الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احياء الذكرى الستين لعيد النصر

عزالدين معزة
كاتب

(Maza Azzeddine)

2022 / 3 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


يعتبر التاسع عشر من مارس 1962 علامة فارقة للتحرر من الاستعمار الاستيطاني الفرنسي الذي على الجزائر طيلة 132 سنة وانتصارا للثورة الجزائرية التي استمرت لأكثر من سبع سنوات.
أحيت الجزائر يوم الجمعة 19 مارس 2022 الذكرى الستين لتوقيع اتفاقية ايفيان، وعبر السيد عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية، بقوله، أن "جرائم الاستعمار" الفرنسي في الجزائر لن تسقط بالتقادم، داعياً إلى "معالجة منصفة" لملف الذاكرة، كما جاء في رسالة نشرتها الرئاسة بمناسبة الذكرى الستين لتوقيع اتفاقيات إيفيان التي مهدت لاستقلال الجزائر.
وجاء في الرسالة التي نُشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام الحكومية "أَشرقت في سماء الجزائر المجاهدة في ذلك اليوم تَباشيرُ النَّصر واستمد منها الشعب الجزائري القوة والعزيمةَ، لمجابهة آثار دمار واسِع مَهُول، وخَرابٍ شَامِلٍ فَظِيعْ، يَشْهد على جرائمِ الاستعمارِ البشعةِ التي لن يَطالَها النسيان، ولن تسقطَ بالتقادم".
وأضاف تبون في رسالته بمناسبة "عيد النصر" أنه "لا مناص من المعالجة المسؤولة المُنصفة والنزيهة لملف الذاكرة والتاريخ في أَجواء المصارحة والثقة".
وذكّر بمطلب بلاده "استرجاعِ الأرشيف، واستجلاءِ مصير الـمفقودين أثناء حرب التحرير الـمجيدة، وتعويضِ ضحايا التجارب النووية" التي بدأت في 1960 واستمرت حتى 1966، أي أربع سنوات بعد استرجاع السيادة الوطنية
ووقّعت الحكومة الفرنسية والحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في 18 آذار/مارس 1962، على اتفاقيات إيفيان (منطقة في وسط شرق فرنسا) التي نصّت على وقف إطلاق النار في منتصف نهار اليوم التالي.
وفي الضفة الأخرى من البحر المتوسط، أحيت فرنسا يوم السبت 19 آذار/مارس 2022االذكرى الستين لاتفاقيات إيفيان التي تم توقيعها في 18 مارس/آذار 1962 بين وفد من الحكومة الفرنسية وممثلين عن "جبهة التحرير الوطني" ووقف إطلاق النار الذي دخلت حيز التنفيذ غداتها، وأوقفت ثورة الشعب الجزائري لتعبد الطريق أمام استقلال البلاد. ونظم الإليزيه حفلا رسميا حضره نحو 200 شخصية من مختلف أطراف الذاكرة بين البلدين، ألقوا كلمة بالمناسبة تبعها خطاب للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي وعد خلاله باستكمال "مسار الاعتراف" بحقيقة ما جرى في الثورة الجزائرية.
وبعد ستين عاما، ما زال التاسع عشر من آذار/مارس 1962 يوم دخول وقف إطلاق النار الموقع قبل يوم بين الجيش الفرنسي والاستقلاليين الجزائريين حيز التنفيذ، موضع جدل في فرنسا.
وقد كرسه قانون صدر في 2012 "يوما وطنيا للذكرى والتأمل في ذكرى الضحايا المدنيين والعسكريين للحرب الجزائرية والقتال في تونس والمغرب".
لكن العائدين إلى فرنسا يعتقدون أن اتفاقيات إيفيان لا تمثل نهاية الحرب الجزائرية التي بدأت في 1954، بسبب العنف الذي استمر حتى استقلال الجزائر في الخامس من تموز/يوليو 1962 وانتهى برحيل مئات الآلاف منهم إلى فرنسا.
ويؤيد هذا الموقف عدد من مرشحي اليمين واليمين القومي. فقد تعهدت فاليري بيكريس مرشحة حزب الجمهوريين، بإيجاد "تاريخ آخر" غير التاسع عشر من آذار/مارس لإحياء ذكرى انتهاء هذه الحرب.
وأشارت المرشحة اليمينية المتطرفة مارين لوبان إلى أنها تعترض "منذ فترة طويلة" على 19 آذار/مارس لأن "عشرات الآلاف من الحركيين قُتلوا بوحشية" بعد ذلك التاريخ، في إشارة إلى المقاتلين في صفوف الجيش الفرنسي.
وفي مواجهة هذا الجدل، تقدم الرئاسة إحياء ذكرى 19 آذار/مارس على أنه "خطوة" على طريق الذاكرة "لكنها ليست النهاية".
ويهدف إحياء هذه الذكرى إلى تحقيق "مصالحة" وإرساء "تهدئة" على غرار المناسبات السابقة التي تم تنظيمها منذ بداية السنوات الخمس حول الثورة الجزائرية.
وذكر الإليزيه بأن ماكرون سعى من خلال سلسلة من المبادرات إلى إرساء "مصالحة بين فرنسا والجزائر" وكذلك بين "الذاكرات المجزأة" في فرنسا.
لكن الجزائر التي تطالب فرنسا باعتذار رسمي عن الاستعمار لم تتابع هذا العمل المتعلق بالذاكرة. إلا أن الإليزيه قال "إنها يد ممدودة وستظل ممدودة".
وأوضحت الرئاسة أن المسألة في المجتمع الفرنسي هي "تكوين ذاكرة مشتركة ومشتركة وسلمية على الأمد الطويل".
ايجابيات وعيوب اتفاقية ايفيان " باختصار "
أن اتفاقيات “إيفيان” استطاعت أن تنهي مرحلة الاستعمار الاستيطاني الفرنسي بعد مسار هام من الكفاح المسلح، وبالتالي أفرزت مرحلة جديدة التي تعد ميزة أساسية في هذه الاتفاقية بالرغم من الآراء المتعددة بين من يراها بأنها حققت نصرا لأنها تضمنت أهم ما جاء في مواثيق الثورة التحريرية المظفرة، ومن يراها بداية مرحلة جديدة استطاعت أن تتخلص من المستعمر.
الجزائر كانت في مركز قوة وفرنسا في مركز ضعف ورغم محاولة المعمرين الاستنجاد بسياسة الجنرال ديغول التي مرت بثلاث مراحل من أجل إجهاض الثورة، خاصة حينما حشد لها أكثر من مليون جندي، إلا أن ذلك كان مؤشرا على فشل هذه القوات العسكرية إلا أنه بعد عام أعلن واعترف بتقرير المصير للشعب الجزائري.
توقيف القتال، “اتفاقيات ايفيان” تعد نتيجة منطقية للكفاح المسلح والمعاناة والتضحيات التي قدمها الشعب الجزائري طوال سبع سنوات ونصف من الثورة التحريرية، إذ أن مقاومة هذا الشعب هي التي دفعت فرنسا إلى القيام بتنازلات تدريجية، إضافة إلى تراجعها عن جملة من مواقفها الأولية المتمثلة في مطالبة الشعب وممثله الشرعي “جبهة التحرير الوطني” برفع الراية البيضاء والاعتراف بالهزيمة.
انتصار الثورة الجزائرية على اقوى قوة استعمارية في التاريخ المعاصر
تحقيق اهداف بيان اول نوفمبر " الوحدة الترابية للجزائر "واستقلال الجزائر.
سلبياتها
السماح لفرنسا بممارسة تجاربها النووية والكيماوية في الجزائر
عدم صياغة بنود اتفاقية ايفيان باللغة العربية وهذا لم يحدث الا في الجزائر
تمت الموافقة على استخدام اللغة الفرنسية في الجريدة الرسمية ثم بعد سنة تستخدم العربية
تم العفو الشامل عن بعض الفرنسيين والجزائريين الذين تعاونوا مع الاستعمار مما ادى الى تقلدهم بعض المناصب الكبيرة " تجاوزا للقانون الدولي واتفاقية جنيف 1948 " التي تنص على محاكمة ومتابعة مجرمي الحرب والجرائم ضد الانسانية " والتي وقعت عليها فرنسا "
لم تطالب الجزائر فرنسا بالتعويضات منها ديون القمح والاموال التي هربتها من خزينة الدولة الجزائرية بعد سقوط حكومة الداي حسين والتي تقدر اليوم حسب الخبراء بحوالي 10 ملايير دولارومنهم من قدرها بأكثر من ذلك، وما تلاها من نهب لثروات الجزائر الباطنية والسطحية، وتجويع وتجهيل الشعب الجزائري طيلة مدة الاستعمار، مع محاولات إبادته كما فعل الانجلوساسكون في القارة الامريكية الذين أبادوا أكثر من 20 مليون من السكان الأصليين لأمريكا الشمالية.
اقتصرت المفاوضات فقط على سنوات الثورة التحريرية وكأن ما قبلها من سنوات لم تكن الجزائر تحت الاستعمار الفرنسي
كانت فرنسا في تلك الفترة في أضعف مراحلها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والديبلوماسية هل كان الوفد الجزائري المفاوض يدرك ذلك ؟؟
هل كان الوفد الجزائري يجهل القانون الدولي حينما وافق على " عفا الله عما سلف " متجاوزا بذلك القانون الدولي الذي ينص صراحة على ان الجرائم المرتكبة ضد الانسانية لا تزول بالتقادم، وهل كان يجهل كذلك محمكمة نورنبورغ؟ بل ومعاقبة فرنسا نفسها على الفرنسيين الذين تعاونوا مع حكومة فيشي والحكم بالإعدام رميا بالرصاص على رئيس الحكومة الفرنسية " بيير لافال " الذي تعاون مع المانيا،
رفضت قيادة الاركان الجزائرية التوقيع على اتفاقية ايفيان، بينما وافق عليها المجلس الوطني للثورة الجزائرية.
فرحات عباس وقع عليها مع ملاحظة " كان من اللازم أن يطلب الوفد الجزائري أكثر بكثير بهذا لأن الثورة فرشت لهم الطريق بالبساط الأخضر "
جـــــرائـــــم الـــــدولـــة الــــفــــرنـــــســـيـــــــة في ألـــــــــجــــزائر طيلة 132 سنة لا تسقط بالتقادم ولا يمكن بأي حال من الاحوال ان تلغيها اتفاقية ايفيان وتنازل الوفد الجزائري المفاوض عنها، الاستعمار كله جرائم ضد الإنسانية.
لا يزال التساؤل قائما عن أسباب قصور الجهد الجزائري في المحافظة على ذاكرة الثورة. ولعل جزءا من الجواب يكمن في عقدة الخوف من الثورة أو الخوف عليها. فهي محكمة تدين الخونة ولا تسمح بأن يمتلكها من يحاولون تزعمها واستغلالها. والواقع أن من أسباب قصور التوثيق في حق الثورة الجزائرية ما يعود إلى طبيعة النظام السياسي الجزائري الذي ارتبطت شرعيته بالثورة؛ فآثر احتكارها وتنصيب ّ نفسه المتحدث الحصري باسمها، وفضل تقديم أحداثها من خلال رؤية انتقائية تتجاهل منظور المعارضين والمراجعين. ومن هذه الأسباب ما يرجع إلى سلوك فردي، جعل الكثيرين يتحفظون على نشر وثائق الثورة خوفا من إدانتهم؛ فنظر إليها بعضهم على أنها مكسب شخصي يجب المحافظة عليه، لأنه بالنسبة إليهم مصدر مكاسب وامتيازات. في حين انشغل الطموحون الساعون للمناصب وخدمة النظام بالعمل السياسي ومتطلبات الوظيفة،
وفي الخلاصة تمثل الثورة الجزائرية ظاهرة تاريخية فريدة ومعقدة، على من يريد الكتابة عنها امتلاك القدرة على التحليل والمقارنة والاستنتاج، والالتزام بشروط البحث والموضوعية التي الاعتبارات الذاتية والمواقف السياسية والميول الايديولوجية. ذلك أن المطلوب في دراسة الثورة الجزائرية والتوثيق لها هو تحريرها من احتكار الافراد، واستبداد الانظمة، وظلم الخصوم؛ حتى تحافظ على طابعها التحرري وبعدها الإنساني.

المجد والخلود لشهدائنا الابرار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - القرصان أكلة شعبية سعودية بطريقة الإيطالية مع قمر


.. صنّاع الشهرة - لا وجود للمؤثرين بعد الآن.. ما القصة؟ ?? | ال




.. ليبيا: لماذا استقال المبعوث الأممي باتيلي من منصبه؟


.. موريتانيا: ما مضمون رسالة رئيس المجلس العسكري المالي بعد الت




.. تساؤلات بشأن تداعيات التصعيد الإسرائيلي الإيراني على مسار ال