الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


روح الشهيد

عبد الخالق الجوفي

2022 / 3 / 21
الادب والفن


"مسرحيه شعرية استعراضية تُسلط الضوءَ على النضالِ الفلسطيني المشروع في سبيل نيل الاستقلال من خلال أرواح الشهداء , وتتكون من تسعة مشاهد تُجسدها أرواح الشهداء بأسلوب تعبيري , إيحائي , رمزي "





(المشهدُ الأول)


يفتح الستار , تسلط الأضواء بشكلٍِ دائري على جثثٍِ مسجاة على المسرح و ملفوفة بالعلم الفلسطيني.
بجانب المسرح لوحة عرض سينمائيه تعرض صوراًَ لشهداء الأقصى والقدس وأعمارهم وأماكن استشهادهم يصاحبها أُغنيةٍِ تقول كلماتها:.
(لأجلِك يا مدينة الصلاة نُصلي
لأجلِك يا بهية المساكن..
يا زهرة المدائن...
يا قدسُ
يا قدسُ يا مدينة الصلاة نُصلي ...)
تتدرج الإضاءة ليعم المسرح الضوء (الأخضر الفاتح) فتبرز خلفيتهُ المكونة من المسجد الأقصى وقبة الصخرة ومدينة القدس خلفها...
تدخل من بوابة المسجد - على صوت أنغام موسيقيةٍ حزينة - ستُ فتيات بثياب بيضاء فضفاضة وعصابة رأس ٍِ خضراء مكتوب عليها "لا إله إلا الله محمد رسول الله" يمثلن أروح الشهداء المُسجاةُ أجسادهم على خشبة المسرح ..
صوتٌ مدوٍ يقولُ:.
(ليسَ جميلاً أبداً صوتُ الرصاص...
ولا موسيقاهُ التي ينشدها
لكننا نستسيغهُ بل ونستعذبهُ إذا كان من أجل الكرامة والتحرير...)
يتراقصن بحركةٍِ تعبيرية حزينة ثُم يضعن الورود بجوار الشهداء الستة وبرقصةُ وداع ينصرفن بالتدريج..



(المشهد الثاني)



تتدرج الإضاءة وتدخل الفتيات الست برقصةٍِ تعبيريةٍِ وكأنهن الحور العِين ,تمسك كلٌ منهن بيدِ شهيدٍ فينهض, ومن ثَــَمَ يخرجون فُرادى بحيث لا يبقى على المسرح سوى شهيدٍ شيخِ تجره بعربتهِ فتاه تُمثلُ روحهُ.
تتركز الإضاءة علية فيقول :.
أنا الشهيدُ ... أنا القعيدُ
أنا المُطاردُ والشريدْ
أنا المجاهدُ رغمَ عجزي ... والعنيدُ ولم أحيدْ
قدْ منحَ اللهُ الفُؤاد بكل ما كان يُريد
بِعُمري ما طأطأتُ رأسي
لا .. ولا فارقتُ بأسي
صَعدتُ للهِ شهيداً بعد إذ جاء اليقين
وسنلتقي عند الإلهِ مـُُنعمينَ .... مُكرمينْ
ما اخلف اللهُ وعودهُ للعبادِ الصالحينْ
فاستبشروا بالنصرِ يا أهل الكرامةِ والشهادة
استبشروا بالنصرِ يا أهل الكرامةِ والشهادة ...
(أثناء ذلك تستعرض شاشة العرض نماذج وصور من حياة الشهيد واستشهاده)
ثُم تجرُّ الفتاةُ عربتهُ بعد أن ترفرف كالفراشه على المسرح برقصةٍ توديعية تغادر بصُحبتهِ.



(المشهدُ الثالث)


تتدرجُ الإضاءةُ , فتدخل الفتيات الست برقصةٍِ تعبيريةٍِ , تُمسكُ كلٌ منهنَ بيدِ شهيد, ومن ثَــَمَ يخرجون اثنينِ اثنينِ بحيث لا يبقى على المسرح سوى شهيدٍ واحدٍ تُمثلهُ روحهُ المتمثلة بالفتاة المرافقة لهُ.
يعلو صوتٌ ذا صدى عالٍ يقول :.
- "الطريقُ إلى فلسطين ليست بالبعيدة ولا القريبة إنها بمسافة الثورة"
- "أن نكون أولا نكون ... التحدي قائم والمسؤولية تاريخية"
ثُم تتركزُ الإضاءة علية فيقول :.
أنا من رسمتُ بريشتي نورُ الصباحْ
ورسمتُ أغصاناً ... وأرضي تستباحْ
ورسمتُ زيتوناً ... وطِفلاً ... وسلاحْ
فيا أحبةُ للكِفاحِِ ... إلى الكِفاحْ
هذا إذن نورُ الصباحْ
فللسلاح ِ.... إلى السلاحْ
هبوا إليه وشمروا
إن الكرامةُ تــُستباحْ ....
- يا حنظله :. هيئ سلاحكَ.. وانتفضْ
هيئ نِبالكَ والرماحْ
هيئ حِجارةَ أرضِنا ..
فالنصرُ في الأفاقِ لاحْ
فالنصرُ في الأفاقِ لاحْ
(أثناء ذلك تستعرض شاشة العرض نماذج وصور من حياة الشهيد واستشهاده)
وبرقصة تعبيرية توديعية تغادر الفتاةُ بصُحبتهِ.





(المشهدُ الرابع)


تتدرجُ الإضاءةُ , فتدخل الفتيات الست برقصةٍِ تعبيريةٍِ ,تُمسكُ كلٌ منهنَ بيدِ شهيد, ومن ثَــَمَ يخرجن بصحبتِهم اثنين اثنين بحيث لا يبقى على المسرح سوى شهيدةٍ واحدةٍ ترتدي فستان زفافٍ وتاج وروحهُا المتمثلة بالفتاة المرافقة لها.
تتركز الإضاءة عليها فتقول :.
أنا الشهيدةُ .... والسعيدةُ
بل أنا روحُ القصيدهْ..
غادرتُ دُنياي لربي ... بعد أن كُنتُ شريدة
وزفني بعد الشهادةِ ألفُ عبدٍ من عبيدهْ
أنا الشهيدةُ والسعيدة ... بل أنا روحُ القصيدهْ
بِضاعةَ الله اشتريتُ .... وعفتُ دُنياي الزهيدة
آثرتُ إكليل الخلودِ على الأكاليل الكَسيده
هيا هلموا إخوتي .... إنني أدعوكمُ .. فأنا ... أنا روحُ الشهيده.
(أثناء ذلك تستعرض شاشة العرض نماذج وصور من حياة الشهيدةُ واستشهادها)
ثُم تُمسك الفتاةُ بيدها وبرقصة تعبيرية توديعية يغادرنَ.




(المشهدُ الخامس)


تتدرجُ الإضاءةُ , فتدخل الفتيات الست برقصةٍِ تعبيريةٍِ , تُمسكُ كلٌ منهن بيدِ شهيد, ومن ثَــَمَ يخرجن بصحبتهُم اثنين اثنين بحيث لا يبقى على المسرح سوى الشهيدة الرضيعة تحتضنُها الفتاة المرافقة لها والتي تمثلُ روحهُا.
تتركز الإضاءة عليها وتتكلم نيابةًَ عنها من تمثل روحها :.
أنا الرضيعةُ والشهيدةُ
والمُمزقةُ الجديدهْ
أنا المحبةُ .. والبراءةِ ... والطهور ... أنا الوليدةْ
سوزان تشكو طِفلةً خُطفتْ من الأحضانْ
يا طفلتي إيمان ...
يا طِفلتي البِكرُ...
عامٌ ونِصفٌ انتظرتكِ
ما إن أتيتِ حتى غَيبتكِ الأنظمهْ
أوتعلمين بُنيتي؟!... أوتعلمينَ رَضيعتي ؟!
ما حرك استـِشهَادُك إلا الدُموعْ
ما زَادَ أُمتكِ يا طِفلتي إلا الخُنوعْ
آهٍ على أُمَتكِ يا طِفلتِي
آهٍ على أُمتكِ طِفلتِي.
(أثناء ذلك تستعرض شاشة العرض نماذج وصور ٍللشهيدة ذات الأربعةِ أشهر واستشهادها)
وبرقصة تعبيرية توديعيةٍ يُغادِرن .




