الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحقيروالحظوة ... بين لاجئي الشرق والغرب

نبيل تومي
(Nabil Tomi)

2022 / 3 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


لا شك أن نتائج الحروب معروفة بكارثيتهـا على المعتدي والمعتدى علية أيا كان .
في هذا المقال أود الحديث عن موضوع الاجئين المحظوظين ، حتى بلغ لحد بأن الكثيرمن أبناء الشعوب المضطهدة والتي تعاني من ويلات الأقتتال الداخلي أو الميليشياوي أضحت تتمنى أن تكون أوكرانية ... ههه ، لكي تحضى بهذا الكم من المحبة والأهتمام الذي أظنه يحدث لاول مرة في تاريخ وذاكرة الاجئين في العالم ... وأغلبنـا مررنـا بهذا الحدث وعانينـا مختلف الصعاب والخوف من كل شيئ . وعلى سبيل المثال أورد ما سمعته من الأذاعة السويدية بأختصار يوم 21 آذار الجاري 2022 :- تقول المذيعة وهي سعيدة جدا من أمام مقر دائرة الهجرة المكتب الرئيسي في مدينة نورشوبينغ جنوب ستوكهولم 160 كم ، يسعدها أن ترى هذا الكم الهائل من المودة والأهتمام في أستقبال الشبه ألاحتفالي بالأجئين الأوكرانيين ( واو رأئع ) أوكرانيين وصلوا هنا منذ الصباح الباكر لكي يقدموا أوراقهم و يسجلوا كلاجئين في السويد والرائع في الأمر حسب قولهـا ، بأن مصلحة الهجرة قد أعدت لهم جميع مستلزمات الراحة والعناية وأستقبلتهم بالفطور والفواكه والقهوة والحليب الحار وزادت من ساعات عمل الموظفين وأستقدمت المزيد من الأعداد لكي ينجزوا معاملات المحظوضين الأوكرانيين . وأضافت بوجود كم كبير من السويديين جلبوا المزيد من الهدايا والزهور وتقديم مساكنهم لأحبتهم الأجئين الأوكرانيين ، بالأضافة ألى ذلك سمعت بأنه من الممكن أن يستضيف السويدي لاجئ او لاجئة في منزله وتدفع الدولة له (مدى صحة هذا لا أعرف ) . عجبي من هذا الحب النازل فجأة في قلوب الدوائر الحكومية السويدية التي كانت تعذبنا وترهقنـا نفسيا وبالعراقي ( تطلع دهنـّا ) من أجل الحصول على أقامة أو شيئ آخر ، لم أرى تجاه لاجئي الشرق الأوسط المكروه بحكوماته وناسه أستثني (ثرواته ) التي تسيل لهـا لعاب الغرب المتحضر. نعم نال السوريين بعض الأهتمام ولكن ما زالت هنالك فروقات كثيرة في التعامل مع بقية الاجئين بالأخص من العراقيين واليمنيين والصوماليين وغيرهم .
أما لاجئينا نحن المغضوب عليهم والضالين ( يا عيني ) ، في عزالشتاء القارص قبل عدة أشهر بقيّ أكثر من 6000 لاجئ أكثريتهم من العراق في العراء بين مختلف الحدود لا أحد يرغب بمساعدتهم وجميع حرس الحدود يلاحقوهم ، وهي ذات الحدود التي فتحت على مصراعيهـا لكل أوكراني ( والغريب المستقبلين لم يسمحوا لغير الأوكرانيين دخول بلادهم ( الأفريقي أو الأسيوي أو العربي حتى وأن كان سائحا أو طالبا ) ... لاجئينا عوملوا كمجرمين وقطاع طرق وأرهابيين ، تجمد الكثيرون منهم حدّ الموت وأخذ منهم الجوع مأخذا وهم يستغيثون بحكومات العهر نفسهـا التي توفر أنواع الخدمات والباصات المريحة لنقل اللاجئين الأوكرانيين ألى مختلف الدول الأوربية السعيدة بأستقبالهم ... عجبي مرة آخرى هل أن دمائهم أنقى من دماء أبناء شرقنـا التعيس ، أم أن حقيقة الغرب ظهرت جلية حين يتعلق الأمر بهم ؟ عله هنالك سبب دفينـا لا أفقه !!!
في الحدود كلنـا شاهد التضامن والأحترام والمحبة والخدمات التي أظهّرت وقدمت لهم ( ليس حسدا ) ولكن الكيل بمكيالين أمرا واطئ وسخيف أسمحوا لغتي أصدقائي ... ( خطيّ ) أحنا كنا وما زلنـا نهرب ونختبئ من أمام شرطي أو نسلك أصعب الممرات من أجل العبور لبلد يقبلنـا أو لا يقبلنـا لاجئين وهنالك المئات من العراقيين وغيرهم ما زالوا لم يحصلوا على الأقامات رغم مرور 8 أو عشرة أعوام أو حتى أكثر في بعض البلدان منهـا السويد ... التي للأسف أنجرت بحماقة نحو اليمين المتطرف والى سياسة الناتو ورغبات أمريكا ونست بأنهـا كانت أتخذت من الحياد مبدأ لهـا .
في الحقيقة كنا مؤمنين بأن الغرب قد تخلص من الشوائب التي تعرقل مسيرة الحضارة والأنسانية ، كنا ننظر للغرب الأوربي وبالأخص شماله بأنه أصبح ملاذا للعدالة والمساواة والأنسانية في تعامله بعيدا عن النعرات القومية و الدينية أو الجنسية أو حتى لون البشرة وما ألى ذلك ، ولكن أتضح لي على الأقل كنت مخطئ لان ما تقوم به الدول الغربية ضد الثقافة والمعرفة والأرث الأنساني الروسي الهائل لا يمت بما قدمته لنـأ ولدول العالم من على أنهـا بلدان متحضرة . هنا أشيد بالصديقة الشاعرة العراقية الكبيرة بلقيس عبد الحميد بمقالها الوارد في الحوار المتمدن بهذا الخصوص . بالحقيقة يملئني الغضب وأنا أ كتب هذه الكلمات بحزن ، نعم أعترض على أبعاد كاندينسكي ومعرض الأرميتاج المتنقل للفن التشكيلي الروسي من عروضه في هولندا والنمسا وغيرها من البلدان، نعم أرفض حين يوصدون الأبواب والنوافذ أمام الجمال الأنساني المشترك بين الشعوب ، كيف لا أحزن حين يتم حـضّر وألغاء حفلات الباليه والأبريتات الروسية العالمية من تقدم على مسارح العالم ، آوليست هي إلا العودة الى الهمجية حتى أبعد حدود ، لا أستطيع القول سوى ما علاقة الحرب كانت عادلة أو ظالمة بالفن والأدب والعلم والثقافة والموسيقى ، جميع الحروب ليس فيهـا منتصر وكل الحروب قذرة بالأخص حينما تخدم الأنتاج الرأسمالي ، الشعوب هي الخاسرة على الدوام حتى وأن أطلقت أطلاقة واحدة . كل ما يتعلق بالحرب فيها من ردات فعل هو مخجل وبمنتهى التخلف .
أن أيقاف ومحاربة مختلف الفنون الأنسانية التي أعطت للبشرية الحياة والقيمة المعنوية وأغنتهم بالتجارب الروحية وأعطتهم الأمل بحياة أفضل ... كيف لي أو لكم أن تتصورا منع أشعار بوشكين،وروايات العمالقة ، أمثال الأم عند غوركي أو الحرب والسلام لليو تولستوي ، ودرب الألام لألكس تولستوي ، والعظيم أنطوان تشيخوف،وألكسندر سيرافيموفيتش، وفاليري بوفوليايف ، وأيفان تورغينيف ، بوريس غوباتوف ، وليف تولستوي ليس هناك رابط بين هذا وذاك .
وآخيرا وليس آخرا تصل الحيونة ألى منع منتجات ألبان كفيير المصّنع في السويد والدانمارك لسبب بسيط هو الشعار يشبه كنيسة روسية ، فهنيئا للأجئين الأوكرانيين وهم يتركون بلادهم للقوميين والنازيين ولأيادي الأمريكية لتعبث ببلدهم . وهنيئا لأوربا الغبية التي سلمت أمرهـا بيد الكابوي ، أمـا السلطات في أوكراينـا فحدث ولا حرج .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية


.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس




.. قبالة مقر البرلمان.. الشرطة الألمانية تفض بالقوة مخيما للمتض


.. مسؤولة إسرائيلية تصف أغلب شهداء غزة بالإرهابيين




.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في