الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحياة امل صغير تحمله كل ام حرة

الشرقي لبريز
اعلامي وكاتب مغربي

(Lebriz Ech-cherki)

2022 / 3 / 27
كتابات ساخرة


وأنا في ذلك المكان الموحش بظلامه غابت كل الإجابات، وغابت عني كل المفاهيم ، فاجأني صوت ينبعث من داخلي، يصرخ في لماذا لم تولد قردا، عاد الصمت ليخيم من جديد وأنا أنتظر أن تنهِي الرحلة، لتبدأ رحلة التيه.

بين عتمة الغرفة وبرودتها، وظلمة الليل المسردب، يقترب الرعد من بعيد، يتسرب وميض البرق عبر النوافذ، العاصفة، تظهر والألواح المغبرة، على حين بغتة، انبعث معي طيف شبح، لا اعرف ماذا؟ لا اريد ان اعرف الامر سيان...

صاح في قائلا:

"انت ايها المنكسر المحبط، ماذا لديك؟ الان يقولون انت تافه... لاشيء يعنيك، ولا حلم يسكنك كالجمر، انت خدلت انبياءهم و تمردت على قادتهم.
اعرف انك تهيئت قبل دخولك الغرفة لممارسة طقوس التعبد عل الحب يمنحك سكينة، تحاول ان تسابق خيوط الفجر الزائفة في تعبدك.
انت الان تحاول ان تجوب خبايا الروح باحثا عن الانسان، بعد ان تألمت من صورة شبه انسان، فصار جسدا معروضا في سوق نخاسة الاورو او الدولار".
فجأة صمت عم المكان، لا ادري هل قصيرة اما طويلة، بل لم ادرك كم جثم الصمت على المكان، ثم عاد واسترسل في كلامه.
"انت ايها الذي يساط في نومه ويقظته، الكل يصفك انه لا حول ولا قوة لك، يقولون انك رميت في غياهب النسيان واللاجدوى لقد جئت في زمان:
الشوارع مضاءة، والقلوب مطفأة.
الاجساد مزينة، والارواح عارية.
الافواه تبتسم، و القلوب حزينة.
انت وحيد في عريك حين تجوب في ذكرتك الندية، رسمت طيفا لانسان فضل التخلي عن انسانيته وعرض جسده في اسواق النخاسة.
اه ايها الانسان، لم تقل اي اين وصل تيهك، ورحلة بحتك...؟
هل اتعبك التجوال بين اغوار الذاكرة!؟
اسمح لي قليلا، فالحكاية لها نهاية، و الهاوية لها قعرا، و الحكاية ليست هي، فالحرة تموت جوعا و لا تعيش من جسدها.
الحياة امل صغير تحمله كل ام حرة، لا تطلب منهم الرحمة، ولا تستجدي عطفا، فليمنحوا صدقاتهم للمتسولين".

انتفضت في وجهه صرخت بعد ان تملكني الغضب:

"أنا لست محبطا و لا منكسرا، كما لا أعتبر لصاً أو قاطع طريق، لي مشكلة، ومشكلتي ، دون كلمات كبيرة، يقولون أحلام؟ مراهقة؟ حرمان؟ يمكن أن يقولوا أي شيء، ما أحسه، حباً حقيقياً، اذا تذكّرت أرتعش، أحزن، تدوي في رأسي أفكار لا حصر لها. وبعض الأحيان تجتاحني رغبة للبكاء.
الألم يعتصر قلبي، ليس هذا جديدا بالنسبة للحياة التي أعيشها، لكن الأمر ، في لحظات معينة، يبلغ حداً لا أستطيع احتماله ومادام الأمر هكذا ، فأن الكلمات تكون وسيلة لإنقاذي".

ش ل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا