الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يكون التاريخ شاهداً في المحاكمة العلنية لأمريكا ضمن مسيرة حل المعضلة الأوكرانية

فرزند عمر
طبيب قلبية ـ ناقد أدبي ـ باحث في قضايا السلام

(Farzand Omar)

2022 / 3 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


التاريخ هو الخنجر المسموم المصنوع في الشرق الأوسط، الخنجر الذي تم طعنه في الجسد الأمريكي، والذي منه تأتي كل الأعراض التي نعيشها الآن بخصوص الاعياء الأمريكي الذي يدل على مرض عضال، أمريكا في هذه اللحظة. تعاني حقيقة وكلنا مسؤولون عن هذه المعاناة، ويجب علينا كلنا ان نجد لها مخرجاً مشرفاً، تقول بأنه كان يكذب هذا صحيح، لكنه منذ سقوط الاتحاد السوفيتي وهو يحمل حمل هذا العالم، التي عجزت الآلهة عن حمله، وقام بكل ما يستطيع، بالنهاية الجشع البشري، هو السبب الأساسي.
وهكذا ربما المشهدية هنا مناسبة لبدء العالم الجديد الذي ما زلنا نجهل جله، من سيكون مع من، لكن نحن الأن في عالم جديد، ونحن الآن في زمن الفوضى، كلما طالت هذه الفوضى ستكون لصالح الجالس في البيت الأبيض.
التاريخ يمكن أن يؤكد هذه المشهدية، الذي تم حجبه تماماً عن كل العالم الغربي، عبر كذب ونفاق وبدأته بريطانيا، وصارت هي ضحيتها الوحيدة ان تم الفصل بين اوربا وامريكا.
بريطانيا التي كانت تركض و تلهث قبل أمريكا في محاولة لطمث اي صلة تربطها بروسي مهما كان ذالك الروسي الذي يشكل بنية التراث الحضاري الأوربي.
بريطانيا هي أكثر المتتضررين من انفصال أمريكا عن أوربا، الكل يعرف ذلك الآن، الوحيد الذي لم يفهم هذه الحكاية باوربا هم الدول التي عندها كراهية للاتحاد السوفيتي، والذين يعتقدون جازماً أن روسيا حالياً هي نفسها الاتحاد السوفيتي.
هذه الكراهية التي شاهدناها من المصورة الهنغارية مع المهاجرين السوريين، هي نفس الكراهية، هي ذاتها التي شاهدناها، نحن سكان الشرق الأوسط، الشاهد الحقيقي على كلا الحادثتين، نحن الذين سوف نكشف الحقيقة للأوربيين، خاصة المهاجرين من سوريا، سوف يحكون حكاياتهم التي سوف توضح المشهد.
هذه الكراهية التي تريد توجيه البشرية نحو النووي، هل العالم سيسمح لهذه الكراهية أن تأخذنا إلى هناك.
أشك أن عباقرة الأوربيين، وخاصة الألمان، سيكون هذا السيناريو غائباً عن أحدهم، بل هذا هو السيناريو الوحيد.
أوربا ستختار أن تكون مغرر بها، أي انها ضحية تم الضحك عليها من قبل أمريكا، هذا بالنهاية أفضل من أن تكون مجرماً مشاركاً لأمريكا في كل شيء.
في هذه الحالة أوربا يجب أن تأخذ محور السلام لو كان قائدها مجرماً، التاريخ هو الذي سيحكم، احياناً التاريخ حكم على اشخاص يشبهون بوتين على أنهم ثوار وأبطال.
لا يمكن للأوربيين الا اختيار هذا الخيار، مستحيل، غير هذا هو انتحار.
الصين قالت أنها أخذت القرار الصح تاريخياً، لأن ليس من قوة سوف تستطيع ان تقف امام انهيار امريكا الذاتي.
ما نشاهده الآن هو تهديد وجودي لأمريكا، وليس تهديداً لروسيا، هل تقبل أمريكا بنظام عالمي جديد يؤثث على أنقاض أمريكا، هذا هو السؤال الحقيقي.
ولذلك كانت روسيا تؤكد أن أسلحتها ستفعل فقط في حال الشعور بتهديد وجودي، اي ان امريكا فعلتها، لأن التاريخ يقول ذلك، فأمريكا هي الوحيدة التي استخدمته، وبدلاً من معاقبتها، مكنّاها لأمريكا أن تتحكم بكل العالم، وهذا هو جزاؤنا، لأننا اخترنا منذ البداية طريق العنف وزيادة العنف والكراهية، كما هو حاصل الآن.
هنا لو كان بوتين مجرم، وان صدقت نبوة امريكا، المستندة على قواعد امريكا وضعته بذاتها، فهو سوف يستخدم النووي في حال تعرض وجوده للخطر، وهكذا تصبح أمريكا ذاتها مروجة لقصة تقول أني سأقودها للنهاية التي تقول بان ينتهي الوجود الروسي، اذاً أمريكا تأخذ بوتين لنقطة يمكن ان تؤدي الى هدم وجودي للروس الذي بعده سوف يستخدم بوتين النووي.
اذاً اضحى الفرق هنا بين أمريكا و روسيا، أن بوتين يتكلم بصدق، و بينما أمريكا فقط تكذب، و الا ما هو المغزى من امتلاك السلاح النووي اذا كانت أمريكا لن تستخدمها في الأساس، و هناك حقيقة تقول أن الوحيد الذي استخدمها فعلياً، اذاً لماذا نصدق أمريكا الآن؟
هذا يعني أننا لو صدقنا بوتين أو صدقنا امريكا فنحن باتجاه مباشر نحو النووي، اذا يجب أن نطلع على رواية أخرى، تعالوا اذاً نسأل التاريخ.
التاريخ لا يمكن أن يخدم أمريكا، ولذلك الروس بعثوا بروفيسور في التاريخ في رئاسة الوفد المفاوض، بينما الطرف المفاوض الآخر كان يرأسه زعران، الا شخص واحد كان يبدو عليه مظهر العقلاء، اغتالوه الأوكران فيما بعد، امريكا بعثت بزعرانها وممثليها، الأزعر الممثل زيلينسكي
عندما جلس الأمريكيون على طاولة المفاوضات بانت الفوارق الواضحة حتى شكلياً، عندما جلسوا مع بعض بانت الفوارق جلية، بوتين يحمل معه التاريخ كسلاح، و علماء كممثلين له، بينما أمريكا بعثت بالوناتها الاختبارية، أناس لا يفقهون في الف باء السياسة، اقل طفل عاش في الشرق الأوسط، اسأله بشكل مباشر هل يمكن لأمريكا أن تصدق، سيقول لك ضاحكاً هذا مستحيل، بينما زيلينسكي يعرض وجود شعب و بشرية كاملة للدمار من أجل أحلامه و أهوائه الشخصية المخملية، المفاوضات كانت بين الفكر الإنساني الحقيقي و السخرية التي بتنا محاطين بها من أوهام و على رأسها وسائل التواصل الاجتماعي، الذين انتهكوا أبسط قواعد الديمقراطية و قاموا بحجب الرأي الآخر.
التاريخ والواقع والمستقبل سيقف مع الرواية الروسية، ان كانت رواية خيالية أو حقيقية، ان كانت خيالية فهي تمت بايدي روائيين وعباقرة روس، وان كانت حقيقة فهي كارثة الكوارث، والمعركة منتهية قبل أن تبدأ، هذه الجملة التي سمعتها على لسان أحد المفاوضين الروس، اننا ربحنا ساعة أن قبلت أمريكا التفاوض الحقيقي.
أول مرة أمريكا جلست على طاولة المفاوضات مرغمة كانت عندما روسيا أجبرت أمريكا أن تجلس على طاولة المفاوضات كان في حرب تشرين، واتت وقتها امريكا مقبلة أرجل الروس، والسوفيت هم من أوقفوا الحرب، ودخلنا في حرب الاستنزاف، وكان ذلك باتفاق روسي أمريكي، على استغلال العالم عبر الحروب، وكان الشرق الأوسط هو مشروع الحروب المشترك.
الاتحاد السوفيتي لسبب ما انسحب من الشرق الأوسط، لم يعودون قادرين على على الاستمرار، و هذا أدى الى انهزام السوفيت، ما لم يحسب الروس حسابه، أن بريطانيا أقنعت كل اوربا الغربية بالحكاية الأمريكية التي هي حكاية مخالفة للحكاية الروسية نهائياً، و ذلك أثناء انشغال الروس بالحرب الباردة، و تركيزهم الكبير على الشرق الأوسط، هذه الحكاية الأمريكية اللي خلقت حولها قوانين و قرارات و روتين يستحيل من خلالها ان يصل الشخص العادي إلى هذه الحقائق، و بالتالي في هذه الحالة الشارع سيظل واقفاً مع أمريكا في كل الأحوال، و بنوا كل نظامهم على أساس تبيان الرؤية الشعبوية للأمور، الا نظامها هي و الى حد ما النظام البريطاني، هي مختلفة عن كل الأنظمة الديمقراطية الأخرى في العالم الغربي، اذ احتفظوا بمجلس شيوخ و عقلاء، هذا النظام المعقد الذي عن طريق الخطأ أفرزت شعبوياً و هو ترامب، كما افرزت السوفيت الحالم البروستريكي غورباتشوف، و هنا نفهم لماذا بوتين يكره النظام السوفيتي، ترامب أوضح النظرة الأمريكية الحقيقية التي صحَت الغرب الأوربي.
افتراق الشعب عن الواقع هو السلاح الأهم، وكل شيء بني على هذا الأساس، استغباء البشر، وهذا هو أساس النظام الأمريكي الذي تم تسويقه الينا على أنه يمثل الديمقراطية، هذه الديمقراطية التي نظّر لها الفلاسفة العظماء في الاقتصاد وخاصة كارل ماركس الذي تم دهسه تحت اقدام الحذاء العسكري السوفيتي ومكننة الكذب الأمريكية.
لذلك كل المشاريع الأمريكية تحولت إلى مجرد أوهام مراكمة على أوهام مسبقة، مقابل الواقع الذي نعيشه، نحن البشرية التي تعاني وتمرض وتموت في ظروف قاسية لهدف واحد أن نظل عبيد لسيد البيت الأبيض، بايدن اللي واضح انه يعاني من الزهايمر، مبتسماً ببلاهة وبلادة، ونحنا البشرية كاملة يجب أن تدفع دماء اطفالها من أجل فقط ان يحتفظ سيد البيت الأبيض بهيبته.
البشرية ستختار السلام.
لكن ماذا سيحدث بعدها لا أحد يعلم، هل سترتكب امريكا حماقة النووي الذي أشارت لنا روسيا مرارا وتكرارا، اني سأستخدمه فقط في حال تهديد وجودي لنا، أي تهديد وجودي للروس، اي روسيا سترد و تنهي امريكا عن بكرة ابيها، هل ستقرر امريكا الانتحار، ام تقبل بأنها مريضة، و هذه معاناة لا بد منها، متى ستقبل أمريكا القبول؟ ستقبل فقط عندما تتأكد أنها خسرت كل العالم القديم وتدرك أني حجمها يجب أن لا يزيد عن اساسيات وجودها، يجب ان يأكل الفرد الأمريكي بقدر ما يمكن تقديمه له بناء على اساسيات وجوده، لان الموارد لم تعد تكفي اذا مشينا في طريق الثقافة الاستهلاكية، التي تنصحنا أمريكا فقط في الإمساك بها ولو كان ذلك سيعني بالضرورة افناؤنا.
جغرافيتها وواقعها هي التي ستحكم. هذا الواقع الذي تحاول بريطانيا أكثر من أمريكا ان تزوره
لا أعلم لماذا أرى الصورة هكذا الآن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ظاهرة غريبة.. السماء تمطر أسماكا في #إيران #سوشال_سكاي


.. مع تصاعد الهجمات في البحر الأحمر.. تعرف على أبرز موانيه




.. جنود الاحتلال يحتجزون جثمان شهيد من المنزل المستهدف في طولكر


.. غارة إسرائيلية استهدفت منزلا بمنطقة الصفطاوي شمال غزة




.. قائمة طويلة من لاعبين بلا أندية مع اقتراب فترة الانتقالات ال