الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منصب مستشار الرئيس

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2022 / 4 / 1
الادارة و الاقتصاد


هل يحتاج الزعيم الناجح و"التاريخي" الكفؤ والملهم لـ"مستشار" يقدّم له المشورة والنصح والإرشاد؟
لعلها واحدة من أكبر من الشعوذات والزعبرات التي يمكن للمرء أن يسمع بها، وتتناهى لسمعه بالإعلام، هو وجود منصب ما يسمى "مستشار" الرئيس، أو الملك، أو الزعيم، أو ما يقال عن وجود ناطق إعلامي باسمه، وكأنه لا يعرف ولا يجيد الكلام، أو ليس لديه الوقت للتوجه الإعلام، وربما "يكون "قرفاناً"، ومشمئزاً، على الغالب، من التحدث للعوام، وحول جدوى أن يكون هناك مستشار لرئيس، وملك، وزعيم ما، هنا وهناك، ما يعني ضمناـ انتفاء الحاجة للرئيس أو الملك والزعيم، نفسه، طالما أن هذا المستشار، هو من يقوم بأعباء "التفكير" ومن سيقرر ويفرض، ويشور على "الرئيس" ويتصدق عليه، ويجود عليه باستشاراته الفريدة، وحين ترى، أو تسمع ،هناك، في بعض الدول الفاشلة، والساقطة، والمنهارة، والمفلسة، بوجود "مستشار" لرئيس، هذه الدولة، فبالتالي، يجب تحميله، هو واستشاراته الخرندعية، وزر وتبعات، كل هذا الفشل والانهيار والانحطاط والسقوط والإفلاس، ومن ثم، محاكمته بتهمة الخيانة العظمى، هذا في حال وجود قضاء نزيه وعادل، أصلاً، في دول مفلسة ومنهارة وساقطة وفاشلة.
وحقيقة، وللوهلة الأولى، قد يبدو أن هذه الوظيفة والمنصب مهماً وضرورياً في حال كون "الملك" والزعيم، جاهلاً وفاشلاً وغير كفء، وشبه أمي، ويفتقر لأبسط متطلبات اللباقة والحنكة ووغير ملمّ بالبروتوكول، وغير قادر على الكلام، والتحكم بوظائفه البيولوجية كما هو الحال في بعض المجتمعات، لكن الأهم من ذلك كله، من المفترض، أن كل إنسان أو شخص يصل لسدة الرئاسة والقيادة والزعامة، في مكان ما، هو شخص نخبوي، يتمتع بقدرات قيادية وشخصية وإدارية استثنائية، ويكون لديه مشروع و"برنامج" سياسي وسلطوي واجتماعي، واقتصادي، خاص به، يترك بصماته من خلاله على هذا المجتمع، والدولة، وليس بحاجة لمن "يشور" عليه ويوجهه، كما حصل مثلاُ في دولة سبقت وتجاوزت محيطها، وتخطته، كصين "دينغ شياو بينغ" وماليزيا "مهاتير محمد"(بغض النظر عن كونه من رموز التنظيم الدولي)، وإمارات "الشيخ زايد بن نهيان"، الذي كان لكل منهم بصماته النهضوية الواضحة على بلده ومجتمعه ونقلها من عصر إلى عصر آخر ومن مجرة لمجرة أخرى، دون الحاجة لمستشار، ثرثار، علاك تافه، لا يجيد سوى اجترار نفس الكلام، وترديد ذات المفردات، والطنطنة في كل المجالات.
وللعلم، لا بد من، ولا تنتفي الحاجة، أبداً، وفي كثير من الأحيان، لاستشارات وخبرات "تقنية" خاصة بالاقتصاد والمجتمع والسياسة، وحاجة الجميع لها، ولكن ليس لفرد واحد، وإنما لمجموعة ومستشارين "تقنيين" في ذات الفرع والاختصاص المطلوب، كما هو الحال، مثلاً، في منصب مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي، حيث يكون هذا المستشار، و المستشارة، عادة، على رأس مجلس أو مجموعة اختصاصيين تقنيين وخبراء " A Panel" بالاستراتيجيا والسياسة والاستخبارات ونحن هنا لسنا بصدد تقييم، أو الدعاية لـ، والإشادة بهذا المجلس "الخنفشاري"، بالذات، وإنجازاته الخنفشارية، قدر ما هو إيراد وتمثيل وتوضيح لآلية عمل وتفكير تبدو ناضجة وصحيحة، رغم سوء تطبيقها في هذه الحالة، وهي عمل الفريق، والجهد الجماعي الاستشاري الـ Team Work، المعروفة اليوم، في جميع المؤسسات والشركات وحتى الدول الناجحة حول العالم، والتي تتمثل سياسياً بعملية الانتخاب والقرار الديمقراطي "الجماعي"، ومجالس الشيوخ البرلمانات المنتخبة، ومجالس الشعب، واللوردات والكونغرسات والهيئات الاستشارية والـ Think Tanks ومعاهد الدراسات ووو المنتشرة هنا وهناك، والتي تتولى عملية ومهمة "الاستشارة"، والإحاطة بأي قرار من مختلف جوانبه، ما يعني أن مستشاراً واحداً، أو زعيماً، ومهما بدا، ملهماً وقادراً وكفؤاً فهو بحاجة للعمل والجهد والتفكير الجماعي، ومن دون النظر والاعتبار أيضاً، لمَلَكَات، وخبرات، وقدرات، وإمكانيات، هذا المستشار، أو المستشارة، هنا وهناك ومهما أوتي من مواهب وعبقريات، وقد سجل التاريخ خطباً فريدة، وأقوالاً خالدة ومأثورة، وإنجازات عملاقة، لهذا الزعيم أو ذاك، وليس لمستشاره، وناطق باسمه و"هدهده" الإعلامي.
ولا أدري، أحياناً، إن كان تداول، وطرح اسم مستشار هذا الزعيم أو ذاك، وزجه وإقحامه في الشارع، هو فقط لمجرد الترويج له، ومدحه، وتلميعه، أم هو لتحميله وزر وتبعات الإخفاقات والقرارات الخاطئة والكارثية التي تتخذ هنا وهناك، أي أن يكون "مكسر العصا" و "وجه القبح" الذي يمثل قباحات وشناعة ويتحمل أخطاء هذا الرئيس وذاك النظام، الذي عادة ما يكون في الدول الفاشلة والمنهارة، إذ نادراً ما نسمع، لو تتبعنا الأخبار، بوجود "مستشار" لرئيس وزراء في دولة ديمقراطية تعتمد على الانتخابات والقرارات الجماعية في حكم وإدارة البلاد وشؤون العباد....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يكفيكم لونا الشبل
ماجدة منصور ( 2022 / 4 / 1 - 07:40 )
كي تكون مستشارة الرئيس في كل المجالات0
لقد هزلت...في سوريا الأسد0
و كنت أظنها لا تهزل
فإذ بها تهزل و تهزل و تهزل لدرجة الهبل و الإستعباط و الإستجحاش...بلا مؤاخذة0
اللهم لا تجعل كلامي خفيفا عليهم
عشتم و عاشت سوريا الأسد و مستشارته أم عيون جريئة
نراكم
باي

اخر الافلام

.. أردوغان ونتنياهو .. صدام سياسي واقتصادي | #التاسعة


.. تركيا وإسرائيل.. مقاطعة اقتصادية أم أهداف سياسية؟




.. سعر الذهب عيار 21 يسجل 3080 جنيها للجرام


.. الجزائر في المرتبة الثالثة اقتصاديا بأفريقيا.. هل التصنيف يع




.. ما تداعيات قرار وزارة التجارة التركية إيقاف جميع الصادرات وا