الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب في أوكرانيا ستغير وجه العالم

كامران جرجيس

2022 / 3 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


الحرب في أوكرانيا التي أشعلته الرئيس بوتين بحجة تحييدها عسكريا وتطهيرها من " النازيين" وحماية الروابط الثقافية والدينية التي تجمع الروس بالأوكرانيين في أوكرانيا من القوميين الراديكاليين الساعين الى إقتراب أوكرانيا من الغرب كما لمح له بوتين في كلمته المتلفزة قبل الحرب،ستغير وجه العالم في السنوات القادمة – وتعتبر حدث مفصلي .
الحرب كشفت مدى إدمان الأوروبيين على الغازوالنفط الروسي وصعوبة التحرير منه، على الرغم من المساعي الجارية للتحول للإعتماد على الطاقة الخضراء.وكشفت الحرب إيضا ترهل النظام الدولي الأحادي القطب القائم منذ سقوط جدار برلين في 1989، الأهم من ذلك كشفت مدى كراهية فلاديمير بوتين للغرب الذي يصفه" بإمبراطورية الكذب " ومدى المرارة التي يعيشها هذا الرجل من الغرب منذ أن كان ضابطا برتبة صغيرة في جهاز الأمن السري السوفياتي (كي جي بي ) في لايبزك في المانيا الشرقية حيث كان بوتين شاهدا على سقوط جدار برلين . لم يخفي بوتين خيبته من زوال الإتحاد السوفياتي الذي وصفه بأكبر كارثة جيوسياسية في القرن العشرين خلال كلمته في مؤتمر الأمن في ميونخ 2007.

أوروبا سوف لن تكن نفس أوروبا كما كانت قبل غزو أوكرانيا على حد قول جوزيف بوريل ممثل الإتحاد الاوروبي لسياسية الخارجية والأمن، وربما بوريل الدبلوماسي المخضرم الذي كان وزيرا لخارجية اسبانيا يدرك بان الحرب ستفرز خارطة أمنية جديدة في أوروبا.
ومن الأرجح أن الحرب قد تسبب في بروز تحالفات وتوازنات دولية وأقليمية جديدة ليس فقط بسبب تراجع دور أمريكا والغرب والمشاريع لغرس القيم الليبرالية والديمقراطية في العالم ( افغانستان خير دليل على ذلك) بل نتيجة التداعيات السلبية لهذه الحرب على أمن الطاقة والغذاء وسلاسل الإمدادات في العالم خاصة وأن روسيا وأوكرانيا تعتبران من المصدرين الرئيسيين للغاز والنفط والقمح والذرة في العالم.

التحالفات الجديدة ستكون قائمة على المنافع والمصالح الاقتصادية والتجارية وليس على العقائد والإيدولوجيات، ويمكن الإشارة في هذا السياق الى إمتناع الهند إدانة غزو روسيا في مجلس الأمن على الرغم من التحالفا ت والشراكات الإستراتيجية التي تربط الهند بالولايات المتحدة والإتحاد الاوروبي.
الهند التي تعتبر اكبر دولة ديمقراطية في العالم فضلت البراغماتيكية على الإيدولوجية في التعامل مع ملف أوكرانيا في المجلس الأمن حيث أختارت موقف الحياد حفاظا على علاقاتها ومصالحها الاقتصادية مع روسيا وتجنب إنزعاج الصين الحليف الرئيسي لروسيا. الهند تدرك ايضا تنماي الدور التكنولوجي والتجاري للصين في العالم ولاتريد الدخول في صراع جانبي مع بكين. الجدير بالإاشارة ان الصين على الرغم من معارضتها الظاهرية لغزو اوكرانيا ودعوتها لحماية سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها ، لاتحبذ هزيمة روسيا في هذا الحرب لإن بكين تدرك بان الولايات المتحدة والغرب ستنفردان بها كعدو إستراتيجي بعد روسيا.

الغزو الروسي يشكل ايضا تحدي صارم للنظام الديمقراطي والقيم الليبرالية والتي تحاول امريكا وحليفاتها في الغرب (بإستثناء فترة ادارة الرئيس ترمب) الترويج له خلال 30 السنة الماضية كالمنوذج الأمثل للحكم. النموذج الديمقراطي الغربي يواجه ايضا تحدي في دول الاعضاء في حلف الناتو مثل تركيا، هنغاريا وبولندا.

الحرب في أوكرانيا بينت أيضا بأننا نعيش في عالم محموم بالمخاطر وغير مترابط أمنيا على الرغم من التقدم السريع في العولمة والتقارب الثقافي والتجاري بين الدول.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: الرجل الآلي الشهير -غريندايزر- يحل ضيفا على عاصمة


.. فيديو: وفاة -روح- في أسبوعها الثلاثين بعد إخراجها من رحم أم




.. وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع


.. جنوب لبنان.. الطائرات الإسرائيلية تشن غاراتها على بلدة شبعا




.. تمثال جورج واشنطن يحمل العلم الفلسطيني في حرم الجامعة