الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهوية المصرية وإستلاب الوعي

سلوى فاروق رمضان

2022 / 3 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


كشفت الحرب الروسية الأوكرانية عن كثير من التناقضات لأطراف الصراع ، فالديمقراطية عند أمريكا لا تمنعها من إلزام الجميع على إعلان إدانتهم لروسيا ، ولكن في حرب مصر ضد الإرهاب تصبح الديمقراطية معناها أن نجبر علي التفاوض مع الإرهابيين ودمجهم في نسيجنا الوطني ويصبح الإرهابيين في الإعلام الغربي والعربي المعادي مجموعة متمردة مسلحة مختلفة مع النظام الحاكم!
كشفت على الجانب الأخر تناقض روسيا ، ففي لقاء السفير الروسي مع عمرو أديب قال موضحاً لعداء أوكرانيا لروسيا إنها قامت ببناء سد لقطع المياه علي شبه جزيرة القرم ، والجدير بالذكر أن القوات المسلحة الروسية قصفت هذا السد ، ولكن عند تهديد أمن مصر المائي وتدخل في تهديد وجودي ،تعلن روسيا موقفها في مجلس الأمن عن موقفها في سد النهضة وتقول غير مقبول التلويح بإستخدام القوة !
كل هذه التناقضات التي تواجه الوطن لا يراها الكثير من من يعتبروا مصريين ، بل يتوقفوا وبشدة ليبرزوا تناقض الغرب مع فلسطين ويأنبون ضمير العالم كيف يتعاطفوا مع أوكرانيا ويتناسون فلسطين ، وكأن فلسطين أهم من وطنهم والتهديد الوجودي الذي يواجه بلادهم !

أبو تريكة الصنم المعبود

هو يظهر في برنامج دولة معادية للبلد المفترضة إنها بلده ، بل دولة صانعة وداعمة للإرهاب في بلده ، فيظهر ليتملق أمير قطر وسياسة الدولة ويقول لهم قطر تستثمر في البشر ، ولكنه يا للبجاحة يتباكي علي فلسطين من تناقضات الغرب ،فيرفعونه الإسلاميين علي الأعناق ، فهو شجاع، رجل في زمن عز فيه الرجال، صاحب قضية، ياليت نمتلك ألفاً من أبو تريكة ، وأين قضية وطنه هو ، هل الإنتماء الوحيد المسموح به هو فقط لفلسطين ؟! وإخوانك المصريين البشر اللذين قتلوا في عمليات إرهابية بمباركة من تتملقهم أين دفاعك عنهم ؟
هذا نموذج للبائع لقضايا وطنه وشاري قضية غير بلده ، يوجد الكثيرين اسمهم مصريين ولكنهم مثله مستلبي الوعي فارغي العقول من أي إهتمام يخص وطنهم أو أي شعور بالإنتماء لقضايا وطنهم ممحيين الهوية المصرية ، بل كل آمالهم أن نعيد عادات شبه الجزيرة العربية في القرن السابع الميلادي وهذا قمة طموحاتهم وإيمانهم ، بل تصل السفاهه أن ينكروا أي أخلاق عرفها بشر قبل هذا التاريخ ، فكل ما مر من البشرية قبل هذا التاريخ فهو جاهلي حتي لو تاريخ بلد حقيقية بعظمة مصر ، وبعد هذا التاريخ العالم يعرف النور ومن هذه البقعة ، بقعة شبه الجزيرة العربية ، يحلمون بالخلافة الإسلامية التي وطنهم كان فيها محتل ، فالإنتماء تاريخيآ كان للسيد القرشي وحاليآ للسيد العثمانلي .

