الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعر المصري الحديث : دراسة حالة

بهاء الدين الصالحي

2022 / 3 / 29
الادب والفن


الحلاوة وسنينها
قراءة في ديوان عيل مالوش في الحلاوة لعمرو جمعة
وهو شاعر مصري شاب من شعراء صعيد مصر
يأتي الشعر كسجل ثقافي لأزمة جيل يبحث عن ذاته في ظل سؤال الهوية ، حتي سؤال الكينونة الخالد أكون أو لا أكون تلك هي المشكلة ،لتتحدث بحروف الخلق كن فيكون ،لتتقدس بحروف الكاف والنون بفعل احتفارها لأخدود يقتسم الذات لتصبح بحجم الكون وتصعد للسماء .
لتكن قراءة إبداع ذلك الجيل علي مستوي التأويل مع بساطة التعبير العامي الذي يتميز بسهولته، فبساطة اللغة المصرية الحديثة في تعبير اللفظ الواحد عن أكثر من معني دون اللجوء لحركات التشكيل ليصبح مفهوم التلقي وطبيعة السياق الموضوعي حسب تركيب الجملة هو الفيصل ليقرأها المتلقي وفق ما تقع مدلولات الألفاظ علي مساحة ذاته .
ما فرض علينا ذلك المدخل لقراءة الديوان هو الالتزام اللغوي والمتمثل في افتتاحية الديوان :
هتسأل لأمتي؟ / لحد البراح ما يساع / وأن ماسعش؟ /تعيش الأسئلة لعيالنا/ يكرروها الطير .
هنا قضية الشعر لذلك الجيل الذي فقد المشروعية في اعتبار الحرية ولكن في إطار الحدود المرسومة بخيوط طابعها الحرير وهي حادة علي الرقاب ، إذا هل يظن ذلك الجيل قدرة علي حسم أفكاره الوجودية ،كلا ولكنه يوسع مداها الإنساني لتتحول الأفكار لمحاولة مستمرة ، ولعل ذلك التصدير يلزم القارئ العادي لمستوي معين من القراءة فما بالك بمن يسمون أنفسهم تجاوزا نقادا.
ثم يكثف الشاعر ارشاداته القرائية لنا من خلال آلية التناص المعنوي مع قصة يوسف من خلال آلية البحث عن المعني الوجودي في قصة يوسف والتي يتم تناولها في إطار الدعوة الدينية بحثا عن ملامح المعجزة الاختباء خلف خطاب السماء علما بأن خط الوجود صاعد من الأسفل للأعلى والا كان الوجود قدريا والا فمابال حجية الجنة والنار ،تلك روعة قراءة إبداعات ذلك الجيل الذي تجاوز الشعر عنده الجماليات الي منبر تعبيري تتداول خلاله حركة الواقع :،
يأيها الشعر افتيني في رؤياي/ عشرين سنة علي ساعتي يقطعوا كام .
وهنا يبدو المنهج الابستمولجي في قراءة الديوان وذلك علي مستوي الموضوع مع الاعتبار لموسيقي الشعر والأدوات الفنية مع اعتبار اللغة المستعملة بموسيقاها الخاصة النابعة من تنوع الاوزان الخاصة بتاريخ تلك اللغة فاللغة المصرية الحديثة والتي يطلق عليها خطأ اللغة العامية من لفظة العامة مع التحفظ علي منطلق التسمية ،وبالتالي الموضوع أولا كلازمة ابستمولوجية ،ويتبدى ذلك في عدة نقاط :
١التضمين المعرفي لسياق مع إعادة تشكيل أو خلق سياق جديد ينافي سياق السكون المعرفي المرتبط بالقصص الديني وهنا يتحقق نوع من إعادة التعامل مع القصص الديني علي انه مادة للتفكير بدلا من كونه وسيلة للاستقطاب:
ف همشي انا ازاي بدونه / ونوح ماأخدش ابعاد السفينه ؟
تبقي هنا طبيعة السؤال المركب من هو وكذلك ماهي السفينة النجاة ، هناتقتضي الاجابة / المشروع ،وهو أمر يعكس العمق الثقافي لذلك الجيل وهو ما يؤكده امتلاكه لمهارة الإيجاز الشعري وإعادة طرح سياق جديد تتم معالجة الموروث خلاله ،فأي حوار حول نوح من خلال إعادة إنتاج السفينة كدرجة من درجات النجاة من الغرق وما هو مفهوم الغرق هنا وأبعاده وحدوده ،فيأتي الحرف ورحلته التخيلية لحدود النجاة ، حيث يعيد طرح المسلمات للنقاش من جديد من خلال الجملة التقريرية حول أبعاد السفينة كشرط تقني إجرائي وهنا يصبح الحرف سفينة الشاعر ولكن أي حدود مبتغاة لرحلة المعرفة .
