الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الركابي وتكتله النيابي على خطى رائد فهمي

سعد السعيدي

2022 / 3 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


قبل اربع سنوات قام رائد فهمي سكرتير مجموعته من الحزب الشيوعي بالاعلان عن تشكيل تحالف انتخابي مع مقتدى الصدر اطلق عليه اسم سائرون نحو الاصلاح. وقد تميز هذا التحالف عدا عن السرعة والاشكالات التي رافقت تشكيله بغياب البرنامج الانتخابي. وقد نشرت جريدة حزب السكرتير هذا البرنامج لاحقا بشكل برنامج عمل فقط بعد الاعلان عن ذلك التحالف. هذا النشر المتأخر كان مثيرا للانتباه لان البرامج الانتخابية يعلن عنها مقدما للاعلام عن الافكار التي تبنى عليها التحالفات السياسية، لا العكس. وفي هذه الحالة يكون الاعلان عن البرنامج بعد التحالف هو مجرد ضحك على الذقون خصوصا مع عدم قيام حليفه الصدر بالاعلان عن اصطفافه مع ذلك البرنامج. يعرف الجميع ما جرى لاحقا من احداث ادت بعدها الى نهاية هذا التحالف.

هذه الايام نرى تكرارا لما جرى في السابق لكن مع لاعبين جدد. إذ قام هؤلاء اللاعبون المتجمعون في تكتل بقيادة النائب علاء الركابي بطرح شروطهم في الاعلام تحت انظار تحالف الصدر المسمى هذه المرة بالثلاثي للانضمام اليه. وكان الركابي يروم الاستفادة من حاجة الصدر وتحالفه الوصول الى الاصوات النيابية اللازمة لتمرير مرشحه لرئاسة الجمهورية. وكان من الواضح بان مفاوضات الانضمام هذه كانت قائمة بين هذين الطرفين منذ وقت ما قبل لحظة الاعلان عن تلك الشروط.

ما نريد معرفته هو هل ان الصدر قد اصبح في موضع ثقة اكبر مما كان قبل اربع سنوات عندما تلاعب بمجموعة رائد فهمي لدى اول تطبيق وكان عند تعديل قانون انتخابات سانت ليغو وقتها ؟ إذ اننا نرى بان الركابي لدى طرحه لشروطه في الاعلام، ومن ثمّ نشره لوثيقة تواقيع اعضاء التحالف الثلاثي عليها، لم يؤكد في اي وقت لنا ولا لناخبيه عن مدى التزام الصدر وتحالفه الانتخابي بها. وذلك اعتمادا على ما جرى في السابق مع مجموعة رائد فهمي. فليس معروفا عن الصدر ولا المتحالفين معه خصوصا التزامهم بما يوقعون عليه.

نحاول الا نرى في ما اقدم عليه الركابي مغامرة لدى منحه مقاعده لتحالف الصدريين. فالصدر وتياره الذي يعشعش فيه الفاسدين والارهابيين بشكل دائم غير جديرين بالثقة اصلا. ونفس الكلام يقال بحق باقي اطراف تحالفه الثلاثي. فكيف يمكن الثقة بشلة ارهابيين وعملاء تطبيع وقتلة ولصوص مال عام ومعتدين على المتظاهرين ؟ كذلك فإن نشر وثيقة التوقيع على اتفاقية سياسية لا يعني شيء في ظل تفاوت موازين القوى الهائل داخل هذا التحالف. إذ ان لدى اكثر من طرف فيه ميليشيا مسلحة غير شرعية. والصدريين خصوصا لم يعلنوا عن تراجعهم عن استخدام ميليشياتهم ضد مناوئيهم. قبل هذه المغامرة كان الركابي قد منح صوته لانتخاب الحلبوسي رئيسا للمجلس والذي لا نعرف للحظة مقابل ماذا قد جرى الاتفاق. ولاننا لا نثق بتحالفات الصدر فإن وارد الانقلاب قائم في اية لحظة كون اطراف التحالف كلهم هم من مدمني التجاوز على الحريات العامة والخاصة المتضمنة في الدستور. وجميعهم بلا استثناء هم ممن ساهم في قمع المنتفضين. ويتذكر الجميع الصورة التي نشرت للحلبوسي وهو جالس مع آخرين في غرفة قمع تظاهرات تشرين. كل هؤلاء هم ممن ساهم في ايصال البلد الى ما هو عليه الآن من ترد وتراجع. لقد كان على الجمهور الذي صوت للركابي تدقيق امر مرشحه اولا قبل ايصاله الى مجلس النواب. ونذكر بالصورة التي بدا فيها الركابي مع احد الشيوخ وهو يتظاهر بالحزن العميق. تقاعس هذا الجمهور عن القيام بهذا التدقيق يشير الى سذاجة يبدو انها متجذرة لم يفلح كل ما مر به وخبره خلال كل هذه السنوات من اقتلاعها. وكنا قد قلنا في مقالة سابقة حول البرامج الانتخابية بان تاريخ المرشح هو ما يحدد مصداقية برنامجه الانتخابي. وهو من الواضح انه مما لم يرد الانتباه اليه.

اننا لسنا راضين عن اداء نواب تشرين. فهم يتصرفون وكأنهم ما زالوا ناشطين من خارج مجلس النواب. إذ لم نعرف من خلال صمتهم خلال الشهور الماضية إن كانوا في حالة خمول ام منهمكين في امر ما. فقد كنا نتوقع منهم ان يكونوا على بينة مما يجري حواليهم مثل المفاوضات مع الصدر مع الحرص على اعلامنا. بدلا من هذا فقد تركنا جميعا في الظلام. كذلك فالنتائج التي نراها لا تبشر بامل تحقيق ما كانوا يعلنون عنه. لذلك فنحن ننتظر رؤية حصول تراجع للركابي عما اتفق به مع تحالف الصدريين. فالثمن الذي دفعه في تصرفه المنفرد لا يتلائم مع تضحيات شهداء تشرين. وكان في هذا الثمن تنازلات كثيرة للاكراد بعضها يثير التساؤلات مثل امر المحروقات ورواتب البيشمركة، كلها تحت عنوان شهداء تشرين. بنفس الوقت ننتظر رؤية تنظيم نواب تشرين انفسهم تحت عنوان واحد مع آلية عمل متفق عليها بعيدا عن الانانية والتفرد. بموازاة هذا ننتظر اعلانهم عن برنامج عمل واضح يمكن استخدامه كاساس لمن يريد التحالف معهم. إذ لم نرى اي من هذا خلال الشهور الماضية التي اعلنوا فيها عن سعيهم للتوحد. إذ تركنا هنا ايضا في العتمة والظلام. وهذا إن ارادوا ان يكونوا بدل التشرذم الحالي بيضة قبان حقيقية ذات وزن وتأثير. للعلم فان استحواذهم على اعداد المقاعد الحالية في مجلس النواب هو ما ادى الى دخول الاحزاب المتنفذة في ازمتهم الحالية. لذلك فيجب عدم التفريط بهذا المنجز في التباعد والتشرذم. ايضا نتوقع منهم ايرادهم في البرنامج امر تنظيف مجلس النواب من القاذورات العالقة به من المجرمين والفاسدين ممن تسلل اليه في كل الانتخابات السابقة وممن لم يفز اصلا في الاخيرة.

نقطة اخيرة في هذه العجالة. قد لاحظنا في ما يتعلق ببند شهداء تشرين ان البعض من نواب تشرين وكأنهم يحاولون الالهاء والاكتفاء بامر الشهداء انفسهم بدلا من التركيز على الاهداف التي سقط هؤلاء لاجلها. وهو ما نراه محاولة للانحراف عن اهداف الانتفاضة. ونرجو ان نكون مخطئين في تصورنا هذا. لذلك ننتظر ايضا رؤية تصحيح خطاب ما يراد تحقيقه في مجلس النواب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي


.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في قطاع غزة


.. الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته على مخيمات وسط غزة ويستهدف مبنى




.. اعتداء عنيف من الشرطة الأمريكية على طالب متضامن مع غزة بجامع