(المشهد السادس)


تتدرج الإضاءة وتدخل الفتيات الست برقصةٍِ تعبيريةٍِ وكأنهن الحور العِين و برقصةٍِ تعبيرية تـُمسك كلٌ منهن بيدِ شهيدٍ, ومن ثَــَمَ يخرجون فُرادى بحيث لا يبقى على المسرح سوى شهيد واحد هو من يُمثل الشهيد الطِفلُ وروحهُ المتمثلة بالفتاة المرافقة لهُ
تتركز الإضاءة علية فيقول :.

أنا شهيدُ أُمتي...
أنا شهيدُ ثورتي
طِفلُ بلا ذنبٍ
عفواً أحبتي ..
إنني رُوحُ الشهيد
طِفلٌ شريدْ...
في حضنِ والدي استُشهِدت
رأيتموني؟!..
ما كُنتُ أحملُ أي مِدفعْ
أعماهمُ الحقدُ فصاروا كالذئاب
سُعِروا .. وفي الأُخرى سيصلونَ السعيرْ..
ماتت ضمائرهُم ...
وهذا فِعلُ معدومي الضمير (يشير بيدهِ إلى لوحة العرض التي تعرض مشاهد من الجرائم الصهيونية التي لا تتنتهي)
أحبتي ... ما زالَ لي عوضٌ بِكم..
ومازال للأقصى رجال
أفعالهُم نِعمَ الفعال...
هم في الثبات كما الجبال..
هُبوا لنصر القدس ِ والتحرير
هُبوا لنصر القدس ِ والتحرير..

(أثناء ذلك تستعرض شاشة العرض نماذج وصور لاستشهاده)
ثُم تُمسك الفتاةُ بيده وبرقصة تعبيرية توديعية يغادرون.



(المشهدُ السابع)

يَعُم المسرح إضاءة أرجوانية خافِته وتتركز على شيخٍ وطفلٍ يُــمثل الأول الشهيد الشيخ والثاني الشهيدة ويتمُ الحوار التالي بمصاحبةِ موسيقى حزينة مُعبره :.
الفتاةُ تـُتمتمُ بكلماتٍ غير مفهومة فيسألهاُ الشيخ:.
- ماذا تقولي؟!.
- أقولُ إني دمعةُ إنكسارْ... بدايةُ انهيارْ
وجرحٌ في الزمان غائر الأغوارْ
- ولما التشاؤم يا فتاة؟!
- كيف التفاؤل أيها الشيخُ الجليل؟ وطرقنا بالخوفِ بل بالذل ِمسدودهْ !!.. والشوكُ يملاء ُ دربنا !!...
الدمعُ... ليس لهُ حدودْ... والبسماتُ معدودهْ
- ألهذا الحدْ؟؟!
- بل وأكثرْ... فكلما نحاولُ التبسمَ... يستفحلُ الخطرْ...
يسقطُ ُ فوقنا بغزارةِ المطرْ
- لكن برغم ِ المصائبِ ... توجدُ السعادةُ...
ومهما طال أمدُ الليل ... ستشرقُ الشمسُ معلنةًً بداية َالنهارْ...
تبسمي بُنيتي
- ألم أقل يا سيدي بَسماتـُنا في العامِ بل في العمرِ معدودهْ ..
والإكثارُ منها يعدُ انتحارْ
لأننا في الحُزنِ مَولودونْ... بالدمعِ ِ مَوعُودونْ!!!
- أغرقتِ عيني بالدموعْ ...أفحمتـِني ..أرغمتـِني على الهجوعْ
تكلمي...فإنني مستمعٌ لكِ منصتاً ...
ومصغياً إليكِ
- عفواً أيها الشيخُ الجليلُ إنني ..
فتحتُ عيني فإذا موطِني مَسلوبْ ...
ورأينا وحـقـُنـا منهوبْ
والدَمُ في قـُدسِنا ... على أرضِنا مَسكوبْ.
نشأتُ في تلكَ الظروفِ القاسِيهْ
ورضَعتُ بدلاً عن حليبِ الأمِ... حبَّ الوطنِ والتضحيهْ
وزرعتُ سكيناً على جسدي الصغيرْ ...
حتى يكون في عمقِ حُبِّي للوطنْ
يا أيها الجرحُ الحبيبْ ... أرجوكَ ألا تلتئمْ
إنـمُ معي حتى نكونْ في عمقِ حُبَّي للوطنْ
قد كانَ ذلكَ عندما كنتُ صغيراً أيها الشيخ الجليلْ
والآن..... وبعد أن مَرَّ الزمانْ...
أصبَحتُ في عمرِ الشبابْ
ورفيق ُ دربي... ذلك الجرحُ الحبيبُ يهزُنِي ... ويَشدُنِي نحو الجهادْ
رافضاً أيَّ تفاوضْ ... لا ولا حتى الكلامْ
فقد صارَ جُرحِي غائِراً...
أكبرُ من معنى السلامْ ...




