الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعددية اللغوية في المغرب بين الثقافي والسياسي رسالة جامعية في العلوم السياسية الحلقة 22

امغار محمد
محام باحت في العلوم السياسية

(Amrhar Mohamed)

2022 / 3 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


خلاصة عامة
وهكذا يتضح أنه وفي ظل المتغيرات الإقليمية و الدولية ، التي أدت إلى إرتفاع أصوات المنظمات الحقوقية، وتصاعد الأفكار المنادية بالخصوصيات الثقافية ضدا على منطق العولمة الجارف من جهة، ومنطق الإستبداد المرتبط بالسلوكيات التي يعبر عنها مثقفوا النظام الذين يشكلون اللسان الخطابي لرسالة الدولة المشرقية التي ترى في التعددية الناشئة نوعا من الفتنة والخروج عن الوحدة الوطنية بصفة عامة.( )
وفي إطار بروز بوادر إنتقال ديمقراطي جنيني قائم على أساس إشراك المواطنين في تدبير الشأن العام، بدأت تظهر في المغرب بوادر الإقرار بضرورة الأخد بعين الإعتبار القضية الثقافية بأبعادها المختلفة بإعتبارها أداة هذا الإشراك.
وهكذا فإذا كانت التعددية اللغوية واقع تاريخي طبيعي، فإن القفز عليه لم يؤد إلى الوحدة المنشودة ولا إلى التنمية بمعناها المادي والبشري.
ذلك أن التعامل السياسوي مع القضية اللغوية جاء بنتائج عكسية ورسخ مفاهيم الإنغلاق والتقاليد البالية القائمة على أساس القومية بالمعنى العرقي.
إن غنى الكائنات هو في التواصل والإنفتاح عن طريق الأخد والعطاء( ) وهذا لن يتم إلا بتكريس مفاهيم التعددية في كل شئ بإعتبارها الطريق إلى التطور وتبادل الأفكار المؤدية إلى تجنب خلق وعي قومي مضاد ،الذي سوف ينتج عنه إعادة إنتاج مفاهيم الوحدة والتطرف الملغية للتنوع( ).
لذلك فإن السؤال المطروح على أنصار التحول الديمقراطي هو التفكير في إعادة تعريف الواقع والمستقبل، وتعريف الآليات التي يمكن أن يتحقق بها هذا المستقبل( ).
إن هذه الآليات لايمكن أن تكون غير آليات الديمقراطية التي تتطلب تجاوز الأفكار القائمة على التقاليد القورسطية وهذا التجاوز لن يتم إلا بالحوار في مجتمع إنفتح على العالم بقوة من جهة ، ومن جهة أخرى على كيفية إستقبال الشباب لهذا الإنفتاح، وهذا الإستقبال الذي ينبغي أن يكون قائما على التعايش بين الإعتزاز بالذات، والإنتماء الثقافي واللغوي للشرق بمعناه الروحي، والإنفتاح على التطور الثقافي والفكري الذي كرسه السبق العلمي للغرب.
وهو الإنفتاح الذي يكرس الإعتراف بأن التعددية اللغوية هي ضرورية للمستقبل والتنمية البشرية بالمغرب.
إن الدولة تستمد قوتها من حركية المجتمع، بإعتباره مصدر الشرعيةالحقيقية، هذه الشرعية التي أصبحت قائمة على أساس الفعالية في حل المشاكل الحقيقية التي يتخبط فيها المجتمع.
إن الإعتراف الحقيقي بالتعددية اللغوية سوف يؤدي إلى إمتصاص التناقضات الكبرى والعنيفة وتخفيض درجة الثوثر العالي، الذي لايمكن إلا أن يقود إلى المواجهة ويهدد المسيرة الديمقراطية قبل أن تبدأ.( )
والثقافة المتحررة يجب أن تكون ثقافة للشعب لاثقافة الخاصة، وأعني بثقافة الشعب الثقافة التي ترفع الناس لمستوى النخبة وتجعل الناس يفكرون ويتجاوزون أفق تفكيرهم اليومي للتفكير في الشأن العام.( )
وحيث أن علاقة الإنسان بالآخر بصفة عامة هي التي أنتجت المعايير الثقافية ومنها اللغة واللغة هي أهلها يحيونها أو يقتلونها( ).
إن الملفات الكبرى المعروضة على الدولة ترتبط كلها بالتنمية البشرية والتي لن تتحقق إلا بالأخد بعين الإعتبار، الخصوصيات الثقافية، والجهوية والمحلية، الذي سوف يؤدي إلى إشراك الأفراد والجماعات بإعتبارهم مواطنين متساوون في الحقوق والواجبات.
هذه المساواة التي تتطلب الإعتراف بأن الإنطلاق من الواقع التاريخي والإجتماعي والثقافي هو أساس التطور.
إن الإعتراف بأن الواقع اللغوي في تعدديته شئ طبيعي سوف يؤدي إلى البحث عن السبل المعرفية والعلمية الكفيلة بإستثمار هذا التعدد، لفائدة المواطنين على حساب إستغلاله لتكريس نخبوية النخبة من خلال، تكريس الأفضلية اللغوية والإستهانة بلغة الجماهير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الحالة الرابعة لنزع حجاب المتظاهرات.. هل تتعمده الشرطة ا


.. استشهاد طفلين وإصابة آخرين إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا




.. طلاب جامعة بيرزيت يطردون السفير الألماني من المتحف الفلسطيني


.. نتنياهو: سنواصل الحرب حتى تحقيق أهدافها كافة بما في ذلك تنفي




.. باتيل: إذا لزم الأمر سنحاسب مرتكبي الجرائم بقطاع غزة