الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المغاربيون في مرآة السعادة

سعيد هادف
(Said Hadef)

2022 / 3 / 22
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


من ضمن 146 بلدا شمله التقرير، تبوأت البلدان المغاربية ذيل الترتيب في الثلث الأخير من الشعوب الأكثر تعاسة. ووفقا لمعطيات تقرير "السعادة العالمي" الذي صدر عن شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، فإن ليبيا حلت في المرتبة الأولى مغاربيا و86 عالميا، بينما حلت الجزائر في الرتبة الثانية مغاربيا و96 عالميا، وحل المغرب في الرتبة الثالثة مغاربيا و100 عالميا وتلته تونس في الرتبة الرابعة مغاربيا و120 عالميا، فيما تذيلت موريتانيا ترتيب البلدان المغاربية وأيضا الترتيب العالمي بعد أن احتلت الرتبة 133.

هذا هو وجهنا المغاربي السعيد في مرآة التقرير، وقد يجادل البعض في مصداقيته من منطلق أن التقارير في الغالب لها خلفيات غير بريئة، غير أن واقع الحال المغاربي يعزز ما جاء في هذا التقرير بصرف النظر عن خلفياته.

على المستوى الأممي نشهد حراكا عالميا كثيفا وسريع الوتيرة.زحمة وفوضى وشغب، كما يحدث لجماهير الملاعب المرتعبة وهي تتزاحم أمام المخارج هربًا من خطر طارئ وقد انقلبت أفراحها إلى حالة ذعر.

منذ عامين، وفّرت جائحة كورونا وضعا انتقاليا للبلدان التي تعاملت مع الجائحة كامتحان تجريبي للتمرن على الدخول إلى العصر الرقمي وتحقيق الحد الأدنى من الأوتونوميا في إنتاج بعض المواد التي لا غنى عنها. ثم جاءت روسيا كخطر طارئ أفسد حياة السياسات الكسولة التي استيقظت مصدومة مما يحدث، السياسات التي أعدت العدة كانت رمت بنصف خطوة خارج باب الأزمة بينما التي باغتتها الأحداث تزاحمت أمام المخارج لعلها تظفر بمعبر يسمح لها بالنجاة، غير أن فئة ثالثة مازالت تحت الصدمة تعيش حالة شلل أو حالة وهم، لم تصدق بعدْ أنّ العالم ينبعث في عصر الديجيتال بكل تحولاته الجيوسياسية وتجلياته الحضارية والهمجية، وربما لن تجد الوقت لتمسح عيونها العمشاء إلا ونهر التاريخ يجرفها في مجرى تدفقاته الجبارة.

مع الحرب الروسية توفرت كل العوامل المساعدة على خروج العالم من حالة التململ التي ظل يتخبط فيها منذ نهاية الحرب الباردة. نشهد اليوم تغيرا في التحالفات إزاء الصراع الروسي الغربي، وبالموازاة نشهد مراجعة بعض البلدان لمواقفها التقليدية إزاء بعض القضايا التي هيمنت طيلة عقود كما هو حال بعض البلدان العربية التي أعادت النظر في علاقتها بإسرائيل، أو حال بعض البلدان الغربية المؤثرة ومراجعتها لمواقفها من البوليساريو.

هل شاء القدر الجيوسياسي أن تكون منطقتنا المغاربية على هذا الوضع؟ أم أن فقر النخبة المغاربية، فقرها العلمي هو من قاد المنطقة إلى هذا المصير؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما




.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