(المشهدُ الثامن)


يعُمُ المسرح الضوء الأحمر القاني فتدخل الفتيات الست إلى المسرح تُمسكُ كلٌ منهنَ بيد أحد الشهداء وبرقصةٍ تعبيريةٍ حزينة يتوزعن على المسرح بجانب كلٍ شهيد , ثُم تتركز الإضاءة على الشهيد الطفل فيقول:.

القدسُ نادتْ نـِدَاءً رَجعـُـــــــــهُ دَوى
وأسمعَ الـكـُلَ قـَاص ٍكـانَ أو دَانـِـــي
ذاكَ النـِدَاءُ الـذِي لـلـسـَمـَا أبـكـَــــــى
وأنطقَ الصخرَ فانقظتْ على الجَانِـي
الطفلُ شـَاخَ لأهـوال ٍ رَأى وأســـَـــى
كـَم مـِنْ دُمـُوع ٍوللـدَمـعـَاتِ تـِبـيـــانِ
فودع َالأمُ والدمعاتُ تـــَفـطـُرُهـــَــــا
لا تـَبـكـِي يـَا أمُ إنَّ الـقـُدسَ نـَادَانـِـــي
لا تصرخي فيشمت الأعداء في وطنٍ
ما طـَأطـَأ الـرَأسَ فـِي أبـنـَائـِهِ حـَانـِي
هـَذيْ بـِلادِي سَتـَبقى الأرض ُطَاهِرَة ً
إن دَنسَ الأعـدَاءُ شـِبـرَاً طـُهرُهُ قـَانِي
تـَبـقـَى المـَآذِنُ رَغمَ الحـِقدِ شـَامـِخـَـة ً
واللهُ أكـبـَرُ تـَثـبـِيـتٌٌ لأركــَانــِــــــي
وغادرَ الـطـِفـلُ حـُضنَ الأم ِواستـَقبل
رَصَاصُ غدرٍ نـَبتْ عَنْ حِقدِ شَيطَان ِ
هـَزَّ الأذانُ وأجراسُ الكنائسِ وِجـْــــ
ـدَانَ الذِيـنَ لـَهـُمْ في الصَدرِ وِجـدان ِ
صَرَختْ دِمَاءُ الشَهـِيدِ الطِفلُ في ألم ٍ
يا أُمتي هَاكِ بعد العـِزِ جُـــــــثـــماني
يا آلَ صـُهيون لا لنْ تـَهـنـَؤا بـِدَمـِــي
سَيحملُ الجـُرحُ إخـوانــــِي وخـِلانـــِي


ثُم تُسلط الإضاءة على الشهداء الخمسة وهُم يقولونَ بصوتٍ واحد:.

متى ينتهي سيلُ هذي الدماءُ؟!…
وهذا الأنينْ؟!
وهذا الشقاءُ وجُرحِي الدفينْ!
متى يا بلادي تعودين حُرهْ؟!
وينزاحُ كابُوسُ هذا اللعينْ؟!

* * *

بِلادي إنآ لنرجوا الفناءْ
على أن يمسْ أرضكِ الطامِعُونْ
وكل الجِهادُ ... وكُلِ الدماءْ
لألا يُدنِسكِ الغاصبونْ

* * *
فيا بلداً ظلَّ فيها السلامْ
على مر أيامنا والسنينْ
دعينا نذكرُ- إن هم نسوا ...
بماضيهم ِ المستبدِ المُهينْ
وآنا سنُخرِجهُم صاغرينْ
آنا سنُخرِجهُم صاغرينْ...

ثُم تخرجُ الفتياتُ برقصةٍ تعبيرية ,حيثُ تُمسكٍُ كل منهن بيدِ أحد الشهداء.





