الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قوى إضطهاد وحشيّ و إعتذارات منافقة للقتلة المقترفين للإبادات الجماعيّة – ما الذى يجب أن - يُلغى -

شادي الشماوي

2022 / 3 / 24
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


بوب أفاكيان ، جريدة " الثورة " عدد 743 ، 17 مارس 2022
https//revcom.us//en/bob_avakian/forces-brutal-oppression-hypocritical-apologies-genocidal-murderers-what-should-be

لقد كتبت إلى حدّ لا بأس به على نطاق واسع حول ما هو خاطئ بجدّية في " ثقافة اليقظة للإلغاء / المنع " (1) . و هناك حاجة إلى قول المزيد عن هذا غير أنّي هنا سأتحدّث عن مسألة الأفراد و أبعد من ذلك العلاقات و المؤسّسات الإجتماعيّة التي ينبغي عمليّا أن " تمنع " – أو بصفة أصحّ تُفضح و يندّد بها و تعارض بنشاط .
بالتأكيد ، ضمن القوى التي يشملها هذا التصنيف يوجد الفاشيّون الأصوليّون المسيحيّون في هذه البلاد ، المعتمدون على أفكار و أفعال يقدّمونها و ينجزونها بعدوانيّة . و سيكون عليّ أنّ أقول المزيد بشألأنهم بإقتضاب . لكن ، أوّلا ، لنلقى نظرة على المشهد الأشمل .
ثمّة مؤسّسات أساسيّة مفاتيح لهذا النظام بما في ذلك الشرطة و ما يسمّى ب " نظام العدالة " الذين يجسّدون و يفرضون إضطهادا وحشيّا و قاتلا .
و ثمّة السياسيّون من أيّ حزب كانوا و مهما كان عرقهم أو جندرهم الذين يدعمون الإنقلابات و الغزوات و الأعمال الحربيّة الأخرى التي تقترفها هذه البلاد بحثا عن المصالح الرأسماليّة – الإمبرياليّة لطبقتها الحاكمة . و من الأكيد أنّ أيّة شخصيّة تساند هذا العدوان و النهب الإمبرياليّين و عامة الأعمال و الأهداف الإمبرياليّة لهذه الطبقة الحاكمة – و كذلك أيّ عاملين في وسائل الإعلام يبحثون عن تبرير هذا و مردّدين كالببّغاء دعاية مساندة لهذا – يستحقّ كذلك أن يُفضح و يُعارض .
إنّ القوّأت المسلّحة لهذه البلاد قد نفّذت بصفة متكرّرة أعمالا رهيبة ، مجازرا أو تدميرا ، من بداية تكوين هذه البلاد وصولا إلى العصر الراهن ، على هذه القارة و عبر العالم قاطبة :الإبادة الجماعيّة للشعوب الأصليّة و غزو المكسيك و سرقة قسط ضخم من ترابها ، أوّليّا بهدف توسيع العبوديّة ، و في أليّأم الأحدث ، قتل ملايين المدنيّين في الفيتنام و في كوريا قبل ذلك، و تاليا الغزو اللاقانوني للعراق بكلّ الموت و الدمار المرافق و المطلق لذلك . و هذه ليست سوى بضعة جرائم الحرب و الجرائم ضد الإنسانيّة التي إقترفتها .
هذه البلاد هي البلاد الوحيدة التي إستخدمت فعليّا الأسلحة النوويّة – القنابل النوويّة التي حرقت بها مئات آلاف المدنيّين في المدينتين اليابانيّتين هيروشيما و ناكازاكي مع نهاية الحرب العالميّة الثانية . و هذا شيء لا يجب نسيانه أو تجاهله خاصة الآن حيث يوجد حديث ضمن بعض الدوائر الحاكمة لهذه البلاد حول الإشتراكي بصورة أكثر مباشرة في النشاطات العسكريّة في أوكرانيا ما سيؤدّى إلى حرب مع روسيا و من الممكن جدّا إستعمال قدر كبير من الأسلحة النوويّة للدمار الشامل اليوم ما سيفضى عمليّا إلى إضمحلال الإنسانيّة .
و إليكم الناس الذين يستحقّون بالتأكيد الإدانة الشديدة : كلّ إعلامي في هذه البلاد بوجه خاص أو كلّ شخص آخر في موقع تأثير على الرأي العام يعمل ناطقا رسميّا باسم الحكّام الإمبرياليّين لهذه البلاد في نزاعها مع الإمبرياليّين الروس أو الصينيّين – الذين يدينون الفظائع التي يقترفها الإمبرياليّون الآخرون فيما يدعون إلى و يدافعون عن أو " يبرّرون " الفظائع التي يقترفها إمبرياليّوهم " الخاصّون ".
و يشمل هذا كافة العاملين بوسائل الإعلام و غيرهم ذوى " أرضيّة عامة " لها دلالتها الذين أدانوا العمليّات العسكريّة الروسيّة في أوكرانيا و لم يدينوا عمليّات العربيّة السعوديّة في اليمن - المدعومة و المسلّحة من طرف الولايات المتّحدة - و التي تسبّبت في مجازر و عذابات حتّى أسوأ للمدنيّين في اليمن ، خاصة الأطفال ممّا أنزلته روسيا بأوكرانيا و شعبها.
و الذين يستحقّون الإدانة يشتملون بالتأكيد على السياسيّين و العاملين بالإعلام و " المشاهير " الذين يندّدون الآن بالفظائع الروسيّة في أوكرانيا بيد أنّهم يساندون قتل إسرائيل لأكثر من ألفي مدني بمن فيهم مئات الأطفال في غزّة الصغيرة المساحة و المحاصرة و ذات الكثافة السكّانيّة العالية ، بفلسطين سنة 2014 – شيء مرّة أخرى ، دعّمته تمام الدعم حكومة الولايات المتّحدة و رئيسها زمنها ، باراك أوباما . ( حكومة إسرؤائيل تستخدم إستعارة " قصّ العشب " لوصف قتلها المتكرّر للفلسطينيّين – بينما أنشأت دولة إسرائيل ذاتها على أرض مسلوبة من الفلسطينيّين بواسطة حرب دمويّة و وسائل إرهابيّة. و ماذا سيقول سياسيّو الولايات المتّحدة و وسائل إعلامها إلخ لو وصف بوتن ما يحدث في أوكرانيا على أنّه روسيا " تقصّ العشب " ؟! ).
و كما كتبت آنفا ، في ما يتعلّق بغزو روسيا لأوكرانيا :
"
طبعا ، هذا العدوان الإمبريالي الذى تقترفه روسيا يستحقّ الإدانة . لكن بصفة خاصة بالنسبة إلى المقيمين في هذه البلاد – التي هي مجدّدا بدرجة بعيدة جدّا سجّلت و تسجّل أرقاما قياسيّة في هكذا أعمال عدوانيّة – إنّما هي مسألة مبدأ أساسيّ و مسألة ذات أهمّية عميقة أن لا نكون صدى مواقف و نخدم أهداف إمبرياليّت " نا " ، ، و بدلا من ذلك أن نوضّح بجلاء كبير موقفنا من أهداف و تحرّكات هؤلاء الإمبرياليّين ( الأمريكان ) الذين يوظّفون معارضة الغزو الروسي لأوكرانيا ليس كوسيلة للتشجيع على " السلام " أو على " حق الشعوب في تقرير مصيرها " و إنّما كوسيلة للمضيّ أبعد في خدمة المصالح الإمبرياليّة للولايات المتّحدة ، في تعارض مع المنافسين الإمبرياليّين الروس . " (2)
و ثانيا ، كما أشرت إلى ذلك قبلا ، هناك الفاشيّون الأصوليّون المسيحيّون . و يهدف هؤلاء الأصوليّين المسيحيّين إلى مأسسة دكتاتوريّة تيوقراطيّة في هذه البلاد : نفس النظام الرأسمالي – الإمبريالي لكن نظام حيث الحكم الطغياني تفرضه سلطات تعتمد على نسخة أصوليّة من المسيحيّة ، بكلّ الأهوال التي يعنيها ذلك – بما فيها تفوّق ذكوريّ متطرّف – و الكره المعادي للمتحوّلين جنسيّا و كذلك تفوّق البيض العدواني و رهاب الأجانب ( كره الأجانب و المهاجرين لا سيما القاديمن من بلدان غير بلدان ذوى البشرة البيضاء ) و النهب بلا قيد للبيئة – و كلّ هذا مدعوما بجنون معادى للعلم و ممأسس. ( و يحاول الفاشيّون المسيحيّون إدّعاء أنّهم ليسو عنصريّين لكن الواقع هو أنّ الأصوليّة المسيحيّة و تفوّق البيض كانا مرتبطان وثيق الإرتباط ببعضهما البعض عبر تاريخ هذه البلاد وصولا إلى اليوم . لهذا يوجد أهمّ دعم لهذه الفاشيّة المسيحيّة في صفوف العنصريّين البيض من الأراضي الكنفدراليّة القديمة في الجنوب و ضمن البيض لا سيما في المناطق الريفيّة عبر البلاد الذين يتجمّعون وراء ما تمثّله الراية الكنفدراليّة ، رمز العبوديّة و القتل بوقا ).
جوهريّا هذا النظام هو الذى يجب أن " يُلغى / يُمنع " :
في كتاباتى و في مواد أخرى على موقع أنترنت revcom.us وقع توضيح مسألة أنّه من خلال سير هذا النظام ، الناس في هذه البلاد – و هذا ينطوى على " المتيقّظين " الذين يتحدّثون دائما عن " الإمتيازات " و " الإستعمار " – يعيشون على حساب الأطفال في الكونغو العاملين في مناجم المواد الأوّليّة التي هي أساسيّة كأجزاء من حياتهم اليوميّة في هذه البلاد بما فيها الحواسيب و الهواتف الجوّالة .
و هذا مجرّد مثال عن الطفيليّة الناجمة عن الحياة في الولايات المتّحدة التي كانت لأجيال البلد الرأسمالي – الإمبريالي المدمّر و افضطهادي الأقوى و كانت طبقته الحاكمة قادرة على أن توزّع على سكّان هذه البلاد بعضا من " الغنائم " من نهبها عبر العالم ، حتّى و هذه " الغنائم " تقسم بطريقة عالية اللامساواة .
و لوضع نهاية لسرقة حياة و إستغلال الناس منتهى الإستغلال ليس في الكونغو فحسب و إنّما أيضا عبر البلدان ما يسمّى بالعالم الثالث ( أمريكا اللاتينيّة و أفريقيا و الشرق الأوسط و آسيا ) التي لا تزال فعلا " مستعمَرَة " ( متكّم فيها و مهيمن عليها ) من قبل الرأسماليّة – الإمبرياليّة – لوضع نهاية لجميع الفظاعات التي يقترفها هذا النظام بما في ذلك إستغلاله و إضطهاده للجماهير الشعبيّة بالذات في هذه البلاد ، و كذلك التهديد الذى يمثّله بالنسبة إلى أفنسانيّة ككلّ من خلال تدميره للبيئة و خطر حرب نوويّة – يتطلّب ثورة فعليّة للإطاحة بهذا النظام و تعويضه بنظام مختلف راديكاليّا ىو تحرّريّا يهدف إلى تحقيق الهدف الأسمى لعالم شيوعي ، مع إلغاء كلّ أنظمة و علاقات الإستغلال و الإضطهاد في كلّ أنحاء العالم . و نظرة شاملة و مخطّط ملموس لهذا النظام المختلف راديكاليّا و التحريريّ معروضين في " دستور الجمهوريّة الإشتراكية الجديدة في شمال أمريكا " الذى ألّفته . (3)
مثل هذه الثورة و تركيز هذا النوع من النظام التحريري في هذه البلاد سيوجّه صفعة هائلة و يمثّل مصدر إلهام قويّ للمضطهَدين عبر العالم ليخوضوا قتالا لكسر قبضة هذا النظام الرأسمالي- الإمبريالي و التمكين من إنشاء عالم دون كافة هذه الفظائع التي تعيشها يوميّا جماهير الإنسانيّة و الخطر الحقيقيّ جدّا الذى يمثّله هذا النظام بالنسبة لمستقبل الإنسانيّة .
**************************************************************************************
على موقع أنترنت revcom.us و كذلك على البر نامج الأسبوعي على اليوتيوب " برنامج – الثورة ، لا شيء أقلّ من ذلك ! " تجدون تحليلا علميّا للتطوّرات الهامة في هذه البلاد و في العالم عامة ، و للتاريخ و الواقع الحقيقيّين لهذه البلاد و الطبيعة الفعليّة للنظام الحاكم لهذه البلاد و المهيمن على العالم – النظام الرأسمالي - الإمبريالي – و أساس و إستراتيجيا القيام بالثورة للتخلّص نهائيّا من هذا النظام و تعويضه بنظام مختلف راديكاليّا و تحرّريّا . و كجزء هام من هذا ، تنشر بشكل منتظم أعمال بوب أفاكيان على موقع revcom.us بما فيها تلك المشار إليها في ىهذا المقال .
-------------------------------------------------------
هوامش المقال :
1. “Bob Avakian On Fascist Lunacy and ‘Woke Folk’ Insanity: A New ‘Two Outmodeds’” and “I’m So Sick of this Whole ‘Identity Politics’ and ‘Woke’ Thing: Revolution and Emancipation—Not Petty Reform and Revenge, On Movements, Principles, Methods, Means and Ends.”
2. “Imperialist Parasitism and ‘Democracy’: Why So Many Liberals and Progressives Are Shameless Supporters of ‘Their’ Imperialism”
3. Constitution for the New Socialist Republic in North America

و جميع هذه الوثائق متوفّرة باللغة العربيّة على موقع الحوار المتمدّن ، ترجمة شادي الشماوي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في افتتاح المهرجان التضا


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ




.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب


.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام




.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