خصائص العقلية الإسلامجية

عقلية الإسلامجية تتميز بخصال قميئة وهي كراهية الهوية الوطنية - والفرز - والإزدواجية ، فمرشدهم قالها من قبل ( طز في مصر ) ، ( فليحكمنا مسلم ماليزي ولا مصري مسيحي ) ، فحتي قضية فلسطين لا يرونها بمنظور الوطن ، بل هم يتباكون علي مسلمين فلسطين وبقعة من أرضها مقدسة ، غير ذلك لا يهم ، وأين باقي قضايا العالم الإسلامي فلو سلمنا فرضآ أن فرز البشر لمسلم وغير مسلم هو أمر عاقل وعادل ، فأين قضايا المجموعات الإسلامية الأخري ، أين قضية سبته ومليلية مثلا المدينتين المحتلتين في المغرب من إسبانيا ، أم إنهما ليس فيهما قطعة من الأرض مقدسة فلا يهم أمرهما ، أين قضايا مسلمين سوريا وليبيا والسودان واليمن اللذين صنعتم مأسيهم بأيديكم لماذا لا تتباكون عليهم أم أن تمزيق الأوطان حصري لكم لا تريدون أحد ينازعكم فيه ! هي فقط فلسطين ولا مأساة تعلوا علي مأساتها مهما كبرت .
المشكلة ليست في إزدواجية الغرب وهي حقيقية ولكنها إزدواجية برمجاتية لصالحهم ، من يمنعنا أن نري مصلحتنا نحن الآخرين ، هي عقول الإسلاميين المدججة بالكراهية المستعدة أن تكون فتيل لإستخدامهم من كل من يريد أن يعبث بأمننا ، فهل نلوم المستغل ونترك من عنده إستعداد للإستغلال ؟! فلولا عقولهم المؤدلجة بأفكار ضد أوطانهم ما قدر عابث أن يستغلهم في خراب الأوطان .
عقول الإسلاميين المسيطرة واللاعبة دور رئيسي في توجيه الرأي العام وتشكيل الوعي من قبل وإلي الأن بدرجات متفاوتة ، فإليها فقط يعزي جميع مصائب مجتمعاتهم ، هم ومن لم يؤخذوا علي أيديهم وتركوهم بلا محاسبة لحد الإستفحال .
الإسلاميين ينازعون الغرب في إزدواجيته بل أكثر ، إذا كان الغرب وقف بجانب أوكرانيا أكثر من فلسطين فهم أيضاً يهتمون لأمر فلسطين أكثر من أوطانهم ، طبعا الإهتمام الحقيقي بفلسطين هم من عوام الإسلاميين ولكن قادتهم هم يعرفون جيداً كيف يتاجرون بهذه القضية ، والإزدواجية في معايرة وطنهم بهزيمة لحقها نصر عظيم ، والبكاء علي فلسطين الصامدة تحت العدوان ، فهم صامدون مقاومون شجعان ، أما نحن رغم تحرر كامل وطننا يزايدون ويتقولون علينا شعبآ ودولة جميع الصفات الرزيلة ، ومن الجدير بالذكر هنا تذكر شاعر مصري هو ليس إخواني ولكن لإن قضية فلسطين شكلوها كأهم من وطننا الأم ، يقول في شعره " هم اللي عمالة ، وإحنا اللي قوالة ، عندينا تبقي الست ولدها طول الباب وتخاف يروح مشوار ، وهناك حريم من غضب شايفين عيالهم دهب ، وعشان ما يلمع زيادة ، لازم يدوق النار ،و بدأ شعرة بسب وطنه !
هذا يوضح بشدة أزمة هويتنا ، التي جعلت من إرهابي خائن صاحب قضية ، وجعلت شاعر مثقل بالدونية بطل ، يجب أن نعي أن وطننا أولآ ونواجه الجميع بذلك ، ويحترم ذلك كما نحترم الأخرين عندما يجعلون أوطانهم وهويتهم أولآ ، هذا ليس تصارع هويات بل إحترام للذات وللحقيقة ولوقف الإبتزاز علينا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الاتهامات المتبادلة والدعم الكامل.. خبايا العلاقة المعقد


.. الشيف عمر.. أشهر وأطيب الا?كلات والحلويات تركية شغل عمك أبو




.. هل ستنهي إسرائيل حربها في غزة.. وماذا تريد حماس؟


.. احتجاجات طلابية في أستراليا دعما للفلسطينيين




.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24