٢ الصور المركبة لتوليد المعني من تأليف الأشياء المادية المعتادة لاكسابها معاني قيمية جديدة من خلال كسر المألوف وجدة الصورة المولدة للمعني، وذلك من خلال عناوين مميزة مثل ( براويز الطل – قلق التوك الوصلة – شعر سارح يغر فيا – دق فواعليه) فكرة تأطير غير المحدود كالطل وهو الخلاء المشبع ببرودة الفجر وهو يعني علاء مع فرضية الستر ومن هنا جاء التكثيف اللغوي لخلق حالة من الحيرة والتعامل مع الطبيعة المحيطة وكأنها لوحة تنعكس عليها مرأة الروح ،وانسنة الأشياء المادية لخلق درجة من درجات التوازن النفسي تنعكس علي الأشياء وهنا يتحقق من طرف خفي مفهوم الثقافة الأنثروبولوجي ،ثم نأتي لدق الفواعلية، هنا قوة المجاز من حيث التوازن النفسي مع اختلاف سياق الفعل يتماهي التوكه وهي ما تشبه أداة لامساك خصلتي الشعر وهي صورة علي النقيض من كم الغضب والاحتياج التي تصاحب حركة الفعل عند تفاصيل عمال التراحيل ،وكأن الاحتياج النفسي والمشترك من الفعل لتحقيق الذات مهما اختلفت تفاصيل ومعاني ذلك التحقق ،اهي درجات العشق لذلك المشترك الإنساني المحقق لذلك الوجود المادي الذي تختلف حدود إدراكنا له حيث يبدأ الوجود داخلنا مع اختلاف المفاهيم بقدر تماهي المادة مع متطلبات الروح .
هنا توافق اللغة المصرية الحديثة ببنيتها الدلالية الأوسع ولكن يدعمها تلك النزعة الوجودية المدعومة بمشروع فكري صاحبه دقة المرحلة التاريخية التي يعانيها ذلك الجيل .
٣ أبعاد المكان ما بين النفسي والواقعي وهنا يبدع الشاعر في صياغة هندسة البيت الشعري هنا تنتفي العفوية ويتحول لنظم ولكن ليس من باب التبتل في أروقة معابد الخليل ولكن من خلال تطويع ذلك المارد ذلك المعني المتماوج بقدر مد المحيط وتأطيره لغوية في حدود مساحة البيت الشعري :
فارد نفسه ع الساحة ...الكتف .
هنا تتقابل دلالات اللغة مع المساحة البصرية التي تحكم المشترك اليومي ما بين المبدع والمتلقي.
هنا تتقابل دلالات اللغة فالساحة لفظة مفتوحة تحتاج لتقييد ولكن النقاط الثلاث التي تلت الكلمة تعطي القارئ حق الاضافة حسب مخزون رؤيته البصرية ليقيم بعد ذلك جسرا ماديا هو آخر حدود التحقق المادي للذات وهو الكتف ،ذلك الامتداد البصري التعبير دق الفواعلية وهوتطويرلمفهوم المشهد البصري الفاعل الرئيسي في المشهد والمتناثر عبر القصيدة ،فمهارة النظم هنا اننا نستطيع توليف صور فرعية من البناء الكلي للقصيدة علي الرغم من عدم التجاوب المكاني للأبيات
: دق الفواعلية / فارد نفسه ع الساحة ...الكتف / بس هجيبها لفين وشروق الطاره الايد/ بتقيد براويز الطل ؟
٤ التوظيف السياقي لألفاظ اللغة العامية من خلال لو ومش وعبقرية حرف الشين في اللغة المصرية الحديثة مما يبرز أثار اللغات السامية التي مر ناطقوها عبر ارضنا وتفاعلنا معهم انسانيا واجتماعيا فقد جاءوا بالسيف ولكنا ذهب السيف فصار الأمر تبادلا لسانيات ليحيا التاريخ من خلال لغة تعبر عن الاحتياجات الإنسانية اليومية ،والنطق في وجه البشرية المتصارعة أن هناك طرق لسانية للسلام.
السياق النفسي للديوان
كيف تري أرواحنا العالم ذلك العابر عبر منارات الروح للشرق لنا شعرا ينطق روحا جديدة هي رؤية الشاعر للعالم المحيط به ، يتبدي ذلك كله في القصيدة التي عنون بها الشاعر الديوان وهي قصيدة – عيل مالوش في الحلاوة-
من هو البطل الذي تتمادي القصيدة في وصفه ،ذلك المأزق في فضاءات الواقع الممزق حلمه ، فحتي الطائرة الورقية التي يقرر أن يغزو بها المجهول له كطفل من خلال الحبل الذي يمسك به وكأنه مقوده لقيادة العالم الجديد الذي يتجاوز مدي بصره :
وطيارات سالف جناحها الطل / شباك وريدها بؤجه كهارب شابطه في عروقه /علي مالوش في الحلاوة/ طير أغانيه لفوق/ تعوي كما الذكري الحزينة / في جيوب البحار .
ماهي مواصفات ذلك العيل:
عيل مالوش في الانتحار / عيل مالوش في الحلاوة/
والإصرار علي الأسئلة الوجودية من خلال فكرة التناص مع تساؤلات ابراهيم الوجودية، رب أرني انظر إليك علي سبيل اليقين وهي تناصات لها بعد معرفي :
رب أرني كيف تحيى الغيد . هنا العيل الذي يبحث عن فكرة اليقين الكامن في إيمان الآخر ويقينه به كنوع من الشرعية التي تمنحها المجموعة للفرد .
الجديد في هذا الديوان كثافة التعبير عن مشاكل الهوية وكأن المشروع المعرفي هو المدخل القرض الشعر ومن أجله أشعر فهو مثقف وجد الشعر بابه للتعبير عن همومه الثقافية للمشروع وليس من أجل نزق تعبيري ، وجاء التناص الدليل الأبرز علي .
بهاء الصالحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ


.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث




.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم


.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع




.. هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية