الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب على لبنان دمرّت..حكومة أولمرت

سالم جبران

2006 / 9 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


عندما بدأت إسرائيل حربها الهولاكية على لبنان, بدا إهود أولمرت رئيس حكومة إسرائيل وكأنه.. ونستون تشرشل على الأقل وبدا وزير دفاعه عمير بيرتس وكأنه ..نابليون بونابرت.
وأعلن أولمرت, كأنما هو يُصدر بياناً إمبراطورياً:" لن تتوقف الحرب إلى أن يعود الجنديان الإسرائيليان المخطوفان"! أما عمير بيرتس فلم يرضَ في بداية الحرب بما هو أقل من التدمير الكامل لحزب الله".
كل الدلائل تشير إلى أنّ حكومة إسرائيل أرادت من وراء هذه الحرب المدمرة عدة أهداف: تدمير حزب الله, استفزاز سورية لإدخالها للحرب, "تحسين الوضع السياسي الدولي لإسرائيل" كما قالت وزيرة الخارجية تسيبي ليفنه, وأخيراً وليس آخراً, تعزيز مكانة إسرائيل في نظر الإدارة الأمريكية سياسياً وأكثر من ذلك عسكرياً!
الآن بإمكاننا أن نقول إنَّ نتائج هذه الحرب كانت فشلاًً مجلجلاً, وفشلاً سياسياً ودبلوماسياً هائلاً.
صحيح أنَّ إسرائيل هدمت أكثر من 35 ألف بيت وقتلت أكثر من 1500 إنسان, ولكن هذا هو برهان أن الحرب كانت حرباً تدميرية إبادية. ووصمة العار الأبدية على جبين إسرائيل إنّ أكثر من 40 بالمائة من القتلى في لبنان كانوا.. أطفالاً. هل نقول مع محمود درويش: مرحى لفاتح قريةٍ مرحى لسفاح الطفولة؟!!
الحصار على لبنان, براً وبحراً وجواً, الذي استمر بعد التوقف الرسمي للحرب سقط أيضاً, تحت أقدام الوقفة الوطنية الشامخة للبرلمان اللبناني والشعب اللبناني كله, وأمام التضامن المتعاظم في العالم مع لبنان. السر المكشوف هو أن واشنطن طلبت من إسرائيل إلغاء الحصار خوفاً من تعمق طوق العزلة حول أمريكا وإسرائيل معاً!
والأهم من ذلك أن إسرائيل خرجت من الحرب مبهدلة ومهزومة سياسياً وعسكرياً, في نظر الولايات المتحدة, وهذا هو الأهم والأخطر.
إننا نلاحظ, بوضوح كامل, أن كل النظام السياسي في إسرائيل دخل في أزمة عميقة تتميز بعدم الاستقرار, وبتأرجح حكومة أولمرت- بيرتس. ايذاناً بالسقوط.
يريدون الآن عشرين مليار شاقل لإعادة تسليح الجيش, وفي سبيل ذلك يريدون تقليص الميزانيات الاجتماعية وإذا بحزب "المتقاعدين" وفصائل من حزب "العمل" تهدد بإسقاط الائتلاف الحكومي. يخطط أولمرت لبناء 750 شقة سكنية في المستوطنات في المناطق المحتلة لمغازلة اليمين فتقول واشنطن: "تريد مساعدات لإعادة بناء الجيش, فكيف عندك المال, للبناء في المناطق الفلسطينية المحتلة؟"
حزب "العمل" يعيش أزمة حادة تهدد بانفجار , أكثرية أعضاء الكتلة في الكنيست (البرلمان) تقف ضد عمير بيرتس. هناك من يطالب بانتقاله من وزارة الدفاع إلى وزارة اجتماعية (المالية أو البنى التحتية أو الإسكان) وهناك من يطالب باستقالته كلياً من رئاسة الحزب أسرع ما يمكن.
وقد قال بنيامين بن إليعيزر, الرئيس السابق لحزب العمل :إذا ظللنا على هذه الرشة, لن نأخذ في الانتخابات المقبلة أكثر من ستة مقاعد"!!!
أيضاً في حزب "قديما" الذي يتزعمه أولمرت هناك تصدعات واضحة, هناك أصوات عالية تقول إن رئاسة الحكومة "كبيرة على أولمرت". وهناك خطر أن يهرب قادة من "قديما" عائدين إلى الحزب الأُم, الليكود.
تتصاعد يومياً الحملة المطالبة باستقالة أولمرت (رئيس الحكومة) وبيرتس (وزير الدفاع) ودان حالوتس (قائد الأركان), لأن الثلاثة معاً فشلوا وهم عاجزون عن قيادة الدولة.
باختصار: بينما انطلقت الحكومة إلى حرب لبنان لتعزز مكانتها في نظر الشارع الإسرائيلي, وتُعمِّق إرهابها للعالم العربي, وتوطد مكانتها في نظر الإدارة الأمريكية, فإن هذه الحكومة تبدو في نظر الشارع الإسرائيلي –"هزيلة, مفككة, وعاجزة"
قديماً قالت العرب, قبل أولمرت, وقبل قيام إسرائيل: على نفسها جنت براقش!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صفقة الاتحاد الأوروبي مع لبنان..ما خلفياتها؟| المسائية


.. بايدن يشدد على إرساء -النظام- في مواجهة الاحتجاجات الجامعية




.. أمريكا.. طلاب يجتمعون أمام منزل رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شف


.. الجيش الإسرائيلي: 12 عسكريا أصيبوا في قطاع غزة خلال الساعات




.. الخارجية الأمريكية: هناك مقترح على الطاولة وعلى حماس قبوله ل