الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا للحرب … *

محمد ناجي
(Muhammed Naji)

2022 / 3 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


افتتاحية موقع ميدوزا يوم 24 /2

ترجمة : محمد ناجي

أعلن فلاديمير بوتين الليلة الماضية بدء "عملية عسكرية خاصة" في دونباس . غالباً ما تستخدم السلطات الروسية هذه الصيغة من العبارات الملطفة لإخفاء ما هو واضح ، فتسمي قصورها "الفنادق" ، وتطلق على أعضاء المعارضة السياسية اسم "المتطرفين" ، وتصف الصحفيين المستقلين بأنهم "عملاء أجانب" . ومع ذلك ، فإننا نؤمن بتسمية الأشياء كما هي : لقد بدأت روسيا حرباً واسعة النطاق ضد أوكرانيا .

نحن على ثقة من أن كل قارئ لمندوزا يدرك أن الحرب تعني دائماً الموت - سواء موت الأشخاص الذين يتم إرسالهم إلى القتال أو موت المدنيين الأبرياء . تحاول وزارة الدفاع الروسية إقناع كل من الروس والاوكرانيين بأن "البنية التحتية العسكرية" هي الشيء الوحيد الذي يتعرض للتهديد . هم يكذبون . لا يوجد سلاح يمكن نشره دون أن يؤدي إلى خسائر في الأرواح . نحن نقرأ بالفعل التقارير الأولى للوفيات . سيكون هناك بلا شك المزيد .

هناك مقولة شائعة : أن الحرب هي استمرار للسياسة بوسائل أخرى . صاغ المنظر العسكري البروسي كارل فون كلاوزفيتز هذه الفكرة في أوائل القرن التاسع عشر . ومع ذلك ، في العصر الحديث - الذي مر بحربين عالميتين ولديه تجربة مروعة في استخدام الأسلحة النووية - لا تعتبر الحرب استمراراً للسياسة ، إنها دليل على فشلها الكامل . في حالتنا ، هذا دليل على أن القيادة الروسية ، بعد أن بدأت بغزو عسكري لأوكرانيا ، فشلت في مواجهة التحديات التي وضعتها لنفسها ، مهما كانت ادعاءاتها .

هناك حالة واحدة فقط يمكن أن تبرر استخدام الدبابات والطائرات العسكرية : الدفاع عن النفس . هذا بالضبط ما أشار إليه بوتين عندما أعلن عن هذه "العملية العسكرية الخاصة" . المشكلة هي أنه ليس لدينا دليل مقنع واحد على وجود أي شخص ، كان يخطط لمهاجمة روسيا . وتقع المسؤولية عن الكارثة الإنسانية في دونباس إلى حد كبير على عاتق السلطات الروسية نفسها .

كان من المفترض أن تكون التجربة المأساوية للقرن العشرين كافية لإقناع بوتين بأن تدخل موسكو في حياة جيرانها لن يقربهم من روسيا ، بل يبعدهم عنها بعيداً . هذا ما حدث بعد الضم السوفيتي لدول البلطيق في عام 1940 ، بعد الغزو السوفيتي للمجر عام 1956 ، وبالطبع خلال ربيع براغ عام 1968 . من الواضح أن الرئيس بوتين يفضل إلقاء محاضرات على الناس عن التاريخ بدلاً من التعلم منه .

نحن نتفهم أننا وجدنا أنفسنا في موقف ليس لنا فيه تأثير يذكر . لكن من واجبنا أن نقول بصوت عالٍ وواضح أن هذه ليست حربنا ونحن لا نؤيدها . بدأ غزو أوكرانيا نيابة عن المواطنين الروس ولكن ضد إرادتنا . العار الذي يصاحبها سيظل معنا إلى الأبد .

يجب وقف القتال على الفور والجيش الروسي يجب أن يعود إلى الأراضي الروسية . دعونا نوقف هذا . لم يفت الأوان بعد لإنهاء الحرب .

* الموقع روسي ومقره في ريغا - لاتفيا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا