الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العصيان المدني – هنري ثورو

محمد زكريا توفيق

2022 / 3 / 21
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


من هو هنري داود ثورو؟

ولد هنري داود ثورو في 12 يوليو 1817، في كونكورد، أحد أحياء مدينة بوسطن بولاية ماساتشوستس. عاش معظم حياته في نفس المدينة ومات هناك عام 1862. والده، كان صانع أقلام رصاص يدعى جون ثورو.

رزق الأبوان بثلاثة أطفال آخرين بالإضافة إلى هنري. في عام 1821، انتقلت العائلة إلى بوسطن، حيث عاشوا حتى عام 1823. تذكر ثورو في وقت لاحق زيارة قامت بها العائلة إلى بركة والدن، "والدن بوند" في بوسطن، عندما كان في الرابعة من عمره.

عندما كان في السادسة عشرة من عمره، التحق ثورو بجامعة هارفارد. تم دفع تكاليف دراسته من خلال الأموال التي جمعها والده كصانع أقلام رصاص، إلى جانب مساهمات أشقائه الأكبر سنا من وظائفهم التعليمية.

أثناء وجوده في الكلية، درس ثورو قواعد اللغة اللاتينية واليونانية، ودرس أيضا عدة مواد، منها الرياضيات واللغة الإنجليزية والتاريخ والفلسفة وأربع لغات حديثة مختلفة. كما استفاد بشكل كبير من مقتنيات مكتبة هارفارد قبل تخرجه عام 1837.

بعد التخرج، قبل ثورو وظيفة مدرس في كونكورد. أدى رفضه ضرب طلابه إلى فصله من الوظيفة بعد أسبوعين فقط. في نفس العام، بدأ ثورو في الكتابة بالجريدة التي ظل يكتب فيها بقية حياته، وأصبح صديقا لسكان كونكورد، ومنهم الأديب والفيلسوف رالف إيمرسون، الذي أمده بخطاب تزكية عندما سافر إلى ولاية مين باحثا عن وظيفة مدرس في مدرسة خاصة.

بعد فشله في الحصول على وظيفة في ولاية مين، عاد ثورو إلى كونكورد وفتح مدرسة مع شقيقه جون. اختلفت سياسة المدرسة عن غيرها من المدارس في منعها للعقاب البدني، وتشجيعها للتعلم عن طريق التجربة ودراسة الطبيعة أثناء التريض والمشي؟

نجحت المدرسة في جذب الطلاب، لكنها استمرت ثلاث سنوات فقط. عندما مرض جون، قرر هنري غلق المدرسة لعدم استطاعته إدارتها بمفرده. عمل لاحقا في عدة وظائف مختلفة في جميع أنحاء كونكورد، وساعد في أعمال تصنيع أقلام الرصاص للعائلة.

في عام 1842، أصيب جون شقيق ثورو بمرض في فكه نتيجة جرح صغير لم يعالجه. توفي جون وهو بين ذراعي هنري. في العام التالي، انتقل للعيش مع عائلة شقيق إيمرسون في جزيرة "ستاتن أيلاند" بمدينة نيويورك كمدرس لأطفاله، على أمل أن ينجح ككاتب وهو قريب من دور النشر هناك.

عند عودته إلى بلده في ديسمبر عام 1843، بدأ ثورو في كتابة سرد لرحلة المركب التي قام بها مع جون عام 1839. الكتاب يجمع بين الشعر والخلفية التاريخية والتأملات الفلسفية. لكنه أدرك أنه بحاجة إلى التركيز أكثر على كتاباته، فقرر تبسيط حياته من خلال بناء والعيش في كابينة على ضفاف بركة والدن، التي تبعد حوالي ميل ونصف عن وسط كونكورد.

في 4 يوليو 1845، قبل يوم من الذكرى السنوية لوفاة شقيقه، انتقل ثورو إلى الكابينة التي بدأ في بنائها خلال الربيع. بقي هناك لمدة عامين. أحيانا كان يعود إلى كونكورد للحصول على الإمدادات وتناول الطعام مع عائلته، مرة واحدة في الأسبوع.