(المشهدُ الأخير)


يدخُلُ الشهداءُ إلى المسرح بِصحبة الفتياتْ اللاتي يتراقصن كالفراشات رقصاتٍ تعبيريةٍ جميلة , ثُم يخرجنَّ , ويبقى الشهداءُ وقوف ..
يَعُمُ الظلام ُ ثُم يتدرج الضوء الأحمر ويعلو الصوتُ مدوياًَ بوصية الشهيد في حين تعرض لوحةُ العرض السينمائيةِ مشاهد وصور للنضال والجهاد في سبيل المُقدسات في القدس وصُوراًَ استشهادية للشهداء .
"الحمد لله رب العالمين … الذي جعل للمجاهدين الأجر و التمكين و جعل للشهداء منازل الفردوس و منازل عليين .. و الصلاة و السلام على شهيدنا و حبيبنا و قرة عين المجاهدين إمامنا و قائد الغر الميامين و على آله و أصحابه و التابعين…و على الشهداء و الصالحين و من سار على دربهم و طريقهم إلى يوم الدين … و بعد ...

فإنني أنا العبد الفقير إلى الله ... أحوج العباد إلى مغفرته و مرضاته :

شهيد الأقصى

إليكم وصيتي هذه رَجياً من الله تعالى أن تكون خالصةً لوجهه الكريم … و أن يجعلها شهادةً خالصةً في سبيله تـُراق فيها دمائي …و تـَتـَبعثرُ فيها أشلائي … و تكون حجةً لنا يوم اللقاء … يوم لا ينفع مالٌ و لا بنون إلاّ من أتى الله بقـــــلب سليم … و إنني أكتب هذه الوصية في عجالة من أمري و لن أطــــــــيل …فقد زاد شوقي للجنةِ بعد أن سمعت قول الله تعالى يحثني و ينادني (من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عـــــاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلاً) و قوله تعالى (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في ســــبيل الله فيقتلون و يقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة و الإنجيل و القرآن و من أوفـى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به و ذلك هو الفوز العظيم) (( صدق اللهُ العظيم )) فقرّرت أن أقــدّم روحي و نفسي و مالي و بيتي و ما أملك في سبيل الله لعلّ الله يقبلني عـــنده في الشهداء و يكرمني بكرامة الأولياء … فكيف بي إذا أقبلت على الله شهيداً مــقراً لعيون المؤمنين و شافياً لصدورهم ، (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم و يــــــخزهم و ينصركم عليهم و يشفِ صدور قوم مؤمنين) . أسال الله بشهادتي هذه أن أشـفي صدور قوم مؤمنين .

و إنني إذ أقدم وصيتي هذه أسأل الله القبول .

إخواني و أخواتي … أرجو منكم مسامحتي … فقد قصّرت في حقّكم كثيراً … و لقد أتعبتكم كثيراً ..
أوصيكم من بعدي أن تتوحّدوا و تكونوا على قلب رجل واحد ، و لا تخــتلفوا .. أوصيكم جميعاً بتقوى الله و طاعته ، و أن تربّوا أبنـــــاءكم و بناتكم على عشق الشهادة و أن تكونوا بناة الأمة إن شاء الله … لقد كنت حريصاً دائماً على تذكيركم بالجهاد، أما الآن فسأترك دمي يخاطبكم وأشلائي تـُوصيكم .....
أظن أنكم الآن ستستيقظون .. أحبائي … أنـــا بريء من لطم الخدود و تشقيق الجيوب و دعوى الجاهلية … بل أكــــثروا من الدعاء لي و لكافة المؤمنين و سأوصلهم بإذن الله تحياتكم و أشواقكم …, و ها أنتم تتذكروني معهم … فأكثروا الدعاء … و سامحوني و لكم مني التحية " .

(( يُصاحبُ ذلك على لوحة العرضِ السينمائية مشاهد وصور للنضال والجهاد في سبيل الكرامةِ وتحرير المقدسات )) ..
تُسلط الإضاءات الدائرية على الشُهداء الذين يعودوا إلى رقدتهم حيثُ تدخل الفتيات إلى المسرح برقصةٍ تعبيرية ثُم يضعنَّ الورود بجانب الشهداء ثم يُغادرن برقصاتٍ توديعيه .
يُصاحب ذلك أغنية تقولُ كلماتها :.
(أجيال وراء أجيالْ
حتعيش على حِلمنا
واللي نقولهُ اليوم
محسوب على عمرنا)

***ســــــــــــــــــــــتــار***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي