الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسرح الذي أتسع إلى صفع وبكاء ويل سميث ، وسخرية وذهولكريس روك …

مروان صباح

2022 / 3 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


/ كانت واضحة الصفعة ، بالطبع ، في دفع الظنون حول أسباب صانعها ، لقد أعادت صفعة الممثل الأمريكي 🇺🇸 ويل سميث للكاتب والمنتج كريس روك 🇺🇸 ذاك السجال العتيق حول مفهوم حضارات الدول ومدى تحضر مجتمعاتها ، ولأن أيضاً ، وهو لا لبس فيه ، لو كانت حادثة الصافع والمصفوع قد حدثت في تجمع أخر من هذا العالم ، ما كان لها أن تأخذ كل هذا الأهتمام والانتشار والاصطفاف بالآراء ، لكن بالطبع ، جغرافيا مثل جغرافية الولايات المتحدة 🇺🇸 ، يبقى الحدث كالعادةً مختلف ، وهذا الاختلاف يتعلق بخصوصية تكوينها الأممي ، وما كان لها أن تتبلور الأمة الأمريكية لو لم تتمتع أمريكا 🇺🇸 برسالة جعلت منها أمة فاعلة بين البشرية ، فالرسالة التى قامت عليها الولايات مجدداً ، تحديداً بعد الحرب الأهلية ، قالت بالحرف ، ( أن كل الناس يتمتعون بالمساواة فى حقهم بالحياة والحرية ، والسعى إلى تحقيق السعادة ) ، وقد يتساءل المرء ، ما هي خصائص الأمة ، نقول باختصار شديد ، عندما إمرأة 👩 تشتغل في وسط المومسات ، وبالرغم من مهنتها المعيبة في نظر 👀 المجتمع وليس في بنود القانون ، قادرة على محاكمة الرئيس السابق ترمب ، أو أيضاً ، عندما يرفض الحزب الديموقراطي ترشيح ابن الرئيس الحالي بايدن للانتخابات الرئاسة ، لأن هناك شبهات تحوم حوله ، إذنً ، تشير☝تلك الواقعتين وغيرهما ، أن أسباب الانتماء الحقيقي وليس الولاء ، هو الذي يصنع أمة كاملة ، وهذا كان قد حصل سابقاً تماماً🤝أثناء المرحلة الأولى التى كون بها المسلمين أمتهم في المدينة المنورة ، فعندما وقف✋ الرسول محمد صل الله عليه وسلم ، وخاطب الجموع التى جاءت تشفع للمخزونية ، قال ( إنما أهلك الذين من قبلكم ، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، وايم الله ، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) ، هنا 👈 المراقب يلاحظ ، أن الرسول لم يساوي فقط بنته الاحب إلى قلبه بالناس ، بل أيضاً جرد نفسه من أي لقب يتقدم على أسمه ، وهذه واقعة واحدة☝فقط من مواقف كثير عبرت عن الحق والعدل ، الذي اشتغل عليه النبي واشتغلت المجموعة الأولى من بعده على زراعتهما ، فلم يجدوا التابعين خياراً آخر سوى المسارعة إلى حصاد بذور أمةً نشرت العدل وانتشرت في المعمورة .

بالطبع ، لا يكفي أن يقف الممثل ويل سميث بعد الصفع ويقول باكياً ، بأن بصفعه الهمجي لا ينتمي لأمة معروفة بحضارتها ، لأن ببساطة ، كان المفترض له أن يقف بشكل حضاري حيث صفع ، ثم يبادر بالتحدث بالمنطق الأضداد المعرفي لأسلوب كريس روك السخيف ، وتوبيخه بالشكل الذي يليق بالمكان ، على الأقل أصحابه يدعون بأن وظيفتهم هي نشر الثقافة وتوعية البشرية ، وأياً كانت نوايا روك الساخرة ، يبقى هناك فارق عميق 🧐 بين الفن الساخر والسخرية التى بنيوتها تُبنى على تقليل من شأن الآخرين ، لأن لم يكن الفن يوماً ما يعتاش على إهانة الآخر ، بل العكس صحيح ، كان ومازال الهدف 🎯 من الفن ، هو رفع من قيمة المجتمعات حتى تتمكن من إفراز ابداعات أخرى وأفضل ، وهنا بدورنا نذكر الطرفين وأيضاً جموع الحاضرين بمقولة الممثل ميل جيبسون الرائعة والتى تقول ، ( لا يمكن لحضارة أن تفنى ما لم تفني نفسها من الداخل أولاً ) ، لهذا سارع سميث بتقديم الاعتذار باكياً ، ثم مبرر صفعه بعذر أقبح من ذنب ، لأن عندما يقول بأنه فعل ذلك لأنه مجنون بحب زوجته جادا ، واللذين كانا لهما السبق في مناوئة ومناوشة كريس قبل سنوات ، عندما انتقدت جادا منظمو حفل🎈 أوسكار ( الأكاديمية ) لتجاهلهم المتعمد للأقليات ، فكان وقتها رد كريس عليها أيضاً بطريقة اسخف ، عندما قال لها ( لا يمكنك مقاطعة حدث لم تتم دعوتك إليه أصلاً ) ، إذنً ، هناك قلوب مشحونة وتبيِّت مسبق كما يقال .

لقد قامت الأمة الإسلامية على إحترام الآخر والأقليات ، بل قد تكون عند البعض هي عنده مجرد مزحة ، لكنها بالفعل قامت على لفت نظر بسيط ، ذات مرة لفت الرسول محمد انتباه زوجته عائشة ، وهي بنفسها راوية الحديث ، عندما قالت كلمة بحق زوجته صفية ، الحديث 🗣 👈 ( قالت عائشة للرسول ، حسبك من صفية كذا وكذا ، قال بعض الرواة / تعني أنها قصيرة ، فقال ، / لقد قلتِ كلمة لو مُزجت بماء البحر لمزجتهُ ) ، إذنً ، وظيفة الفنون ، هو غرس الإبداعي من أجل 🙌 أن ينبت مجتمعاً خلوقاً وليس حجراً ، وبالتالي أبداً ، الفن الساخر لا يقوم على مظهر الإنسان الخارجي ، أي إن كان قصيراً أو بدّيّناً أو حتى نحيفاً أو حوّل العرق أو الجنس أو الهوية أو الإعاقة الجسدية أو العقلية ، فكل ذلك وغيره ، لا يعد فناً ، بل هو تنمراً صريحاً لا ينتمي إلى مجتمع يسعى للأممية ، بل هذه السلوكيات عرفت ظواهرها بين المناطق الكثيفة بالسكان وأقرب إلى العشوائيات ، كانت هذه المناطق قد استولدت فناً ساخراً 🤣 خاصاً ، هو السُخّر من النفس ، أي الفن المنولوجي الساخر ، فهو مقبولاً بالطبع مع جملة تحفظات علمية ، لكنه في المقابل أيضاً مرفوضاً عندما يقع على الآخر ، لهذا قد تكون دموع روك أيضاً انهمرت دون أن يراها أحد ، لقد انهمرت في المرة الأولى عندما تلقى صفعة أمام العالم أجمع ، وليس فقط داخل اجتماع أوسكار ، والأخرى ، عندما أكتشف أن السخرية من جادا لم تكن في إطار عائلي ، وهذا أيضاً سلوكاً خاطئاً 😑 ، لأن هناك 👈 كثير من الناس يعتقدون🤔 هكذا ، أن ما هو غير مسموح 🚫 خارج دوائر الأقرباء ، فهو متاح بينهم ، بل هو أعتقاداً قاصراً ، لأن السخرية بين العائلة ليست سوى بروفة من أجل 🙌 محاكاة العالم الخارجي ، وبالتالي ، وهو أمر عليه إجماع ، لا أحد يطيق السخرية منه من شخص أخر ، أياً كانت قرابة الشخص ، وعلى الرغم أن الساخر على يقين أنه بالتنكيت هو يمس كرامة الآخر ، إلا أن هناك 👈 من يتجاسر على الانتقاص من الآخرين ، وعادةً هذه العلاقات تدمر حتى لو كانوا الأقرباء ذو صلة وطيدة ، لأن باختصار وبصراحة ، لا يلتفت للشكل إلا من هم فارغين فكرياً ،وليس لديهم أي ميزة سوى السخرية على شيء لا يقاس بالمعرفة ، أي أنهم مجردون مِّن الكفاءة ، لهذا ، الفاشلون وحدهم يلجأون إلى هذا السلوك ، لأنهم يتوارون خلفه ليغطوا عدميتهم وفراغ صندوقهم من الكفاءة .

وحتى لا تبدو 🙄 الشروحات مثل هذه خارج السجال الدائر ، وهنا 👈نشير بأن لغة الوجه عادةً تخدم طرائق الساخر في الوصول للمسخور به ، وهذا يطلق عليه في المجتمع الياباني 🇯🇵 بحركات الإيموجية ، فكريس روك عندما كان يتحدث عن جادا ، تقصد إظهار تهكمه بها من خلال حركات وجهه ، لم يكن الوجه على الإطلاق يشير☝عن سخرية🤣 فقط ، بقدر أنه كما يبدو 🙄 أراد من ذلك هز الذنب للأكاديمية ( أوسكار) ، وعلى طريقة القائل لحاكم مصر حينها ، ( مازُلزلت مصر من كيدٍ أريد بها / لكنها رقصت💃🕺🏼 من عدلكم طرباً ) يومها كان الزمن الذي تجدد به التطبيل الحديث ، وعلى هذا النحو ، أعتقد 🤔 الساخر روك ، بأن بهذه النكشة ، أي نكشة الرأس ، سيسدد حساب الأكاديمية عندما انتقدتها جادا يوماً ما ، وهاهو فعلاً 😟 قد هاجمها بقناع الساخر المنتقم .

المفارقة ، وهو أمر محزن 😭 ومشفق معاً ، لأن الحضور على الأغلب من الفئة الإبداعية والمثقفة ، لكن كانت ضحكاتهم تملىء المكان عندما سخر كريس من جادا ، لم يبادروا بأصواتهم التى كانت من المفترض أن تشير☝ عن انزعاجهم ، أو لم يقف أي عضو من الأعضاء المشاركين في الأمسية ، لكي يقول لكريس توقف 🛑 عند حدك ، ويذكره أيضاً ، أن هذه ليست سخرية 🤣 وهذا ليس بفن ، بل كلامه قد قلل من شأن جادا ، وهي واحد☝من هذه العائلة ، وهذا الصنع لا يصح ولا يليق بالمكان ، بالفعل ، لقد مس كريس شيء قد تخجل منه جادا ، وهو خط أحمر⁉ ، لكنه للأسف لم يغضب الحاضرين ، بل لم يكونوا محايدين ، لأن ضحكاتهم انهمرت تماماً👌 كما انهمرت دموع 😭 الزوج على زوجته .

أعتقد 🤔 أن الفارق الأخلاقي بين السخرية التى تتقصد إهانة الناس والسخرية التى تتطلع إلى رفع عن الآخرين هموم الحياة وتشكل لهم نوع من الأفكار المضادة للضغوطات السياسية والاجتماعية والاقتصادية عميقة ولا يحسنها سوى المبدع الحقيقي ، بل صاحبها في ناظري ، هو الجدير بالوقوف فوق خشبة مسرح 🎭 أوسكار ، فهذه الخشبة لا يرضيها سوى شخص يمتلك خيال أسطوري ، يتمتع بقاموس لغوي وأيضاً بملكة الفن الساخر ، بل العالم لا يحتاج إلى نكسات جديدة ، فالبشرية لديها ما يكفيها من الويلات وأخرها أوكرانيا 🇺🇦 ، ولولا بعض التنكيتات هنا 👈 وهناك 👉 ، كانوا الناس ماتوا قهراً ، بل لا أحد يعتقد 🤨 بأن جادا ينقصها فوق مرضها من يرعبها أكثر ، أو البشرية بحاجة إلى إحتياطات إضافية من الرعب ، كما صنع ويل سميث ، لأنها مازالت مرعوبة من عدم توفير الطاقة وهي منخرطة في تخزين إحتياطات النفط والغاز ⛽ ، إذنً ، هناك 👈 أمام الساخر الكثير من الرعبيات التى تكفيه للتفنن على خشبة المسرح الساخر ، دون أن يمس بكرامة شخصاً ما . والسلام 👋 ✍








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الانتخابات الرئاسية الأمريكية: نهاية سباق ضيق


.. احتجاجًا على -التطبيق التعسفي لقواعد اللباس-.. طالبة تتجرد م




.. هذا ما ستفعله إيران قبل تنصيب الرئيس الأميركي القادم | #التا


.. متظاهرون بباريس يحتجون على الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان




.. أبرز ما جاء في الصحف الدولية بشأن التصعيد الإسرائيلي في الشر