الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفتيت ليبيا..مؤامرة اقليم الجبل كنموذج..

فاضل عزيز

2022 / 3 / 24
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


ضمن مخططهم الاستراتيجي التخريبي لتجزئة المجزأ من بلدان المغرب العربي و زرعها بمختلف الصراعات التي تهيء الارض لمزيد من الانقسام و من ثمة الدخول في صراعات و نزاعات لا تنتهي، تطرح أجهزة التخريب الغربية وعلى راسها الفرنسية والانجليزية ومن ورائها الحركة الصهيونية العالمية، وعن طريق افراد ومؤسسات ليبية مشبوهة؛ تطرح هذه الايام مشروعا تخريبيا يضمن لهم استمرار حالة الفوضى والاقتتال العبثي الذي زرعوه في ليبيا قبل عقد مضى مستخدمين انتماءات اثنية ضيقة لساكنة البلاد بتحويلها الى مداخل لصراعات و نزاعات عبثية مدمرة، مثل ما يرسم لصراع بين التبو والتوارق او بين العرب والامازيغ و بين شرق البلاد و غربها، وهي صراعات إن نجح مدبروها في إشعالها و تأجيج حرائقها سيكون المنتصر فيها خاسرا بكل تأكيد، وستؤدي الى ضياع ليبيا كوطن للجميع و تتحول الكيانات المجهرية التي يفرزها هذا الصراع الى سرطانات تتغذى على دماء بعضها، تدير وتحكم صراعاتها القوى التي افرزتها للوجود .
في تطور ملحوظ ينبئ بمخاطر لا تحسب عقباها، دفعت هذه القوى وعن طريق أدواتها من ضعاف النفوس وضيقي الأفق الذين زرعتهم بين مكونات المجتمع الليبي واحتلوا منابر قيادته بعد انسحاب قادة هذه المكونات الواعين لأبعاد هذه المؤامرة من الفضاء العام وانطوائهم؛ دفعت بمشروع خطير يهدف لاشعال الجبل الغربي بنزاعات وصراعات عرقية مقيتة، تبدد كل ما بناه سكان هذا الجبل عبر قرون من تعايش وتعاون من أجل حياة يسودها الاستقرار و التضامن في مواجهة الازمات من كل نوع سواء الناتجة عن الطبيعة (الجفاف وندرة الامطار)، او التدخلات الخارجية (مواجهة الاستعمار التركي و الايطالي وما سبقه من صراعات).
يتجسد هذا المشروع فيما يسمى ب"مشروع إقليم الجبل" يتصدر قيادته رموز معروفة بأفكارها الهدامة والمسوقة لمؤامرات التخريب الغربية الصهيونية، التي تعمل وبكل جهد وقوة لمنع قيام أي كيان حقيقي وقابل للحياة يعبر عن طموحات ساكنة منطقة شمال افريقيا سواء بهوية عربية او غير عربية، ذلك ان ساسة الغرب وخاصة اوروبا لازال يمثل بين اعينهم وفي وعيهم طارق ابن زياد وموسى ابن نصير وعبدالرحمن الغافقي، أي انهم يرون في قيام كيان قوي يقابلهم على الضفة الجنوبية للمتوسط تهديدا لامنهم، وبالتالي نراهم يعملون وبكل قوة ودون كلل على تفكيك حتى ما فككوه هم قبل قرن مضى وكونوه من كيانات قزمية لا يمكن ان تشكل مصدر تهديد لهم، ومع ذلك نراهم اليوم يعملون على تجزئة هذه الكيانات القزمية و تحويلها الى جثث ميتة تموج بفصائل من الديدان المتناحرة التي لا افق و تفكير لها سوى بحياة دودية.
إن مواجهة هذه المشاريع الخطيرة تتطلب تفكيرا واعيا وعقلانيا لا يتخذ مما تنتجه هذه المشاريع من نفايات متعفنة قاعدة لمواجهتها، بل يجب البحث والتقصي عن الاهداف البعيدة لهذه المشاريع، وكيف يفكر صانعوها؟ وما هي أدواتهم؟ و أين تقع نقاط ضعفنا التي يمكن من خلالها اختراقنا و إنجاح مشروعهم؟ وما هي الطرق الصحيحة والفعالة لمعالجة هذه الثغرات وإفشال المؤامرة؟ عديد الاسئلة التي يجب الوقوف عندها و العمل بعقلانية تتجاوز كل حقول الالغام التي نجحت هذه القوى في زرعها في بيئتنا وفي عقول فيئة واسعة من مكونات هذه المنطقة.
إن الموقف اليوم يتطلب خروج النخبة الواعية والمدركة لأبعاد هذه المؤامرة من كل المكونات، خروجها عن حالة الصمت التي لزمتها منذ عقد مضى، والعمل بشكل جاد وعقلاني يضع ليبيا كوطن لجميع مكوناتها دونما إقصاء او تهميش في مقدمة خطابهم و يحذر المنخرطين في مشاريع تخريب و تجزئة البلاد من عواقب السير في هذا الطريق و يكشف لهم أبعاد المؤامرة الغربية الصهيونية التي اصبحت مشاريعها التخريبية واضحة كل الوضوح، وهي مشاريع تخريبية تحول ما بناه أجدادنا من ترابط وتعاون في مواجهة موجات الغزو الاوروبية التي شهدتها المنطقة منذ أزيد من الفي سنة ، والتي تحاول الكيانات السياسية الغربية والصهيونية اليوم إحيائها من جديد، وتمثل مؤامرة اقليم الجبل وغيرها من المخططات في ليبيا و في بقية بلدان الشمال الافريقي واحدة من فصولها المقيتة والمنذرة بتحولنا الى خدم و عبيد في مؤسسات صناعة الفقر الغربية..
يجب العمل وفورا وبشكل جاد على إطلاق منابر حوارية مباشرة و عبر الهواء الافتراضي تجذب الشباب وتؤسس لهم قاعدة حوار عقلاني ينبههم الى الجوانب الايجابية التي جمعت اجدادهم عبر التاريخ و حققت لهم ظروف حياة افضل مما لو انجروا وراء أهواء ونزوات ضيقة غير قابلة للحياة، وتنبه هذه الشريحة من الشباب الذين تعول اجهزة التخريب الغربية والصهيونية عليهم في تنفيذ مشروعها التخريبي؛ تنبههم الى المخاطر التي تنتظرهم اذا ما قرروا السير وراء هذه المشاريع المؤامرة، وأن الطريق الصحيح لضمان حياة افضل لهم لأبنائهم هو طريق التعاون والتآزر والبحث عن السبل المثلى لبناء بيئة قابلة للحياة تضمن لهم الخروج من ظلام الهيمنة الغربية الصهيونية وتحقق لهم اسباب الحياة الكريمة وتبدد أطماع المتآمرين عليهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتيجة خسارة التحدي.. قمر الطائي تعاقب بطريقة قاسية ??????


.. بعد رحيل -رئيسي- .. إيران أمام أخطر 50 يوما في تاريخها




.. فتح تحقيق بأسباب تحطم طائرة رئيسي.. ووفد رفيع يصل مكان الحاد


.. شبكات | انتقادات لمخرج مصري بعد مباراة الزمالك ونهضة بركان




.. شبكات | احتفاء بأمانة طفل يمني