الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الغلاء والاحتكار يدفع ثمنه العمال والفقراء
سلامه ابو زعيتر
2022 / 3 / 21الحركة العمالية والنقابية
بسم الله الرحمن الرحيم
• د. سلامه أبو زعيتر
بالتزامن مع الازمة الروسية الأوكرانية وانعكاساتها، بدأ تجار الدم والمال كالعادة يتسابقون في استغلال الحروب والأزمات والكوارث، والمتاجرة بحاجات الناس، بغض النظر عن ظروف المجتمع، وطبيعته، من خلال ترويج الشائعات لدفع الناس للشراء بدون حاجة، ورفع الأسعار بجنون واحتكار السلع الأساسية، ولم يعد المواطن قادراً على مجاراة الارتفاع الحاد في الأسعار، والذي بدأ مع الحصار وتبعته جائحة كورونا وتداعياتها الاقتصادية والتجارية وتأثيرها على حركة النقل للبضائع؛ كما فُسرت ظاهرة الغلاء في حينها، ورغم ما طرأ من تطورات وتعايش مع الجائحة الا ان الأسعار استمرت مرتفعة وتتزايد مع الاحداث الأخيرة والعقوبات الامريكية الاوربية والروسية بأسباب الحرب الأخيرة..
إن الحالة الفلسطينية ليست بمعزل عما يحدث في العالم وتتأثر طبيعيا بذلك، وهو شيء متوقع، لكن متى نتأثر؟ وما حجم الأثر والضرر الذي يمكن أن يكون سببا في ارتفاع الأسعار؟ هو الامر الذي يدعو للدراسة بعمق، ولوقفه جادة!، وهو ما يحتاج لتدخل لإيجاد حالة من التوازن بين أسعار السوق وقدرات الناس، والاستجابة لحالة الغلاء والتي يفترض أن لا تكون على حساب المواطن المغلوب على أمره، بحيث يكون دائما الأكثر تضرر من الغلاء والاحتكار الفئات المهمشة والفقيرة والعمال، خاصة في ظل ارتفاع نسب البطالة، ومعدلات الفقر في مجتمعنا الفلسطيني، وانخفاض وتدني الأجور والرواتب وتآكلها، والتي لم تعد كافية لتغطية حاجات ومصاريف الاسرة مع الارتفاع الحاد في الأسعار ومستويات غلاء المعيشة، وخصوصاً مع اقتراب حلول شهر رمضان الذي يزيد فيه الطلب على المتطلبات الاساسية والسلع الغذائية وغاز الطهي والمحروقات..الخ.
إن موجة الغلاء والاحتكار من قبل التجار والشركات ورؤوس الأموال في غزة بسبب ضعف القدرة التنافسية، وغياب الرقابة، وعدم تدخل الحكومة بتحديد الأسعار ومراقبتها، وضبطها واتخاذ الإجراءات المناسبة لدعم السلع، ومعاقبة المحتكرين والتجار الذين يتحكمون بالأسعار مزاجيا، مستغلين الظروف وحاجة الناس ومتطلبات الحياتية، وهو ما أثقل كاهل العمال وزاد من معاناتهم، لذا يجب العمل ضمن خطة لحماية المستهلك والفئات الضعيفة، وإيجاد السبل بهدف وضع الحلول لهذه المشكلة وعلاجها ضمن آليات رسمية وشعبية ونقترح منها التالي:
- تحسين أجور العمال وربطها بجدول غلاء المعيشة، فلا يجوز أن تظل الأجور كما هي وتتأكل مع الغلاء وارتفاع الأسعار معدلات المعيشة.
- مراقبة سلوكيات التجار ومحاسبة الذين يتلاعبون بالأسعار، وتشديد الإجراءات العقابية ومنع الاحتكار بكافة أشكاله وتجريم المحتكرين.
- على الحكومة دعم السلع الأساسية وتخفيض الرسوم والضرائب وتخفيف القيود على حركة السلع والخدمات، ووضع التسهيلات لتخفيف الأعباء على التجار والمنتجين.
- على الناس أن يكون لهم دور وتأثير وضغط من خلال رفض التعاطي مع أي سلعة يتم رفع سعرها، ويمكن الاستغناء عليها لتصبح كاسدة في وجه الجشعين من التجار، وهناك تجربة مقاطعة شراء الفراخ بعد رفع أسعارها بشكل جنوني لتصل من 10شيقل – 15 شيقل فيما يعني أكثر من 50% زيادة.
- دعوة مؤسسات المجتمع المدني والاهلي للضغط والمناصرة لمواجهة الغلاء والاحتكار، وتقديم دعمها الطوعي لتلبية الحاجات الأساسية للعمال والفقراء الذين هم بحاجه ماسة لها مع اقتراب شهر رمضان المبارك.
- التكافل والتعاضد بين الناس لمساعدة بعض في تخطي هذه الظروف والأزمات، بما يعزز القيم والتعاون بين افراد المجتمع.
أخيرا إن قضية الاحتكار والغلاء في الأسعار ارهقت الناس وتهدد الاستقرار والامن الاجتماعي، وقد أثرت بشكل كبير على العاملات والعمال، وأضعفت قدرتهم على تلبية احتياجات أسرهم مما دفعهم للاستغناء على بعض السلع الأساسية والضرورية لأسرهم، الأمر الذي زاد من فقرهم ومعاناتهم وعمَق الفجوة بين المواطنين، وهذا القضية يجب العمل على علاجها وتسويتها، وتحسين أجور العمال، ومحدودي الدخل بهدف الحصول على أدنى متطلبات الحياة، ومواجهة المستجدات والمتغيرات وما تبعها من استغلال وغلاء واحتكار وظروف يدفع فاتورتها العمال والفقراء ومحدودي الدخل.
• عضو الأمانة العامة في الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. وقفة أمام محكمة أسترالية احتجاجا على حظر مظاهرات في ذكرى -طو
.. فرنسا: -عودة إلى عهد التقشف- • فرانس 24 / FRANCE 24
.. وقفة أمام سفارة إسرائيل في طوكيو احتجاجا على حربها على غزة و
.. أميركا.. إضراب في 36 ميناء على الساحل الشرقي وخليج المكسيك
.. -إنقاذ الأرواح أهم من الحرب-.. أهالي محتجزين إسرائيليين يحتج