الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما الذي تريده الولايات المتحدة الأمريكية من العالم الخارجي؟

محمد قاسم علي
كاتب و رسام

(“syd A. Dilbat”)

2022 / 4 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


إن افضل من أجاب على هذا السؤال هو أستاذ العلوم السياسية ولتر راسل ميد في كتابه العناية الإلهية الخاصة الذي صدر في عام 2001. لخص في خلاصة كتابه سياسة الولايات المتحدة الامريكية الخارجية منذ نشأتها و الى وقتنا الحاضر بأربع كلمات، هذه الكلمات هي الهملتونية، الجيفرسونية، الولسونية و الجاكسونية. كل من هذه الكلمات تنسب الى سياسي أمريكي معروف أثنان منهم هم من اللآباء المؤسسين للولايات المتحدة وهما الكسندر هاملتون و توماس جيفرسون.
الهملتونية التي تمثل توجه الكسندر هاملتون تتبلور بأن التجارة هي المحرك الأساسي للولايات المتحدة الامريكية، حيث كان يعتقد بأن على الولايات المتحدة أن تكون كما كانت عليه بريطانيا العظمى في أوج قوتها و نفوذها حيث كانت تحافظ على مصالحها التجارية و شركاتها بأسطول قوي و قوة عسكرية لا منافس لها ، كما تبلورت أفكار هاملتون بأن على الولايات المتحدة حماية العمود الفقري للإقتصاد عن طريق الدعم الذي تقدمه الحكومة للشركات و المحافظة على المرونة التي تتمتع بها الشركات ليس ذلك فحسب بل على الولايات المتحدة أن تكون جاهزة للدفاع عن مصالحها حتى وإن تطلب الامر عملية عسكرية عن طريق تشكيل تحالف لمواجهة هذه الدولة المارقة ، لكن الأولوية تكمن في عدم قيام أي منافس لأمريكا في العالم الخارجي.
التوجه الثاني هو الولسونية نسبة الى الرئيس الرئيس الثامن والعشرين للولايات المتحدة وودرو ويلسون حيث يعتقد بأن المحرك الأساسي للسياسة الخارجية الأمريكية يجب أن يكون عن طريق نشر القيم الاساسية للولايات المتحدة الامريكية ، المتمثلة بقيم الديموقراطية و حقوق الإنسان و أقتصاد السوق (الرأسمالية). السبيل لتحقيق هذا التوجه يكمن في تحالف الولايات المتحدة مع دول تعتنق نفس الأفكار كالحلفاء في أوربا الغربية. على امريكا نشر هذه القيّم لحماية مصالحها، فلو قامت الولايات المتحدة بنشر هذه القيّم سوف لن تفاجئ بهجوم دولة لديها أديولوجيا و ثقافة مختلفة و تقوم بتهديد مصالحها. الوسيلة لقيام هكذا توجه يكمن بالتحالفات الجماعية و قيام نظام عالمي يشرف على هذه الافكار.
التوجه الثالث هو التوجه المنسوب الى رئيس الولايات المتحدة الثالث توماس جيفرسون ، يكمن هذا التوجه بالإعتقاد بأن أمريكا يجب ان تحترم خصوصيات الشعوب الأخرى و ان لا تتدخل في مغامرات خارج الولايات المتحدة ، ليست وظيفة الولايات المتحدة فرض الديموقراطية و لا ان تتبع مصالح شركاتها ، إن فكرة فرض الديموقراطية في الخارج قد يؤدي الى مشاكل قد تظر بالأمن القومي الامريكي ، كما أن أتباع مصالح الشركات قد يقوض السياسات الخارجية في الداخل و الخارج. أي أن توجه جيفرسون هو الأهتمام ب البيت الداخلي الأمريكي و أن تكون الولايات المتحدة بمنأى عن العالم الخارجي الشرير، بذلك ستكون الولايات المتحدة مثلاً يحتذى به للراغبين في نقل تلك التجربة المتمثلة بالحلم الامريكي.
التوجه الرابع هو التوجه الذي ينسب الى الرئيس السابع للولايات المتحدة أندرو جاكسون، هذا التوجه يتفق نسبياً مع أفكار جفرسون، تتلخص أفكار جاكسون بأن الولايات المتحدة يجب أن تفضل الأنعزال ليس لأنها تحترم توجهات العالم الأخر بل أنها غير معنية بالأساس ، الهدف من أفكار جاكسون هو رفاهية المواطن الامريكي بالدرجة الاولى ، أما علاقاته بالعالم الخارجي فهو لا يمانع بأن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية ب التعاون مع الخارج أن كان هنالك نفعاً أقتصادياً مباشراً يصب في مصلحة المواطن الامريكي و ليس الشركات. إن جُل التوجه الجاكسوني يكمن في الهوية المسيحية متخذين موقف غير ودود من الخارج و المغاير.
التوجه الذي إتبعته الولايات المتحدة في سياستها الخارجية منذ الحرب العالمية الثانية الى الآن كان بالغالب يميل الى الهملتونية (أفكار الكسندر هاملتون) كذلك الولسونية ، لكن هنالك تغيير حدث في السياسة الخارجية الامريكية في العام 2016 بمجيئ الرئيس ترمب للسلطة ، حيث أعاد أحياء التوجه الجاكسوني ، من المعروف عن الرئيس ترامب تأثره بأفكار الرئيس السابع للولايات المتحدة الامريكية اندرو جاكسون ، حيث كانت صورة الاخير معلقة في المكتب البيضاوي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو