الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صلاة عراقيه

رشا فاضل

2006 / 9 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


هي صلاتنا معا …يا من ترفع رصاصك بوجهي ..يامن ينزف دمك من فوهة جرحي ..ياصديقي وحبيبي واخي ..
ياصلاتي وشهقة موتي ...وصرخة ولادتي عند اعتاب بيتك
يا صوت امك..ودمعة امي..
..ونجوم رمضان المضيئه على سمائنا ..وملابس العيد
والعيديه ..يانداء الصلاة
في الجوامع ... في الكنائس ... في الحسينيات ..
هو دعائنا الذي ارتفع يوما في كنيسة العذراء في كرادة مريم ..حيث اوقدت شمعه ..ودعوت بقلق طالبه تصورت (البكلوريا ) وحشا مخيفا لكثرة الحكايا والاساطير التي تروي صعوبتها ودهائها ومزاجيتها في التحكم بالمصائر...
خرجنا يومئذ من الصف بعد درس عنيف من مديرة المدرسه حين صدح صوتها لاستفزاز خوفنا ومثابرتنا حين راتنا نستغل احد الدروس الشاغره ونلعب كرة القدم؟
قالت واذكر قولها بمحبه غامره (ستندمون على كل لحظه اضعتموها في اللعب والعبث )
وكنا نوشك على الندم حقا ..لولا ايماننا بالمستقبل واحلامنا التي تشاكس كلام المديرات دوما
عند (الحانوت المدرسي) ابرمنا اتفاقنا بالدعاء في اقرب مكان الى الله (هكذا فكرنا ) ..، واتجهنا بعد انتهاء الدوام الى اقرب كنيسه حينئذ ..كنيسة( مريم العذراء)التي تلتصق بظهرها مدرسة(مرجعيون) ولموسيقى الاسمين الماطرين شعرنا وكأننا خارج زمن الخوف ..بعيدا عن رائحة الامتحانات ..وزحمة الاسئله...وملاحظات المدرسين الخصوصيين
امام نورانية السيده العذرا جلسنا .. وكل واحده اشعلت شمعة احلامها
دعوت وانا اضم يدي الى صدري (يارب ننجح وادخل كلية اللغات)
قالت صديقتي ( يارب ننجح كلنا ونصبح في كليه واحده )
وقالت الاخرى (يارب تموت المديره )
ضحكنا حتى تنبه البعض الى صوتنا الذي ارتفع فجأة ..وقبل ان نخرج وضع القس في يد كل واحده منا انجيلا ..ولم يسألنا عن دياناتنا على الرغم من حجاب احدى الصديقات
خرجنا من الكنيسه منتشين برائحة الدعاء وصورة امنا العذراء وطفل المغاره الذي مهدته الملائكه ..
اتجهنا مباشرة الى مرقد (السيد ادريس ) ورحنا نعقد الامنيات على نوافذ الدعاء..
صلينا ..معا ..وصديقتنا المسيحيه العراقية الاصل والمنشأ والالمانية الام صلت معنا ايضا وهي ترسم عذاب السيد على صدرها مرتدية الحجاب
احتراما لطقوس المكان ..
وكررنا الدعاء ذاته ...
والاحلام ذاتها ...بنشوة الاستجابه ..والتحليق فوق تلال الامنيات ..
امنياتنا انذاك التي لم يخطر على اوهامنا انها ستتحول نحو قنينة الغاز الشحيحه ..وجليكان البنزين ..وبراميل النفط التي نملأها عنوة في تموز تلافيا لأزمة الشتاء ..!
اكتب اللحظة ويدي ترتجف شوقا لخطواتنا الخائفه ونحن نخرج من صلاتنا الى (مندرين) المطعم الاخضر المجاور لمدرستنا حيث
جلسنا في مكان قصي خوفا من ان ترانا المديره و(الست) ومؤجلين عقاب الامهات الذي ينتظرنا عند اعتاب المنزل ..!
حينها نظر الينا احد الجالسين ورمى بابتسامته على طاولتنا المكتظه بالحقائب والمداليات، انتشينا وكل واحده تتصور ان الابتسامه كانت مرسله لها .. لصدريتها المغبره بالوان التباشير ..بشعرها المظفور بالشرائط البيضاء ..
وحين وصل العصير ليروي عطش طالبات هاربات من سلطة الخوف
قالت احداهن : سيضحك علينا الآن لأن الفم يصبح طويلا وعريضا ومتموجا في الشرب
وحالا استدرنا واعطيناه ظهرنا وبدأ (الشفط) ...والضحك ...وصورة
امهاتنا وقلقهن في زمن لم يكن صالحا للقلق تستعجل شفطنا..
اتسائل الان وانا اخط هذه الذكريات التي التقطها من سطوح الذاكره كما التقط الجواهر النادره ، اين مضى بكن قطار الزمن ؟
هل مازلتن على قيد الحلم والانتظار؟
وهل يضمر لنا الزمن الآتي ( صلاة عراقيه) اخرى في الجوامع والكنائس والمراقد دون ان يستوقفنا الغرباء ويدققون في هويات دمائنا
ويوزعوننا على الاحزاب ويحاسبون انتمائاتنا متجاهلين ومتناسين ان لنا ابا يجمع بددنا ويلم شتاتنا ويوحد الواننا يدعى العراق ..!

العراق / ذات احتلال ما








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟


.. ماكرون يثير الجدل بالحديث عن إرسال قوات إلى أوكرانيا | #غرفة




.. في انتظار الرد على مقترح وقف إطلاق النار.. جهود لتعزيز فرص ا


.. هنية: وفد حماس يتوجه إلى مصر قريبا لاستكمال المباحثات




.. البيت الأبيض يقترح قانونا يجرم وصف إسرائيل بالدولة العنصرية