كان يزوره أصدقاؤه وأفراد عائلته في مقصورته، حيث كان يقضي كل ليلة تقريبا. في عام 1846، قام بأول ثلاث رحلات إلى ولاية مين، والتي ستصبح أساسا لسلسلة لاحقة من المقالات بعنوان "غابات مين".

بينما كان ثورو يعيش في والدن، قضى ليلة في سجن كونكورد الذي أصبح أساسا للمقالة الشهيرة المعروفة الآن باسم "العصيان المدني". لم يدفع ثورو ضريبة الاقتراع الخاصة به للبلدة لعدة سنوات، لأنه كان يعارض استخدام إيرادات المدينة في تمويل الحرب الأمريكية مع المكسيك وتطبيق قوانين العبودية.

عرض شرطي المدينة، عند اعتقاله، دفع الضريبة نيابة عنه، لكن ثورو رفض وقضى ليلة في السجن. التي قامت بدفع الضريبة في تلك الليلة هي عمته ماريا ثورو، ولكن لم يتم إطلاق سراحه إلا في صباح اليوم التالي. في عام 1848، ألقى ثورو خطابا في مدرسة كونكورد الثانوية. هذا الخطاب تم تعديله لكي يصبح مقالة بعنوان "العصيان المدني"، التي نشرت في عام 1849.

في عام 1847، قضى ثورو فصل الخريف في منزل إيمرسون، يعتني بالعائلة، بينما كان إيمرسون في إنجلترا. بعد ذلك، عاد إلى منزل والديه ليعيش بقية حياته.

كان لدي سكان كونكورد فضول شديد لمعرفة أسباب عيش ثورو لمدة عامين وحده في الغابة، مما جعله يلقي سلسلة محاضرات عام 1847، حول حياته في والدن. خلال هذا الوقت، أكمل أيضا مسودات أولية لكل أعماله: "والدن"، "أسبوع على شاطئ نهر كونكورد" و"مريمارك".

تم نشر الكتاب الأخير من قبل جيمس مونرو وشركاه عام 1848. وكان ثورو قد وافق على دفع ثمن أي نسخة من الكتاب لا يتم بيعها. تم بيع عدد قليل من النسخ، وخسر ثورو 275 دولارا في هذه الصفقة.

بين عامي 1847 و1854، قام ثورو بمراجعة كتاب والدن. بعد ذلك، أصدرت دار النشر، تينكور وفيلد، 2,000 نسخة من الكتاب عام 1854. كان النقد إيجابي في الغالب، وبيعت 1,700 نسخة خلال العام التالي.

في عام 1854، ألقى ثورو خطابا عن "العبودية في ماساتشوستس". وبالرغم من أنه لم يكن عضوا في أي من المجتمعات الداعية إلى إلغاء العبودية، إلا أنه كان يعارض بشدة العبودية، وأدان الحكومة الأمريكية دعمها للعبودية.

خلال عامي 1851 و1855، عانى ثورو نوبات من مرض السل. قضى ما بقي من عمره في التركيز بشكل كبير على الكتابة عن الطبيعية. مقالاته كانت تنشر في مجلة أتلانتيك الشهرية عام 1858. بات ثورو مريضا جدا بمرض السل عام 1861. بعد عام، توفي في 6 مايو 1862، عن عمر يناهز 44 عاما.

بعد التقييم النقدي لكتاباته، أصبح ثورو موضع تقدير لجدارته الأدبية. في القرن العشرين، أصبح ينظر إليه على أنه واحد من أهم الكتاب الأمريكيين في القرن التاسع عشر.

مقالة العصيان المدني:
خلال إقامته على شاطئ بركة والدن، اختار الاسم عنوانا لكتابه الهام "والدن"، أو الحياة في الغابة. بعد ذلك، قضى ثورو ليلة واحدة في السجن، لرفضه دفع ضريبة الاقتراع التي تهدف إلى دعم حرب أمريكا مع المكسيك.

قام بتأليف رسالة من السجن، يقول فيها إنه سينخرط لاحقا في العصيان المدني. نشرت عام 1849، تحت عنوان مقاومة الحكومة المدنية. من المثير للاهتمام أن نلاحظ أن مصطلح "العصيان المدني" لا يظهر في المقالة الفعلية.

جلب له سجنه معرفة مباشرة بالتكتيكات القسرية والقمعية التي تستخدمها الحكومة، لإجبار مواطنيها على دعم السياسات غير الأخلاقية، وغير العادلة. لكنه سلط الضوء أيضا على أهمية الضمير الأخلاقي الفردي. وأصبحت التجربة نقطة انطلاق تفكير ثورو الأوسع نحو واجب العصيان المدني.

بالإضافة إلى الحرب مع المكسيك، تعد العبودية مصدر قلق رئيسي في مقالة ثورو. وهو يوسع منطق حجته حول العصيان المدني ليشمل أي سبب قد ينتهك إحساس الفرد أو يجرح ضميره الأخلاقي. في وقت النشر، كان البلد منقسما بشدة حول مسألة العبودية.

تأسست جمعية نيو إنجلاند لمكافحة الرق عام 1832. وبحلول عام 1840، كانت مدينة بوسطن وبلدة كونكورد، حيث عاش ثورو معظم حياته، يعتبران من المعاقل المناهضة للعبودية.

تم إلقاء مقالة "العصيان المدني"، لأول مرة في 26 يناير 1848، كمحاضرة في مدرسة كونكورد الثانوية، وهي مركز تعليمي للمفكرين والمواطنين ذوي العقليات الإصلاحية.

في حين أن الحاجة إلى إلغاء العبودية، كانت تبدو بديهية أخلاقية، وفقا للمعايير المعاصرة، إلا أن قضية العبودية في 1840s و 1850s، لم تكن تحظى برأي موحد بين العديد من الأمريكيين البيض، حتى في الولايات الشمالية. من ثم، أوضحت مقالة ثورو أن جميع المواطنين متورطون أخلاقيا في القمع الذي تمارسه الحكومة.

كانت لمقالة ثورو الهامة تأثيرا عميقا على الشخصيات الفكرية، مثل الكاتب الروسي ليو تولستوي، والمهاتما غاندي، وزعيم الحقوق المدنية الأسود مارتن لوثر كينج جونيور، وعلى الحركة العمالية البريطانية، والمشهد السياسي الأمريكي بشكل عام في القرنين التاسع عشر والعشرين.

رسالة كينج من سجن برمنجهام (1963)، على الرغم من أنها لا تحتوي على إشارة مباشرة إليها، إلا أنها تحاكي بوضوح شكل رسالة ثورو الخاصة من السجن، والتي تؤيد العصيان المدني كرد فعل شرعي على سياسات الحكومة القمعية.

ملخص المقالة:
يفتتح ثورو مقالته بشعار "الحكومة الأفضل، هي التي تحكم أقل". لا يجب الثقة في أية حكومة. لأن الأخيرة، تميل إلى الانحراف وسوء معاملة الناس، قبل أن يتمكنوا من التعبير عن إراداتهم من خلالها.

الأمثلة على ذلك، الحرب المكسيكية (1846-1848)، التي أوصلت العبودية إلى مناطق أمريكية جديدة، والتي نظمتها نخبة صغيرة من الأفراد، سيطروا على الحكومة لصالحهم ضد الإرادة الشعبية.

الحكومة بطبيعتها تفسح المجال للاستخدامات القمعية والفاسدة، لأنها تمكن قلة من الرجال من فرض إرادتهم غير الأخلاقية على الأغلبية، والاستفادة اقتصاديا من مواقعهم الخاص في السلطة.

ينظر ثورو إلى الحكومة باعتبارها عائقا أساسيا أمام المشروع الإبداعي للشعب، الذي تدعي أنها تمثله. ويستشهد كمثال رئيسي بتنظيم التجارة والتبادل التجاري، وتأثيره السلبي على قوى السوق الحرة.

ويقع على عاتق الرجل، التصرف وفقا لما يمليه عليه ضميره، حتى لو كان هذا التصرف يتعارض مع رأي الأغلبية، أو القيادة السياسية، أو قوانين المجتمع. في الحالات التي تدعم فيها الحكومة القوانين الظالمة، أو غير الأخلاقية، فإن مفهوم ثورو عن خدمة بلده، ينقلب ويأخذ شكل المقاومة ضده.

