية كبيرة من وراء السفن و الحاويات التي ترسو على الميناء... و لكم أن تتخيلوا ماذا ستجني الصين من وراء هذا الميناء (أضعاف ما أنفقته في بنائه)....الصين زاحمت نفوذ الدب الروسي في آسيا الوسطى أين وضعت يديها على مشاريع إستراتيجية في جمهوريات المستقلة على غرار أوزبكستان ، قيرغيستان...عندما نذكر التغلل الصيني، أكيد نحن أمام التوغل الصيني في القارة الإفريقية و التي كانت لديها حصة الأسد في دبلوماسية فخ الديون ، فجيبوتي مهددة بأن تتنازل عن 90% من منشآتها لصالح الصين و هي بذلك مهددة بفقدان سيادتها ، ميناء مومباسا بكينيا إستحوذت الصين عليه و إستغلاله لمدة 90سنة ،إثيوبيا أكبر دولة إفريقيا من حيث عدد الشركات الصينية المتواجدة على أراضيها هي كذلك عرضة للوقوع في مصيدة فخ الديون فكل المشاريع المنجزة سواء : سدود ،طرق سريعة ، خط سكة حديد ،مطارات ، مشاريع طاقة كهرومائية ...) هي مشاريع بقروض صينية لم يتم تسديدها و قدرت حجم القروض الصينية لإثيوبيا من سنة (2008-2018) حوالي 13 مليار دولار حسب إحصائيات "مركز مبادرة الأبحاث الصينية الإفريقية التابع لجامعة ستيف هوبكنز بالولايات المتحدة الأمريكية"...كما أن الجزائر إنخرطت في مبادرة الحزام و الطريق عبر ميناء شرشال لكن دون وقوعها في فخ الديون الصينة خلافا للدول الإفريقية الأخرى .

في ختام حديثنا اليوم ، الصين لم تعد فقط دولة نامية حققت تفوق إقتصادي كبير ، بل طموح التنين الصين يتعدى البعد الإقتصادي إلى البعد الجيوبوليتيكي في سيطرة على موانئ و الممرات البحرية ، و كذلك الجيوإستراتيحي في التواجد في جميع أقاليم العالم وسرعة الإتصال به ....سيأتي يوميا و تنافس الصين القوى الكبرى ليس فقط في الجانب الإقتصادي بل حتى في الجانب العسكري بقواته الثلاث مع البعد الفضائي التي أصبحت الصين قاب قوسين و أدنى من بناء محطة دولية فضائية خاصة بها في الفضاء و من المتوقع سنة 2028 إرسال مكوك فضائي إلى المريخ و في سنة 2030 تخطط الصين لإرسال رائد فضاء إلى المريخ ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ctمقتل فلسطينيين في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا وسط رفح


.. المستشفى الميداني الإماراتي في رفح ينظم حملة جديدة للتبرع با




.. تصاعد وتيرة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله وسلسلة غارات على


.. أكسيوس: الرئيس الأميركي يحمل -يحيى السنوار- مسؤولية فشل المف




.. الجزيرة ترصد وصول أول قافلة شاحنات إلى الرصيف البحري بشمال ق