الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خصلاتٍ من شعرٍ مُلتهب

عبد الخالق الجوفي

2022 / 3 / 21
الادب والفن


تراءت أمام ناظرهُ فراشة حسناء تمشي الهوينا كغزالٍ يتغزل بالروض قفزاً ولعباً , كانت خصلاتُها الملتهبة التي تبدوا من تحت حجابها الوردي تزيدها جمالاً وفتنه , فتركت أثراً بالغاً في نفسهِ إلى درجة أنهُ صار ينتظرها كل يومٍ بنفس المكان ونفس الزمان علها تكحل ناظرهُ بمُحياها حتى كان لهُ ذلك بعد مكابدةٍ للشوق شهراً كاملاً .
ما أن رآها مقبلةً حتى اتجه إليها وبلا شعور بادرها :- طال غيابكِ عني كثيراً !!
لم ترد على كلامهِ إنما أبدت أمارات التعجب والاستغراب , كان شعورهُ وهو يُكلمها أنهُ يَعرفـُها من زمنٍ غير قصير , استغربَ برودها واستغرابها ناسيا أن هذه أول مره يتحدث معها.
- من أنت؟!
أفاقَ بعد سؤالها وكأنهُ كانَ بغيبوبةٍ أو حلمٍ لم يدم طويلاً .
- أعتذر نسيت أن أعرفكِ بنفسي لهفة ً لهذا اللقاء فقد انتظرتهُ شهراً كاملاً .
- أيُّ لقاء ؟! ثم من أنت حتى تكلمني بهذه الطريقة ؟!
- أعتذر مرة أخرى , اسمي طه عبد القدوس , طالب بكلية التجارة . . .
- وأنا ماذا يعنيني بكل ما تقول؟!.
- قد لا يعنيك الآن.
- ماذا تقصد؟
- أقصد أني يزيدني شرفاً أن أتعرف عليكِ.
- لِما ؟!
- لنترك لما الآن , الأيام كفيلةٌ بالإجابة على كل ما قد يدور بذهنك الآن .
- أنت جريْ جداً.

- أنا ؟!.
- نعم وعجيبٌ أيضاً .
- لما ؟!
- لنترك لما الآن , الأيام كفيلة بالإجابة على سؤالك , أستأذنكَ الآن ... فلدي محاضرات .
- سأنتظركِ إذن حتى تكملي محاضراتك .
- لِما ؟!
- لنترك لما حتى تكملي محاضراتكِ .
ابتسمت باستغراب ٍ وذهبت ... في حين انتظـَرها أمام كليتها حتى عادت بعد ساعتين مرتا عليهِ كدهر ... مرت أمامهُ ولم تُعرهُ أي اهتمام أو انتباه ... لحق َ بها
- عفواً ... عفواً
التفتت إلي مستغربه
- نعم ماذا تريد ؟!.
- ألم اقل لكِ أني سأنتظركِ حتى تعودي ؟!
- ولمَ تنتظرني أصلاً
- لأني انتظرتُ هذا اللقاء شهراً كاملاً كما سبق وقلتُ لكِ.
- وأنا قلتُ لكَ لِما تنتظرني أصلاً؟!
- قلتُ لكِ لنترك لِما الآن والأيامُ كفيلة بالرد على كل تساؤلاتك.
- وبأي صفةٍ إذن تكلمني وتستوقفني بهذه الطريقة؟!
- ألم تفهمي لحد اللحظة لِما؟!
- لا لم أفهم لحد اللحظة لِما!!.
- لأني أحبكِ
تسمرت للحظاتٍ قبل أن ترد:-
- إما أنك وقح أو جريء لحد الوقاحة!.

- أنا لستُ وقحاً لكني مؤمن أن الصراحة هي الأساس الذي ينبغي أن تبنى علية أي علاقة إنسانية.
- لا أدري ماذا أقول ... رجاء لا تضايقني مرة أخرى .
- لم أقصد مضايقتكِ أبداً .
- قصدتَ أم لم تقصد , أعذرني يجبُ أن أذهب .
- لحظة واحده فقط.
- ((بحنق)) ..نعم ماذا تريد؟!
- أريد أن أوضح لكِ
- توضح ماذا؟!
- أوضح لكِ الأمر!.
- أيَّ أمر ؟
- ألم تلاحظي أني لا أعرف اسمكِ لحد الآن!!
- ولِما تعرفهُ أصلاً؟!
- قلتُ لكِ لِما.
- أرجوك ... لا تتعرض لي مرة أخرى وإلا شكوتكَ للأمن الجامعي.
- أنا لم أُسيء لكِ حتى تـقولي هذا!
- بل تُسيء .. من فضلك ارحل الآن .... قالتها ورحلت من فورها.
بقيَّ في مكانهِ لحظاتٍ متسمراً فلم يتوقع مثل هذا اللقاء الذي خيب أملهُ كثيراً ...
وبعد أسبوعٍ واحدٍ ...
- أتتذكري تلك اللقاءات ؟!
لم تجب ولم ترفع رأسها حتى!!
- الآن لابد أنك فهمتي لِما!! ( مبتسماً)
رفعت عينيها إليهِ مبتسمةً بخجلٍ عندما كانت الطرحة البيضاء ما تزالُ تُغطي شعرها ذو الخصلاتِ الذهبيةِ ووجهها ... فرفعها ... مُقبلاً إياها على جبينها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي


.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |




.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه


.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز




.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال