الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألا إن حزب الله وإسرائيل كانوا هم الغالبين

حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)

2006 / 9 / 9
الارهاب, الحرب والسلام


تركت الحرب العدوانية الإسرائيلية على الشعب اللبناني الجريح أثارا لا تمحى ، وخرابا لا يمكن أن يعاد إعماره مثلما كان من قبل. وقد تصاعد الصراخ الإعلامي لكلا إسرائيل وحزب الله مدعين تحقيق انتصارات تاريخية ، ونوعية فريدة في التاريخ.
إن التمعن في أسباب الحرب وعواقبها ، و ادراك ماهية إسرائيل وحزب الله يبين لنا أن الطرفين حقا حققا انتصارات باهرة، و أن الخاسرين كانوا الشعب اللبناني المظلوم و القوى التقدمية والإشتراكية في منطقة الشرق الأوسط والعالم عموما.
إن التبجح بأن العالم أصبح أكثر أمنا ثبتت كذبته الوقحة، مثل الإدعاءات الأمركية بأن العالم أصبح أكثر أمنا وأمانا بعد الحرب على أفغانستان والعراق. فالآثار التدميرية الواضحة للعيان التي لحق بلبنان يؤكدها تقرير منظمة العفو الولية، أما الهزيمة التي لحقت بقوى التقدم والعلمانية و التحرر في منطقتنا فيمكن استنتاجها مما كسبتها إسرائيل وأمريكا وقوى الإسلام السياسي من هذه الحرب القذرة. وللتأكد من هذه الوقائع علينا مراجعة تقرير أمنستي انترناسيونال، الذي يشير إلى جرائم سيتم التحقق منها ارتكبتها اسرائيل وحزب الله أيضا ضد السكان ، وانتهاكات لحقوق الإنسان :
http://ara.amnesty.org/pages/lbn-230806-feature-ara

فقد أكد تقرير منظمة العفو الدولية في تقريرها عن نتائج الحرب العدوانية التي شنتها إسرائيل على لبنان ،إن الآثار الطويلة الأجل لتدمير البنية التحتية للبنان على حياة الرجال والنساء والأطفال في البلاد أمر لا يمكن تقديره. فالعديدون قد فقدوا بيوتهم في وقت يمرون فيه بمحنة فقْد أحبائهم أو الكفاح من أجل التغلب على ما لحق بهم من إصابات بالغة. وفقد عدد يزيد على ذلك من اللبنانيين مصدر عيشهم. كما دُمرت السجلات التي تبين ملكية البيوت والعقارات، ما يضيف صعوبة أخرى إلى صعوبات إعادة بناء الحياة.

وفي هذا السياق، قال رئيس مجلس التنمية وإعادة الإعمار، فضل شلق، في 16 أغسطس/آب، إن قيمة ما لحق بالبلاد من دمار تصل إلى 3.5 مليار دولار أمريكي: منها مليارا دولار أمريكي للمباني ونحو مليار ونصف المليار دولار للبنية التحتية من جسور وطرق ومحطات للطاقة وخلاف ذلك.
وقد قُتلت عائلات بأكملها نتيجة الهجمات الجوية على البيوت أو على السيارات أثناء محاولة هذه العائلات الفرار من الهجمات الجوية على قراها. وظل العشرات مدفونين تحت ركام منازلهم لأسابيع بعد أن منعت الهجمات الإسرائيلية المتواصلة الصليب الأحمر وغيره من العاملين في الإنقاذ من الوصول إلى المناطق المدمرة. ويواجه مئات الآلاف من اللبنانيين الذين فروا من القصف الآن خطر انفجار الذخائر التي لم تتفجر فيهم مع عودتهم إلى ديارهم.

لقد شن سلاح الجو الإسرائيلي ما يربو على 7,000 غارة جوية على ما يقرب من 7,000 هدف في لبنان ما بين 12 يوليو/تموز و14 أغسطس/آب، بينما قامت البحرية بنحو 2,500 عملية قصف أخرى. وعلى الرغم من اتساع نطاق القصف، إلا أن الهجمات ركزت بشكل خاص على مناطق بعينها. ويقدر عدد الذين لاقوا مصرعهم بنحو 1,183 ثلثهم تقريباً من الأطفال، بينما أدت الهجمات إلى جرح 4,054 شخصاً وتهجير 970,000 مواطن لبناني.

التحقيق

تشير المعطيات التي توصلت إليها منظمة العفو الدولية إلى اعتماد إسرائيل سياسة ترمي إلى التدمير المتعمد للبنية التحتية المدنية اللبنانية أثناء النـزاع الأخير، وإلى ارتكابها جرائم حرب.

وتدعو المنظمة الأمم المتحدة إلى أن تباشر على الفور تحقيقاً شاملا ومستقلاً وغير متحيز في انتهاكات القانون الإنساني الدولي التي ارتكبها حزب الله وإسرائيل إبان النـزاع. وينبغي لهذا التحقيق أن يتفحص على وجه الخصوص تأثيرات هذا النـزاع على السكان المدنيين. كما ينبغي أن يقترح تدابير فعالة لمحاسبة المسؤولين عما ارتكب من جرائم بمقتضى القانون الدولي، ويضمن تلقي الضحايا التعويض الكامل.

وليس ثمة ما يبدو في الأفق ما ئؤكد أن المجتمع الدولي سيساعد على اعادة اعمار ما دمرته الحرب ، وتعويض البشر عن خسائرهم المادية والمعنوية.

نعم ، إن إسرائيل انتصرت بانتزاع القرار الدولي المرقم 1701 من مجلس الأمن، القاضي بتجريد حزب الله من السلاح، وانسحابه بعيدا عن الحدود الإسرائيلية، واحلال قوات اليونيفيل على الشريط الحدودي مع لبنان. وإنها انتصرت بكسب دعم أمريكا والغرب عسمريا وسياسيا ، واعطائها الحق بمهاجمة لبنان متى ماارتأت أنها تدافع عن وجودها بوجه مخاطر حزب الله أو أية قوى أخرى معاديى لها. و أن الحرب وفق رؤية اسرائيل ستكون مستمرة عبر القنوات الدبلوماسية والسياسية، و يمكن أن تندلع في أي ّ وقت.
كما أن حزب الله خرج من هذه الحرب منتصرا ، ومعه كل قوى الإسلام السياسي ، و الجمهورية الإسلامية الإيرانية . خرج حزب الله من الحرب أكثر قوة اقتصادية وسياسية ، وشعبية من قبل، مدعوما من قبل النظام الإيراني و قوى أخرى معادية تدعمها وفق " عدو عدوي صديقي"، إذ ظهر حزب الله وحماس أنهما القوة القادرة على الوقوف بوجه الإمبريالية، والقوة القادرة على تعويض الضحايا والمتضررين ، وإعادة ما خربته الحرب في لبنان، و تقدمها كثير من الأطراف من إسلامية ويسارية قومية كالقوة الوحيدة التي تدافع عن كرامة لبنان وفلسطين والشعب اللبناني والشعب الفلسطيني. كما أن الجمهورية الإسلامية أصبح خطابها المعادي لأمريكا أكثر مسموعا، وأقوى تأثيرا، و غدا النظام الإيراني أكثر جرأة في الوقوف بوجه الغرب ، والمضي في برنامجه النووي، كما أصبح أكثر جبروتا وطغيانا وقمعا لمعارضيه السياسيين.
ونتج عن العدوان أن الإرهاب اشتد في العراق و أفغانستان وأمسى هذان البلدان مسرحا كبيرا للمذابح والجرائم ضد الأبرياء ، وأصبح المواطن البسيط لا يجرؤ على الخروج من البيت لكسب العيش والقوت لعائلته، والأفظع من كل ذلك أن المرأة أصبحت تعيش في جحيم لا يطاق.
كما أدت الحرب العدوانية إلى التقارب بين أجنحة ارهابية مختلفة للإسلام السياسي والقومي الفاشستي ، لمواجهة جماهير المنطقة وقواها التقدمية والاشتركية والعلمانية ، كما أدت أيضا إلى ارتباك الأخيرة ، و ازياد تشتت خطابها ، وتشويش رؤيتها.
هكذا وصلت رسالة بوش و الإدارة الأمريكية والغرب الإمبريالي عبر هذه الحرب إلى مضطَهَدي ومحرومي العالم ، بأن النظام العالمي الجديد سيفرض بالحروب والإرهاب ، والتجويع وسفك الدماء وانتهاك كرامة الإنسان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خلافات بين نتنياهو والأجهزة الأمنية الإسرائيلية حول اقتراحات


.. صواريخ ومسيرات حزب الله -تشعل- شمال إسرائيل • فرانس 24




.. الانتخابات البريطانية.. بدء العد التنازلي للنتائج وترقب لمست


.. إيران تبدأ فترة الصمت الانتخابي قبل الجولة الثانية من انتخاب




.. الجيش الروسي ينشر صورا لاستهداف مقاتلة أوكرانية باستخدام نظا