الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب في اوكرانيا . . و منطقتنا .1.

مهند البراك

2022 / 3 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


اندلعت الحرب في اوكرانيا اثر استمرار و تصعيد الحكومة الاوكرانية لسياستها العنصرية ضد الروس في اقليم الدونباس، التي راح ضحيتها طيلة ثماني سنوات ماقارب الأثنين و اربعين الفاً من الروس القاطنين هناك، اضافة الى تدمير اجزاء واسعة من مدن الإقليم الذي يقطنه اكثر من خمسة ملايين نسمة . . على حد المصادر الروسية و قنوات البث المعروفة بحيادها بعدة لغات، التي اضافت بان روسيا قد رفعت مرات عديدة بمذكرات الى الامم المتحدة و البيت الابيض الاميركي و الاتحاد الاوربي تطالبهم بالتدخل، و لم تتلقى منهم اي اهتمام . .
و يشير متخصصون بالشؤون الأوكرانية الى ان اوكرانيا الثرية و ذات الصراعات القومية و الدينية و الكنسية و العسكرية و احدى الدول النووية، اضافة الى وجود النزعات العنصرية فيها (التي استغلها هتلر في سنوات الاحتلال النازي) . . قد وقّعت على اتفاقية الاستقلال عن الاتحاد السوفيتي مع جمهورية روسيا الوريث الشرعي للاتحاد عام 1991 بحضور ممثلين عن المانيا و فرنسا على اساس نزع الاسلحة النووية (باعتبار اوكرانيا خزان نووي كبير منذ زمن الاتحاد السوفيتي) و تحديد الطاقة العسكرية لها و ان تكون دولة محايدة يجري الحفاظ على امنها، كما تشير مدوّنات معهد السلام الالماني للامن و السياسة الدولية عام 2017 . .
و لاحظ مراقبون محايدون ان مشاكل الروس و الاوكرانيين استمرت و احدهما يتهم الآخر بالقيام بها ثم تطورت و اتّسعت من الجانب الاوكراني، بدفع و تشجيع من دوائر غربية و اميركية خاصة، دوائر ازدادت نفوذاً بفعل استثمارها اموالاً فلكية هناك، و من الجانب الآخر ازداد قلق الدولة الروسية على امنها من مؤامرات و فتن من الخارج، في خضم دورها المتنامي في الاقتصاد العالمي، و كان ان دعمت تمرد شبه جزيرة القرم و احتلتها و اعلنت الجزيرة عن انفصالها عن اوكرانيا و اجرت انتخابات شعبية اعلنت عن ذلك الانفصال و الانضمام الى الاتحاد الروسي . .
من جهة اخرى أُعلن عن توقيع اتفاقية مينسك 2015 بين روسيا و اوكرانيا بضمان المانيا و فرنسا، الزمت اوكرانيا بالالتزام بالحياد و جرى تثبيت ذلك في الدستور الاوكراني، و الزمتها بنزع الطاقة النووية و تحديد طاقتها العسكرية، و ضمان حقها بالانضمام الى الإتحاد الاوروبي . . و لكن و منذ مجئ الرئيس الاوكراني الحالي زيلينسكي للحكم بدعم غربي، ازدادت المشاكل اثر الدعوة و التحشيد للانضمام الى الناتو و الغاء فقرة التزامها بالحياد، اضافة الى المشاكل التي اشعل غالبيتها المنظمات العنصرية المعادية للروس (بعد رفع معاداتها للهنغار و اليونانيين و البلغار بفعل احتجاجات الاتحاد الاوربي لكونهم رعايا دول عضوة في الاتحاد الاوروبي) و في مقدمة تلك المنظمات (منظمة آزوف) . . التي غضّ النظر عن نشاطاتها زيلينسكي.
و لاحظوا بأن سياسة الولايات المتحدة للهيمنة و الانفراد بالسياسة و الاقتصاد العالمي اخذ يزداد اثر الانهيار المؤسف للاتحاد السوفيتي . . بعد ان عملت على تنفيذ سياسة خبيثة لسرقة و تحطيم روسيا و العمل على تحويلها الى دويلات متصارعة يسهل السيطرة عليها كما اوضح السياسي و الكاتب الروسي المعروف (يفغيني بريماكوف) في كتابه (حقول الغام السياسة)، بتحويل روسيا الثرية الى دولة بائسة اغرقتها الديون . . لولا دعم المملكة العربية السعودية لها بقرض مالي هائل حينها دون فوائد في اواسط التسعينات !!
و مما يجدر ذكره، اهتمام المفكر و وزير الخارجية الاميركي الاسبق (هنري كيسينغر)، بروسيا الرأسمالية الاوليغارشية على النمط الغربي و زارها و تعرّف على ساستها ثم نشر مقالاً لافتاً في الواشنطن بوست عام 2014 بعنوان (تسوية الازمة الاوكرانية تبدأ من النهاية) اثر انفصال القرم عن اوكرانيا و التحاقها بروسيا، شدد فيه على (إذا ما أريد لأوكرانيا البقاء والازدهار، فلا يجب أن تكون في أي جانب ضد الآخر، بل يجب أن تعمل كجسر بينهما ـ بين الشرق و الغرب ـ) (يتبع)

29 /3 /2022 ، مهند البراك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال