الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف اصبح الدولار مقياسا للاقتصاد العالمي ؟

عبد الهادي الشاوي

2022 / 3 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


عند اقتراب الحرب العالمية الثانية ( 1939 – 1945 ) لوضع اوزارها , تم عقد اتفاقية برتون وودز ( 1941 ) بفكرة امريكية ليكون الدولار مقياسا للاقتصاد العالمي بدلا من الذهب الذي هو الغطاء الذي يحمي العملة او ما يسمى بالغطاء الذهبي للعملة النقدية . فقد تعهدت الولايات المتحدة الأمريكية التي هي الدولة الوحيدة التي لم تتضرر من الحربين العالميتين الاولى والثانية , فابتكرت تلك اللعبة للسيطرة على اقتصادات الدول الاخرى , فكانت اتفاقية برتون وودز التي نصت على ان كل من يسلم امريكا 35 دولارا يستلم اونسة ( اوقية ) ذهب . وعندما اكتسب الدولار ثقة دولية وحصل على الاطمئنان الدولي على اعتبار ان له غطاء ذهبيا يحميه فقامت الدول التي تملك الذهب بجمع اكبر قدر من الدولارات في خزائنها على امل تحويل قيمتها الى الذهب في اي وقت تشاء , وقد استمر الوضع على هذا الحال زمنا طويلا واستحوذت الولايات المتحدة الأمريكية على كميات كبيرة من الذهب ..
وفي سبعينيات القرن الماضي فاجأ الرئيس الأمريكي نيكسون العالم بإعلانه ان الولايات المتحدة لن تسلم حاملي الدولار ما يقابله من الذهب , وهنا اكتشف العالم ان الولايات المتحدة الأمريكية كانت تطبع بعيدا عن وجود غطاء من الذهب , وانها اشترت ثروات العالم والشعوب بحفنة من الاوراق الخضراء بدون غطاء ذهب لها . وهذا يعني ان الدولارات ببساطة عبارة عن اوراق يتم طبعها في الماكنة الامريكية تحدد قيمة الورقة بالرقم المطبوع عليها فقط . فمثلا ورقة 1 دولار او 6 دولار او 55 دولار , بينما الاوراق الثلاثة المشار اليها يحملن نفس الكلفة والقيمة المتمثلة بكلفة الورق والمواد المستخدمة في طباعتها , والاختلاف فقط بالرقم المطبوع على كل ورقة .
كما اعلن نيكسون ان الدولار سيعوم اي ينزل في السوق وتحت المضاربة او يخضع للعرض والطلب يكون الدولار قويا من قوة وسمعة امريكا وقوة اقتصادها فلا تتمكن اية دولة على الاعتراض او اعلان رفض هذا النظام النقدي الجديد . وهذا يعني حينها ان كل ما خزنته هذه الدول من مليارات الدولارات في بنوكها سيصبح ورق بدون قيمة نقدية , وهذه اكبر كارثة مما اعلنه نيكسون وقد سميت صدمة نيكسون( Nixon Shock ) . كما صرح نيكسون بقوله (( يجب ان نلعب اللعبة كما وضعناها ويجب ان يلعبوها كما وضعناها )).ولا زال هذا النظام قائما حتى اليوم . امريكا تطبع ما تشاء من الورق وتشتري بضائع وسلع من جميع الشعوب لذلك اصبحت قناعة لدى الجميع بأن امريكا تسرق ثروات العالم . ان امريكا كانت ولا زالت عدوة الشعوب , واخيرا وليس آخرا لعبة امريكا بالحرب اكبر توصية التي هزت العالم وقضت على الملايين من البشر بجراثيم كورونا البيولوجية .متى تصحو الشعوب وتنتبه لأساليب الامبريالية وابعادهما عن غطرستها وتسلطها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأول مرة منذ 7 عقود، فيتنام تدعو فرنسا للمشاركة في إحياء ذكر


.. غزيون عالقون في الضفة الغربية • فرانس 24 / FRANCE 24




.. اتحاد القبائل العربية في مصر: شعاره على علم الجمهورية في ساب


.. فرنسا تستعيد أخيرا الرقم القياسي العالمي لأطول خبز باغيت




.. الساحل السوداني.. والأطماع الإيرانية | #التاسعة