الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب في أوكرانيا من هو المعتدي؟

احمد حامد قادر

2022 / 3 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


يقول المؤرخون انه في الشهر الاول بعد اسقاط المانيا النازية. اقترح ـ تشرتشل ـ على حلفاءه اعلان الحرب على الدولة السوفيتية المجروحة و المنهوكة اقتصاديا و القضاء عليها للتخلص من الشيوعية و الاشتراكية المعادية للرأسمالية. ولكن الدول المتحالفة معها لم توافق على هذا الرأي. كان لـ (ريكان) و حليفته (ماركريت تارتشر) نفس الرأي في أواخر تسعينيات القرن الماضي!! و لكن امتلاك الاتحاد السوفيتى للسلاح النووي حال دون تحقيق هذه الفكرة.
و بعد القضاء على الاتحاد السوفيتى من قبل حلف (ناتو) بقيادة الولايات المتحدة الامريكية تصورت دول الحلفاء بأن الميدان قد خلت من كل عائق و ان روسيا و ما تتبعها أصبحت تحت سيطرتها بدون منازع. و لم تدرك بأن الرأسمالية النامية في احضان الاتحاد السوفيتى السابق ستنهض معتمدة على ما بنتها الدولة السوفيتية من مقومات النهوض و الانتعاش اقتصاديا و عسكريا. وان هذه الطبقة ستبذل كل الجهود و الامكانيات من أجل منع الاخطبوط الامبريالى من الاستيلاء على ثروات البلاد و جهود أبنائها. فكانت دولة روسيا الاتحادية التي برزت في الساحتين السياسية و الاقتصادية منافسة لـ (أمريكا) و حلفائها.. وكان ذلك صدمة لها. فلجأت الى التدخل في شؤون جمهوريات بلطيق السوفيتية السابقة و ضمها واحدة بعد الاخرى الى حلف ناتو, و من ثم جمهورية أوكرانيا السوفيتية و اسناد قوى الردة و المعادية للسوفيت. و العمل تدريجيا لجر الجمهوريات الاخرى كـ (جورجيا) مثلا مستخدمة الحكومات الرجعية لهذه البلدان لتطويق جمهورية روسيا الاتحادية. بغية اسقاط السلطة الرأسمالية المتطورة فيها و السيطرة عليها و تمزيقيها كيفما تشاء. و حولت أوكرانيا التابعة لـ (ناتو) الى دولة معادية و نقطة الانطلاق لتحقيق أطماعها!!
الا ان الدولة الروسية كانت متهيئة لهذه المخطط و كشفت تفاصيلها و جاهدت دون تحقيقها سلميا و عن طريق التفاوض الذي طال عدة أشهر.
و رغم ان أوكرانيا كانت جزءا من كيان الدولة السوفياتية السابقة و كانت الدولة الروسية مطالبة بها, الا انها أكتفت بالحلول التالية:
ـ أوكرانيا دولة مستقلة مسالمة جارة آمنة, تخرج من سيطرة حلف ناتو و السيطرة الامريكية و لا ترضخ لمشيئتها..
و عندما رفضت الحكومة الاوكرانية هذه المقترحات السلمية و أصرت على معاداتها و السير وفق المخطط الامريكي و حلف ناتو..
أضطرت الدولة الروسية اللجوء الى الحرب لازاحة هذا الخطر المحدق. و كما قال بوتين : "اننا لسنا معتدين بل ندافع عن بيتنا" و رغم ذلك فوافقت على الدخول في المفاوضات مع أوكرانيا منذ الاسبوع الاول من الحرب. لكن دون نتيجة أيجابية تستحق الذكر لأن الولايات المتحدة و حلفائها ـ ناتو مستمرة لدعم أوكرانيا لوجستيا و عسكريا. داعمة موقفها المعادي للسلام. هذا الى جانب فرض عقوبات سياسية و عسكرية و أقتصادية و أعلامية على روسيا الاتحادية, دون أن تدخل بصورة مباشرة بالحرب!!
علما انها و حلفائها تدرك و تعي كون هذه العقوبات كما يقال (سيف ذو الحدين) وان عشرات البلدان في هذا العالم سوف تتضرر و تصاب بالازمة الاقتصادية الامر الذي ستقف ضد السياسة العدوانية للولايات المتحدة الامريكية لأنها لا تتحمل الصعوبات و المصاريف التي تفرضها أستمرار الحرب عليه. فبرزت هنا و هناك المطالبات بايقافها, من جهة. و دبت الخلافات تظهر بين مواقف الدول المتحالفة مع أمريكا بِان مبررات هذه الحرب و أستمرارها وبشأن من هى المبادر بأشعالها. و من هي الجهة المستفيدة من نتائجها؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عائلات غزية تغادر شرق رفح بعد تلقي أوامر إسرائيلية بالإخلاء


.. إخلاء رفح بدأ.. كيف ستكون نتيجة هذا القرار على المدنيين الفل




.. عودة التصعيد.. غارات جوية وقصف مدفعي إسرائيلي على مناطق في ج


.. القوات الإسرائيلية تقتحم عددا من المناطق في الخليل وطولكرم|




.. الجزيرة والقسام.. علاقة تنظيمية أم مهنية!؟