الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


روعة 1989(ايتوري سكولا): فيلم عن بكاء ماستروياني نفسه

بلال سمير الصدّر

2022 / 3 / 23
الادب والفن


-روعة(ايتوري سكولا): فيلم عن بكاء ماستروياني نفسه Splendor1989
تعاون ملفت للنظر بين مارسيلو ماستروياني وايتوري سكولا في فيلم من كتابة واخراج ايتوري سكولا نفسه...الموسيقى توحي بأن الفيلم هو من النوع الخفيف،وهناك انتقال واضح للزمن باستخدام الدلالة السينمائية المعهودة...بين لقطة الابيض والأسود ولقطة الالوان،ومن ثم هناك ملصق فيلم ستانلي كوبريك:
Full Metal Jacket
حضرت السينما الى القرية،في هذا الشكل الغريب غير المألوف،هذا الشكل الذي يثير التساؤلات|،وبدوره يخلق مشهد خاضع لتكرار واضح...شاشة العرض تغطي جملة مكتوبة على المبنى الحكومي موقعة من قبل موسوليني.
الفيلم هو بالتأكيد عن السينما نفسها مع اسقاط السياسة،لأن السينما هي موضوع الانسانية...هي فوق السياسة نفسها.
العرض السينمائي الأول:متروبولس فرتر لانغ
يبدأ التاريخ مع جوردن-مارسيلو،الطفل:تقريبا ذكريات طفولتي حدثت هنا
جوردن هو في أواسط العمر،وهو سعيد جدا في عمله،وهو يؤرخ لثلاث فترات تاريخية حاسمة من عمر السينما القصير نسبيا.
زمن التعرف على السينما....زمن التدافع على السينما...وزمن انحسار السينما بعد انتصار التلفاز
حين يعجب جوردن بالراقصة الفرنسية شانتال:الممثلة الفرنسيةChatal Duviver
كانت تلك النظرة كافية لوحدها للفهم...للانتقال للعيش مع جوردن بدون مقدمات توضيحية....كأنه عبارة عن فيلم من زمن السينما الصامتة،وهذه المؤشرات البدائية ستخلق تيارات أكثر التزاما...التزام بالمعنى الفني غير الاستهلاكي للفيلم.
تسأل شانتال جورد:ما معنى الواقعية الجديدة
جوردن:اظهار الاشياء كما تظهر عادة في الفيلم،مثل روما مدينة مفتوحة...معجزة ميلانو
ويضيف جوردن هذا التعليق:الرئيسي في هذا الفيلم حثالة مثلك...مثل كل الرؤساء
هل قصد جوردن ان ينفي القيمة الطبقية للابداع....؟
ومن ثم هناك الطرح المعتدل لما يحدث في السينما على الدوام...قصص الحب السطحية وتبادل القبلات في قاعات العرض...هجوم رجال الدين،وانجازات السينما الايطالية لعمالقة ذلك الزمان.
انجازات فليني وانتونيوني اللذان كانا قد حلقا تماما خارج تيار الواقعية...فيتوريو غاسمان في زمن تألقه السينمائي.
السينما هي تاريخ بحد ذاتها قبل ان تكون تاريخ الحدث...قبل ان تكون تاريخ اي حدث أو تاريخ أي قصة أو حتى لحظة...انها تاريخ الانسان نفسه،هي سرد للتاريخ البشري من زاوية اخرى...
كيف يتعامل الانسان نفسه مع هذا المعطى الفني(المختلط) المدعو بالصورة...
كان هناك الزمن المليء باندفاعات الموت،الموت البريء أو الحنون كما يبدو في فيلم التوت البري
هو فيلم عن وثائقية أخرى مضمنة في الفيلم...وثائقية أخرى ولكنها حافلة بالحياة
فمن ناحية التاريح،فهو يؤرخ للاتجاهات الأهم التي كانت سائدة...
من زمن السينما الصامتة وفرتر لانغ،ومن ثم فليني وانتونيوني ودي سيكا،ومن ثم الموجة الجديدة وتروفو
وهو ايضا يؤرخ للعقلية الذهنية المتعاملة مع السينما...ففي زمن انتهاء دور العرض واكتساح التلفاز،يتحول الفيلم الى التركيز على العلاقة الدافئة التي حدثت بين جوردن ولويجي عامل السينما القادم بالأساس من خلفية Massimo Troisiعمالية الممثل:
تبدأ علاقته مع جوردن من خلال اعجابه بشانتال التي باتت تعرف تماما ان النزوة من قبل رجل متزوج (جوردن) قد انتهت،وهو-أي جوردن-يقبل بذلك...
ليس هناك دافع انتقامي...انها القصة التي تبدأ لتنتهي...أنها خاضعة لأصول الزمن،من حب النظرة الواحدة الى الاعجاب المبذول بشدة من قبل لويجي.
لويجي-الذي كما قلنا قادم من خلفيات عمالية وليس مثل جوردن تربى على حب السينما منذ نعومة اظفاره-يتحدث بتلقائية ولايوجد بينهما سوى امل يحلق فوق المثالية في زمن افلاس السينما كدار للعرض.
في الحقيقة،قد يكون لويجي هو سانشو ولكن باختلاف حميمي بسيط...فسانشو كان يؤمن تماما بحماقة وجنون سيده بينما لويجي يؤمن تماما بدونكيشوتية سيده.
دونكي شوت الآن يحاول ان يغير من الاسلوب،فهو يخرج عن قواعد الفروسية لعرض افلام الرعب،والانسجام حاصل بينهما،فلويجي لايعارض سيده سوى بشذرات من الكلام،على انه لازال يرغب بتلك القواعد التي قامت عليها دور العرض الحقيقية...لويجي من ناحية أخرى ليس سانشو بل دونكي شوت آخر.
الدونكي شوت الآخر أصبح مفتونا بعالم السينما،كما تصفه زوجته وكأنه يعيش في عالم افتراضي،عالم بديل عن الواقع...عالم السينما الذي يدور في ذهنه في كل لحظة...انه فيلم عن عشق السينما قبل كل شيء،فخلفية هذه الصداقة الدونكيشوتية هي السينما نفسها ايضا ...
لنتأمل في هذا الحوار بين لويجي وجوردن قبل ان يتزوج الأول عندما ملطخا بعالم الحب:
انه فصل من فيلم يدعى:قبلة ال21 دقيقة
لقد استمرت قبلتنا 21 دقيقة...لقد تأكدت من ساعتي..زهل تذكر القبلة التي حدثت بين كاري غرانت وانغريد بيرغمان؟
جوردن:Notorious
يتحول جوردن الى عرض رقصات التعري على مسرحه ،ويحقق نجاحا كبيرا ولكنه لايستطيع التحمل...سيذهب الى الموت متمسكا بمبادئه
كان على جوردن ان ينظر الى تغير الواقع وليس الى تحول السينما نفسها،فإن كان الترويج للسينما اصبح بطريقة اسهل وتقريبا مجانيا،فسينما انتونيوني وفليني وبيرغمان وحتى افلام الموجة الجديدة،وبالأخص غودار هي سينما نخبوية حتى لو حققت بعض الشعبية.
السينما هي سلعة ترفيهية وليست سلعة تثقيفية...هذه هي بالمصطلح الاستهلاكي مصطلح البروباغندا
انه فيلم عن بكاء ماستروياني نفسه
الفيلم جميل ذو لكنة خفيفة وبسيطة وسهل الهضم،وان كانت النهاية واضحة،لأن (روعة) ستغلق لصالح رأس المال ولكن...فحتى لو انهزم دونكي شوت في آخر معركة واضطر بعدها ان يعلن موته،فلاضير من ان يخوض الدونكي شوت الخاص بنا-جوردن-معركة اخرى حتى بعد اعلان الهزيمة...
على ان هذا الانتصار الذي حققه جوردن في النهاية يشبه تماما انتصارات دونكي شوت سرفانتس تماما...انتصار شكلي معنوي في افلاطونية دونكيشوتية متعالية على الواقع.
22/1/2022








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الدكتور حسام درويش يكيل الاتهامات لأطروحات جورج صليبا الفكري


.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس




.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن


.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات




.. رواية باسم خندقجي طلعت قدام عين إسرائيل ولم يعرفوها.. شقيقته