في هذه الحالة، تكون المقاومة هي أعلى شكل من أشكال الوطنية. لأنها تظهر رغبة ليس في تخريب الحكومة، ولكن في بناء حكومة أفضل على المدى الطويل. على هذا المنوال، لا يدعو ثورو إلى رفض الحكومة بالجملة، بل إلى مقاومة تلك السمات المحددة التي تعتبر ظالمة أو غير أخلاقية.

في التقاليد الأمريكية، يتمتع الرجال بحق الثورة، الذي يستمد منه ثورو مفهوم العصيان المدني. فالرجل يجب أن يخجل من نفسه لارتباطه بحكومة تعامل بعض مواطنيها معاملة غير عادلة، حتى لو لم يكن الرجل هو الضحية المباشرة لظلمها.

ثورو هنا يختلف مع ويليام بالي، عالم اللاهوت والفيلسوف الإنجليزي، الذي يقول بأن أي حركة مقاومة ضد الحكومة، يجب أن توازن بين المظالم التي تريد معالجتها وتكلفة المعالجة.

قد لا تكون المقاومة ملائمة، وقد تكون التكاليف والتضحيات أكبر من الظلم الذي يتعين جبره. إلا أن ثورو يؤكد بشدة، أن الحكم هنا لضمير الفرد ومدى إيمانه بقضاياه العادلة.

يتحول ثورو إلى مسألة التغيير خلال الوسائل الديمقراطية. إن موقف الأغلبية، مهما كان شرعيا في ظل النظام الديمقراطي، لا يرقى إلى مستوى الموقف الأخلاقي. يعتقد ثورو أن العقبة الحقيقية أمام الإصلاح، تكمن في أولئك الذين لا يوافقون على تدابير الحكومة، بينما يمنحونها ضمنيا ولاءهم العملي.

إذا كانت الحكومة ظالمة، لماذا لا تقاوم بشكل مباشر. أليس من واجب كل رجل ذو قناعة حقيقية أن يتوقف عن تقديم دعمه غير المباشر لها في شكل تسديد الضرائب. التسديد الكامل لضرائبه سيكون بمثابة التعبير عن ولائه الكامل للدولة.

يدعو ثورو مواطنيه إلى سحب دعمهم من حكومة ماساتشوستس، وقبول المخاطرة بالزج بهم في السجن بسبب مقاومتهم. وإذا أجبرت الدولة على إبقاء جميع الناس في السجن أو إلغاء القوانين الظالمة، فإنها سرعان ما تستنفد مواردها، وتختار مسار العمل الأخير. بالنسبة لثورو، أعمال الضمير الأخلاقية هذه، تظهر "رجولة الرجل الحقيقية وخلوده".

المال هو قوة مفسدة بشكل عام، لأنه يربط الرجال بالمؤسسات والحكومة المسؤولة عن الممارسات والسياسات غير العادلة. مثل استعباد الأمريكيين السود والسعي إلى الحرب مع المكسيك. يرى ثورو علاقة عكسية متناقضة بين المال والحرية. يتمتع الرجل الفقير بأكبر قدر من الحرية في المقاومة، لأنه يعتمد بشكل أقل على الحكومة من أجل رفاهيته وحمايته.

بعد رفضه دفع ضريبة الاقتراع لمدة ست سنوات، يتم إلقاء ثورو في السجن لليلة واحدة. أثناء وجوده في السجن، يدرك ثورو أن القوة الوحيدة للدولة هي القوة الغاشمة. خلاف ذلك، هي خالية تماما من السلطة الأخلاقية أو الفكرية، وحتى مع قوتها الغاشمة، لا يمكن أن تجبر المواطن على التفكير بطريقة معينة.

إنه لا يتوقع من جيرانه أن يتوافقوا مع معتقداته الخاصة، ولا يسعى إلى تغيير معتقداتهم. من ناحية أخرى، يرفض التسامح مع الظلم والقوانين الجائرة. بالرغم من موقفه من العصيان المدني بخصوص مسائل العبودية والحرب المكسيكية، يعترف ثورو أنه لا يزال يحترم ويعجب بنظام الحكومة الأمريكية ومؤسساتها.

