الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
البعض من المثقفين الكورد و التطبيل للحرب الاوكرانية و التحالفات الرأسمالية.
هشام عقراوي
2022 / 3 / 21مواضيع وابحاث سياسية
ما نلاحظة هذه الايام هو وقوف الكثير من المثقفين الكورد و بشكل أعمى الى جانب حلف الناتو و الغرب معتقدين في ذلك أنهم يدافعون عن الشعب الاوكراني الذي يتعرض الى غزو من قبل الرأسمالية و الدكتاتورية الروسية.
و بهذا يكونوا قد أستسلموا الى الاعلام الغربي بشكل كامل و لم يعطوا لأنفهم فرصة للتفكير بما يجري و لماذا أستعرت هذه الحرب و في هذا الوقت بالذات.
هؤلاء المثقفون الكورد وقعوا في فخ كبير حفرته الرأسمالية و العسكرتارية الغربية و روسيا في صراع طويل و كبير بين هذه الدول الكبرى من أجل السيطرة على أسواق مواد الخام و المناطق الاستراتيجية في العالم.
المثقفون الكورد لم يأخذوا بنظر الاعتبار تقدم حلف الناتو في أوربا و ضمه للعديد من الدول في وقت كادت روسيا أن تموت. أمريكا تريد الان زيادة الخناق على روسيا و توجية ضربة قاضية اليها كي تزيحها من حلبة الصراع الدولي في أوربا و الشرق الاوسط و التفرغ للهجوم على الصين.
هذا الجمع من المثقفين الكورد لم يفكروا بما يجري في العالم و من خلافات كبيرة بين الرأسمالية الغربية و الرأسمالية الروسية و لم يفكروا بالخلافات الكبيرة بين الرأسمالية الغربية و بين الصين و نسوا التدخل الغربي الواضح في الصين بحجة الديمقراطية و حقوق الانسان. الصين التي أستطاعت تحسين أحوالها من جميع النواحي الى درجة صار الغرب يرتعش منها. و نحن نرى أن الغرب صار حتى يتهم الصين ليس فقط في التجاوز على حقوق الانسان بل على حقوق البوذيين و المسلمين في الصين في اشارة واضحة للتدخل هناك و ألا لماذا لا تدافع أمريكا و الغرب عن حقوق القوميات المضطهدة في العالم؟
المثقفون الكورد يتناسون أن لا فرق بين أمريكا و روسيا الان فروسيا هي دولة رأسمالية الان و ليست شيوعية. كما أن أوكرانيا هي ليست دولة محايدة و لم يعد هناك تحالف دول عدم الانحياز كما كان في القرن الماضي برئاسة تيفو اليوغسلافي.
أوكرانيا تعرضت الى هذا الهجوم و الغزو لأنها تريد أن تتحول الى دولة ضمن تحالف عسكري يعادي روسيا و هذا يعني أن الحكومة الاوكرانية هي الاخرى تسببت في تعريض شعبها الى الهلاك و ليس فقط روسيا بنفس طريقة تعريض صدام لشعبة الى الهلاك عندما غزا الكويت.
نفس أمريكا التي يدافع عنها الكثير من المثقفين الكورد هاجمت العراق و أحتله بحجة أمتلاك صدام للاسلحة الفتاكة و أدعت بأن صدام يشكل خطرا على أمريكا.
المثقف الكوردي يستطيع أن يكون ضد الحرب بشكل عام بشقية و ليس الحديث عن طرف و التطبيل للطرف الاخر. على المثقف الكوردي أن يكون ضد الحرب الروسية البوتينية على أوكرانيا و الشعب الاوكراني، كما أن عليهم أن يكونوا ضد فرض الحرب على أوكرانيا من قبل أمريكا و الدول الغربية من خلال صبهم للزيت على النار و دفعهم للمدنيين للهجرة و الاتجار بهم و دفهم للقتال. كما أن على المثقف الكوردي أن يدعوا أوكرانيا بعدم الانضمام الى التحالفات العسكرية الامبريالية الميول.
هذا الدفاع الاعمى عن أوكرانيا و التصرفات الغربية يعني بأن المثقف الكوردي يدعم أمريكا و الغرب و لا يدافع عن أرواح المدنيين.
أوكرانيا دولة مستقلة و ستبقى مستقلة أذا أمتنعت عن تهديد روسيا من خلال الدخول في تحالفات عسكرية.
أوكرانيا هي أيضا دولة تريد من خلال دخولها في التحالف العسكرية الغربي الاستمرار بعدم الاعتراف بحقوق المواطنين الروس الذين يشكلون أكثر من 30% من الشعب الاوكراني.
أذن هدف الحكومة الاوكرانية للدخول في الناتو ليس أنساني بل هدفها أيضا ابقاء وضع الاقليات في أوكرانيا على ماهو علية و تهديد روسيا بذلك التحالف و منعها من مساعدة حتى الروس في أوكرانيا. و هذا يعني أنها ليست دولة تحافظ على حقوق الانسان و لا تنوي احترام حقوق الانسان. فمن حق الاقليات في أوكرانيا تقرير مصيرها كما نحن الكورد و التحالف العسكري الاوكراني سوف يدفع الروس في أوكرانيا الى الانفصال و عدم قبول حتى الفدرالية و العيش في دولة محتلة.
أوكرانيا اليوم هي بين خيارين. أما البقاء على الحياد و عدم الانضمام الى الناتو أو روسيا و الاستمرار كدولة مستقلة و الاعتراف بحقوق الاقليات، و أما الانضمام الى الناتو و البقاء كدولة لا تعترف بحقوق الاقليات.
الحكومة الاوكرانية قد تختلف عن حكومة صدام و الاسد و لكنها بنفس طريقة صدام و الاسد عرضت شعبها الى الخطر و الحرب من خلال أصرارها الدخول في الناتو.
فهل دخول أوكرانيا في الناتو يساوي كل هذه الاضرار التي تعرضت له العالم و الشعب الاوكراني؟؟ و هل دعم أوكرانيا في الانضمام الى الناتو سيساهم في السلم العالمي؟ أم أن دعم الرئيس الاوكراني في مسعاه هذا سيؤدي الى زيادة التوتر في العالم و قتل المزيد من المدنيين الاوكرانيين و تعرض الفقراء في العالم الى المزيد من الفقر و تحويل اوكرانيا الى مقر للارهابيين و عدم الاستقرار؟
لذا يجب على المثقفين جميعا رفع أصواتهم ضد الحرب بكل أشكالها و ضد التحالفات العسكريه المحلية و العالمية من أجل عالم خال من الحروب و القتل و دفع الصراعات بشكل سلمي.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. بعد انفجار أجهزة الاتصال.. اللبنانيون في حالة هلع من -قنابل-
.. فرنسا: بارنييه يعرض قائمة بأسماء وزراء على ماكرون في آخر خطو
.. حريق ناقلة غاز قرب محطة زاباروجيا للطاقة النووية
.. مشاركون بجلسة مجلس الأمن يعربون عن قلقهم إزاء التفجيرات التي
.. -يا رب عوضني فيكم-.. فلسطيني يودع أبناءه الشهداء في غزة