الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جلسة نوّاب حافّة الهاوية

عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)

2022 / 3 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


لو كنتُ نائباً في مجلس النوّاب الحاليّ، لحضرتُ جلسةَ يوم السبت القادم.
سأحضر.. وليس بالضرورة أن أكونَ ضدَّ "الإطار" ، و معَ "التيّار" و"البارتي" و "السيادة".. ولا مع "الأغلبية الوطنية"، ضدّ "التوافقيّة".. ولا معَ الشرق ضدّ الغرب، ولا مع الغرب ضدّ الشرق.
سأحضر، لا لكي يكتمِلَ النصاب لصالح "هذا"، ولا لأكونَ من ضمن "الثُلثِ المُعطِّل" لصالحِ "ذاك".
ستقولُ لي: و لكنّ حضوري في هذه الحالة سيكونُ لصالحِ "أولئكَ" الذين يُريدونَ عقد الجلسة، و تحقيق "أغلبيّة الثُلثين" .
نعم .. هذا صحيح .. ولكنّكَ لن تحضرَ ضدّ "أولئكَ" الذين لا يُريدونَ ذلك.
أنتَ ستحضرُ الجلسةَ لأنّكَ "نائبٌ" الآن، وتُريدُ أن تبقى"نائباً" لدورةٍ نيابيّةٍ كاملة، بكُلّ ما ينطوي عليهِ ذلكَ من تبعات ودلالات ونتائج ومكاسب وأمتيازات(وهذه الأخيرة ليست عيباً ولا سُبّة).
إذا لم يكتمل نصاب جلسة يوم السبت القادم، سيعني ذلك أستبدِل "الحال" المعلوم" بحالٍ "مجهول".. وقد يحصلُ "فراغٌ دستوريّ"، وقد يتم حلُّ البرلمان و"حَلّكَ" معه، وقد تتمُّ الدعوةُ إلى انتخاباتٍ جديدة، قد لا تُنتَخَبُ فيها "نائباً" مرّةً أخرى، وقد لا تكونُ نائباً بعدها إلى الأبد.
عدم حضوركَ جلسة يوم السبت القادم.. هو حماقةٌ شخصيّة، وهو بكلّ المقاييس، حماقةٌ مُطلقة.
لو كنتُ"أنا" نائباً، لحضرتُ جلسةَ يوم السبت القادم.
نعم.. سأحضرُ من أجلي( بكُلّ ما تعنيهِ هذه الكلمةِ من معانٍ)، وليس من أجل أيّ شيءٍ آخر.
لمن لا يعرِفُ ماهي السياسة(بالنسبةِ للنوّابِ الجُدُد)، فهذهِ هي "السياسة".
"أنا" على ثقةٍ من أنّ الكثير من النوّاب "المُخضرمين"، المُعارِضين علَناً لحضور الجلسة القادمة، يُفكرون بهذه الطريقة أيضاً، وأنّهّم استناداً لهذا "المنطق" البراغماتي – الموضوعي.. قد يحضرون .. ويُحقّقون النصاب.. بدلاً من مُجازفةٍ سياسيّةٍ – شخصيّة، قد تكونُ (بل ستكونُ) عواقبها وخيمةً على الجميع.
استناداً لهذه "المُقاربة"، سيكتَمِلُ نصابُ عقد جلسةِ يوم السبت القادم، وسيتم انتخاب رئيس الجمهورية في جولة التصويت الثانية، لسببٍ بسيط، وهو.. أنّ لا أحد يُريدُ أن يخسر كُلّ شيء، مقابل لا شيء، بينما يقفُ "هو"، و "العملية السياسية" التي جاءت به، و"النظام السياسي" الذي جعلهُ حاكِماً ومُتحَكِّما وسيّداً وزعيماً و "وليّ دم"، على حافّةِ الجُرف.. وأنّ العراق كُلّهُ(وليس "هُم" فقط)..على وشك السقوطِ في هاويةٍ سحيقة، لا "فائدةَ" تُرتجى منها لأحد، ولا خلاص منها لأحد.. وأنّ لا مفرّ لديهم منها، ومن "جحيمها" هذه المرّة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حُرم من حلمه والنتيجة صادمة ونهاية حب مأساوية بسبب الغيرة! ت


.. إيران تلغي جميع الرحلات الجوية.. هل اقتربت الضربة الإسرائيلي




.. ميقاتي لسكاي نيوز عربية: نطالب بتطبيق القرار 1701 وأتعهد بتع


.. نشرة إيجاز - مقتل شرطية إسرائيلية وإصابات في بئر السبع




.. اللواء فايز الدويري والعميد إلياس حنا يحللان المعارك الضارية