يذهب ثورو إلى حد القول بأن البيروقراطية ورجال الدولة من مشرعين وسياسيين، غير قادرين على نقد أو مقاومة الحكومة التي تمنحهم سلطتهم. يقدر ثورو خدماتهم للمجتمع، لكنه يشعر بأن الأشخاص خارج الحكومة هم وحدهم القادرون على قول الحقيقة.

الدستور، في رأي ثورو، هو مصدر من مصادر الحقيقة. وليس من المستغرب أن يكون احترامه ضئيل بالنسبة للطبقة السياسية بأكملها. فهو يعتبرها غير قادرة على ابتكار أبسط أشكال التشريع. في فقرته الأخيرة، يناقش ثورو سلطة الحكومة التي تستمد من "رضاء وموافقة المحكومين".

الديمقراطية ليست الخطوة الأخيرة في تطور الحكومة، حيث لا يزال هناك مجال أكبر أمام الدولة للاعتراف بحرية الفرد وحقوقه. ثم يختتم ثورو مقاله بملاحظة يوتوبية، قائلا إن مثل هذه الدولة التي تخيلها، لم يرها تتحقق بعد في أي مكان.

ملاحظات على المقالة:

الحق في المقاومة:
يؤكد ثورو على الحق المطلق للأفراد في سحب دعمهم من حكومة، تقوم سياساتها على أسس غير أخلاقية أو غير عادلة. إنه يعترض على نوع الفلسفة الأخلاقية التي تزن العواقب المحتملة للعصيان المدني بحجم الظلم الواقع عليهم.

إن أساليب المقاومة التي يقترحها ثورو في مقالته، سلمية وتعتمد بشكل أساسي على الضغط الاقتصادي. على سبيل المثال، الامتناع عن تسديد الضرائب من أجل استنزاف الدولة من مواردها، وبالتالي قدرتها على مواصلة سياساتها الظالمة. الهدف النهائي للعصيان المدني، ليس تقويض الديمقراطية بل تعزيز قيمها الأساسية المتمثلة في الحرية واحترام الفرد.

الضمير الفردي والأخلاق:
الفرد فقط هو من له ضمير ومبادئ يمارسها. لكن بحكم تعريفها، كل من الدولة والشركات هي كيانات غير شخصية ليس لها ضمير ينغص عليها عيشتها، وإن كانت تتكون من أفراد.

لذلك، للفرد الحق والالتزام بأن "يفعل في أي وقت" ما يراه صحيحا، وأن يحكم ضميره، وأن برفض المشاركة أو التواطؤ في حكومة تفرض سياسات ظالمة. "العصيان المدني"، هو تعبير ضروري عن الضمير والأخلاق الفردية، ومحاولة لإعادة تشكيل العلاقة بين الفرد والدولة، يجعل الأخيرة أكثر إنصافا وأقل ظلما في معاملتها للأفراد.

في حين أن ثورو يدعم مبادئ الديمقراطية، إلا أنه لا يؤمن بتسوية المسائل ذات الأهمية الأخلاقية الأساسية من خلال رأي الأغلبية.

حكومة محدودة:
إن الشكل الأكثر مثالية للحكم هو الشكل الذي يمارس أقل قدر من السلطة والسيطرة على مواطنيه. يعتقد ثورو أن الحكومة هي قوة تسلطية تخنق بطبيعتها الإبداع الشعبي. هو يؤمن بالمواطن العادي، ويشك في الطبقة السياسية النخبوية، التي يعتبرها ثورو غير كفؤ وغير فعالة.

الديمقراطية ليست المرحلة الأخيرة في تطور الدولة، إذ لا يزال هناك مجال أكبر للاعتراف بحرية الفرد وحقوقه. يدفع ثورو هذا الخط من التفكير إلى حده المنطقي من خلال تصور مجتمع ليست به حكومة. فالمواطنون وحدهم لديهم القدرة على التنظيم الذاتي والاستقلالية بدون الحاجة إلى لوياثان، الوحش الحكومي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي