الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حريق الكدرو الجريمة و العقاب .

ايليا أرومي كوكو

2022 / 3 / 22
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


حريق الكدرو الجريمة و العقاب . حرق كامل لمخيم الاخوة الجنوبيين شمال الخرطوم بحري انها الجريمة الشنيعة المسكوت عنها .
حالة من الكتمان و التكتم الرسمي و الاعلامي و الشعبي . نوع من السكوت المريب يحيط بالاحداث المؤسفة التي دارت رحاها بضاحية الكدرو شمال الخرطوم بحري . حرق كامل للمنطقة التي يقطنها الاخوة اللأجئيين الجنوبيين في وطنهم الثاني السودان . لا انباء و اخبار او احصاءات تتحدث عن الخسائر البشرية ان وجدت و لا الخسائر المادية الجسيمة الواضحة للعيان . فقد أتت النيران المصحوبة برياح و عواصف النزعة العنصرية البيغضة علي الاعشاش و الرواكيب و الخيام القشية او الكرتونية و أحالتها رماد عصفت بها الرياح العنصرية . فمن نجو بأنفسهم و أرواحهم من محرقة الكدرو العنصرية فقدوا كل شيئ يملكونه من متاع الدنيا علي حالهم من الفاقة و الفقر و العوز و الحرمان و البؤس .
لسنا هنا تضامناً مع القتلة و المجرمين او مع عصابات النقيرز المتفلته فالكل متضرر منهم بصورة او بأخري . فحتي اسرهم و أهلهم متضررين منهم بالدرجة الاولي . كما اننا لسنا هنا ايضاً لأيراد و ذكر الاسباب و الدوافع و المبررات وراء غضب أهل الكدرو مهما كثرت و تعاظمت و انفجرت . لكننا هنا لنتسأل عن مبدأ اخذ القانون باليد و تحميل الجماعة او المجتمع كله جريمة و اخطاء الافراد .
حريق الكدرو نزر شر وخيم مستطير تعيد الي ذاكرتي الضعيفة احداث مذبحة الضعين و حرق الجنوبيين داخل القطار . كما تذكرنا جميعاً حروب و حرائق الجنوب و دارفور ، جبال النوبة و النيل الازرق . تلك الحرائق و المحارق المنسية التي كانت تحدث في الهامش السوداني تحدث اليوم في الخرطوم . فلا تسكتوا عنها و تتستروا عليها لأن ضحايا جنوبيين لا حق لهم و لايحق لهم التواجد و الاقامة في السودان كما يدعي البعض . فهذا السودان وطننا و بيتنا هو بيت من الزجاج و القش و الكرتون . فما دمنا نعيش جميعاً في هذا البيت الزجاجي القشي الكرتوني الهلامي يجب علينا ان نحافظ علي بعضنا و ان لا نقذف بيوت الاخرين بالحجارة كما يجب ان لا نشعلها بالكبريت فقد نحترق بنيرانها و نحن بداخلها .
في الغياب التام للدولة السودانية المؤسسية المسئولة و لسيادة الفوضي الخلاقة التي تضرب بأطنابها كل ارجاء الوطني . يجب علي كل الشعب السوداني التحلي بالحلم و الحكمة و الفطنة . كما يجب عليهم قبول الاخر اياً كان هذا الاخر . فحتي الجنوبيين المحسوبين لاجئيين و اجانب ، لهم حقوق يجب ان تراعي كما لهم حدود عليهم التزامها و عدم تعديها و القانون ان وجد هو الفاصل بين المجرم و الضحية .
علي الجهات الرسمية و السلطات السودانية القيام بمسئولياتها القانونية بحسم و عدم التسامح مع المجرمين او التستر عليهم . و لابد من بيان رسمي يدين الفعل و الجرم العنصري المشين و تقديم الجناة الي العدالة و تعويض الضحايا ما لحق بهم من الاضرار المادية في اللمتلكات و الانفس ان وجدت .
و من جانب اخر الدولة هي المسئولة الاول و الاخير تجاه كل الظواهر السالبة من التفلتات الامنية و افرازات النيقرز .
علي المنظمات الانسانية الدولية و الاقليمية الاضطلاع بدورها الكامل بحق اللاجئيين حفظاً لحقوقهم و درءاً لمخاطرهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تعلق كل المبادلات التجارية مع إسرائيل وتل أبيب تتهم أر


.. ماكرون يجدد استعداد فرنسا لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا




.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين: جامعة -سيانس بو- تغلق ليوم الجمعة


.. وول ستريت جورنال: مصير محادثات وقف الحرب في غزة بيدي السنوار




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة