الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بالنقر على الدف لا تستلب معالم حضارة الشعوب

ناجي عقراوي

2003 / 5 / 21
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


                     
                                                    
                                                       

إيمان الكوردي بأمته و حقيقة ماضيه في إطار الإدراك الواعي يبعث في النفس شعورا بالثقة ، و رغم الغزوات و المآسي التي مرت  على الأمة الكوردية ، فأن الكورد اثبتوا قدرتهم و تأثيرهم على الأحداث .
الولوج في باب الجغرافية و التاريخ ينطوي على تفرعات شائكة و حساسة ، تختلف الآراء و تتضارب النزعات و الميول فيه ، و  الجهلة و الأميون لا يستطيعون الولوج فيه ، لأنهم لا يملكون التحليل العلمي و المنطق السليم  و لا يستطيعون اعتماد التسلسل التاريخي للأحداث و الوقائع ، لأنهم غير مؤهلين للتعبير وفق الاستكشافات و التنقيبات الأثرية و بالتالي لا يستطيعون الرجوع إلى دراسات المختصين و المستشرقين ، الذين كتبوا عن شعوب المنطقة بدون تعصب و بصورة موضوعية .

مصيبتنا تكمن في أنصاف المثقفين و الطارئين على السياسة ، الذين يكتبون بعض الخزعبلات ، و يطلبون من الذين لم يحصلوا على أي مؤهل دراسي ، بختم هذه الكتابات بأسمائهم لقاء ليلة ساهرة  ، لان هؤلاء الممهرين لم يحصلوا على أي تحصيل علمي كما ذكرنا ، فأنهم لا يعرفون مضمون ما يوقعون  عليه ، إن  مثل هذه الكتابات لا تستطيع تشويه و تزييف الواقع ، لذا تصنف مثل هذه الكتابات في باب التندر و الجهل و الغباء الفكري ، لأنها نابعة من الحقد الدفين من الذين لا يقوون على الفعل ، و يريدون بها الاستفزاز و التحرش لا غير ، و لا تؤثر مثل هذه  الكتابات في المجتمعات الحية ، و بالنسبة للكورد فأنهم متواجدون  على الأرض ، و يشكلون أحد المحاور  الرئيسية المهمة لحضارة و تأريخ المنطقة ، أما الذي ينسلخ من ماضيه  ، فمن الطبيعي  أن ينكر على العراقيين عراقيتهم .

تفاعل  الأمم مع بعضها  أمر ضروري و خاصة في منطقتنا القلقة و المضطربة أساسا ، لا سيما و أن هذه المنطقة موغلة في القدم ، و قد سادت فيها دول و أمم ، و مرت عليها حضارات و حصلت فيها هجرات و حروب و كوارث عبر التاريخ ، تركت بصماتها على المسار التاريخي  و التراثي بل حتى الروحي لشعوب المنطقة .

من الضروري أن نشير إلى وجود عناصر أثنيه  أخرى تعيش في كوردستان  الكبرى ، مثل العرب و التركمان و الآذريين و الآثوريين و الكلدان و الأرمن و غيرهم ، لهم حق حرية التعبير عن ذاتهم ، لأنه لا توجد في العالم مجتمعات نقية خالصة و من عنصر واحد ، لكن المشكلة تكمن في الذين ينكرون أصلهم و يخرجون من جلدهم و ينسلخون من أسرهم ، شعورا بالنقص أو لأسباب ذاتية  أو  موضوعية ، فما الضير من أن يكون الإنسان من أصول أعجمية أو من أصول غجرية أو كوردية أو عربية أو تركمانية أو آشورية ، و في نفس الوقت يفتخر بعراقيته ، لذا نحن نستنكر تصريحات الإيراني الجنسية محمد الفرطوسي ، الذي يدعي بأنه  وكيل مقتدى الصدر ضد اخوتنا المسيحيين ، و نرجو من اخوتنا التركمان  الرجوع إلى ديارهم في كوردستان إذا كان هناك من  مغبون ، لنكشف الحقيقة من الزيف ، لكي نكسر الجمود ونكشف تقوقع البعض  من الذين يلبسون ملابس الآخرين ، لأن مسار الشعوب متصل الحلقات و لا يجوز فصل بعضها عن البعض ، أو الخوف من نقل الحقيقة بسلبياتها و إيجابياتها و بحلوها و مرها .

يقول علم النفس بان  تراكمات الأحداث في مسيرة الإنسان ، و خاصة في إطار التربية الأسرية التي يتلقاها الفرد ، تنعكس و تؤثر في سلوكه اللاحق ، لذا جاء الأنبياء و الرسل و ظهر المفكرون و المصلحون ، لغرض تقويم الاعوجاج و توجيه الإنسان نحو الفضيلة و إبعاده عن الرذيلة و عن الكذب و الدجل و القفز على الواقع المعاش ، و لبناء الأسس السليمة للمجتمعات و صيانة الفرد و المجتمع من زلل البعض ، و كشف و نبذ السلوك المشين و الشواذ في التفكير و التصرف .

كسب العيش باحتراف مهنة اقره شرائع السماوية و الوضعية ، و التاريخ يقول بان الكثير من العادات و التقاليد و الحرف و المهن السائدة في عصر ما ، قد تكون إيجابية لتلك الحقبة التاريخية ، و باكتشاف الاختراعات و تطور الحياة نحو الأفضل ، تصبح هذه العادات و المهن و المفاهيم غير منسجمة مع روح العصر الذي يليه و هذه سنة الخالق في خلقه .

في خضم الأحداث السياسية  العاصفة و اكتشاف المقابر الجماعية في وطننا الجريح ، نسمع أصواتا نشاز لأيتام البعث من القابعين في دهاليز النسيان ، الذين نجوا من غضب الشعب موقتا ، بحكم تواجدهم خارج العراق ، من المؤمنين بقول الطاغية ( العراقيون كلهم بعثيون ) ، و من الذين لا تأثير لهم و لا وزن مهما أحدثوا من ضجيج وصخب ، يتصرفون كأن أساليب القمع و التهميش التي مارستها السلطة السابقة لا تشفي غليلهم .

الطارئ على الثقافة و الشارب من منابع البعث ، لا تهمه مصلحة العراق و العراقيين ، و مستعد لبيع الوطن بأرخص الأثمان و حتى إن كانت بزجاجة نبيذ ، لذا نجد أمثال هؤلاء  يحاولون حصول زواج قسري بين ما تعلموه من البعث و شطحا تهم في أحلام اليقضة  و أفكار ندمائهم ،  لا سيما حينما ينتعش خيالهم غير الخصب بسبب أو لآخر ، فمهما لبس هؤلاء رداء المعارضة ، فنحن العراقيين نقرأ الممحي ، و نعرف الذين كانوا للامس القريب  مخبرين أذلاء لدى الأجهزة الأمنية للنظام المقبور ،  و ثم أدلاء متطوعين لدى جهاز أف  بي آي  ، متصورين بان الإدعاء بالديمقراطية و حقوق الآخرين تقنع الناس بنسيان ماضيهم المشين ، كأن القوى الحية في المجتمعات العراقية ، غير موجودة على الأرض و لا تعرف هؤلاء .

العراق عراقنا و شعبه شعبنا و المستقبل يكون لنا جميعا و بإرادتنا ، و أثبتت الوقائع و الحالة المعايشة ذلك ، لأن التواجد على الساحة و الفعل هو الذي يؤثر ، أما الضعفاء ليس لهم تأثير ذبابة ، و خاصة إذا كان مغمورا و مخمورا ، و الأيام سوف تثبت من كان يقول الحقيقة  و من كان دجالا ، و الزمن كفيل بفرز الصالح و الطالح .

تعازينا مقرونة بالتشفي بسقوط الطاغية  للذين كانوا يهتفون هلهولة للبعث الصامد ، و تهانينا القلبية الصادقة بسقوط الديكتاتورية  لشعبنا العراقي بكل أطيافه و ألوانه الزاهية .

الناقر على الدف شيمته الرقص ، و ليس صوت الدف مثل الضرب على الطبول أو مثل  المارشات العسكرية لإبادة الشعوب ، لذا لا يستطيع  ناقر الدف استلاب  معالم حضارة الشعوب  ، و رحم الله من عرف حدوده و إمكانياته و قدر نفسه . 









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد مصرع رئيسي.. هذه تحديات كبرى تواجه إيران ! | الأخبار


.. سر من أسرار محمود وبيسان.. كيف تطورت علاقتهم؟ ????




.. انتخابات مبكرة وإدارة انتقال مضطرب.. امتحان عسير ينتظر إيران


.. جنوب لبنان.. حزب الله ينعى 4 من عناصره ويهاجم مواقع إسرائيلي




.. إعصار الجنائية الدولية يعصف في إسرائيل | #التاسعة