الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أثلاث و هوسات قديمات جديدات

عماد عبد اللطيف سالم

2022 / 4 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


ثِلِث للّه .. و ثِلْثين لـ ( طالِب) ..
وثِلْث الله .. يطالِب بي(طالِب).
"هوسَة"عراقيّة شهيرة، ردّدَها العراقيون أمامَ السيد (طالب النقيب)، أثناء حَملَتِهِ للتَرَشُّحِ مَلِكاً على العراق في عام 1920.. عندما كان السيّد(طالب) في أوج سُلْطَتهِ وقُوّتِهِ ونفوذه.
بعد أشهُرٍ قليلة من هذه "الهوسَة"، بايَعَ العراقيّونَ (فيصل بن الحسين) مَلِكاً عليهِم.. أمّا السيّد(طالب) فقد إعتَقَلَهُ "الأنكَليز" في 15 نيسان 1921، عندما كان يشربُ الشاي في مبنى السفارة البريطانيّة ببغداد، تلبيةً لدعوةٍ من زوجة الحاكم العسكري العام للعراق (السير برسي كوكس).. دونَ أنْ "يُهَوِّس" ضد إعتقالهِ أحد.
وتم نقل السيّد(طالب) بزورقٍ من السفارة إلى الكوت.. ومن الكوتِ إلى الفاو.. ومن الفاو تَمّ نفيّه إلى جزيرة سيلان.. ولَم " يُهَوِّس" إحتجاجاً على ذلكَ أحد.
وبعد تتويج (فيصل) مَلِكاً، تمّ إطلاق سراح السيّد (طالب) ، وأجبرهُ الأنكَليز على الأقامةِ في مدينة جَدّة.. دون أن "يُهَوِّسُ" للمُطالبةِ بأعادتِهِ إلى بلدهِ أحد.
والتَمَسَ السيد (طالب) من المَلِكِ أن يسمحَ لهُ بالعودةِ إلى العراق.. ولَم "يُهَوِّس" دَعماً لألتماسِهِ أحد.
وافق الملِك فيصل على التماس السيد(طالب)، وسمَحَ لهُ بالعودة إلى العراق.. ولم " يُهَوِّس" إحتفاءاً بعودتهِ أحد .
وعاشَ السيد (طالب) في قصرهِ على شطّ العرب، وحيداً ومعزولاً، دونَ مَنصِبٍ أو سُلطَةٍ أو نفوذ .. ولَم "يُهَوِّس" ضِدَّ نِسيانِهِ أحد.
وأُصيبَ السيد (طالب) بمَرَضٍ خطير، وذهبَ إلى ميونيخ للعلاج، وماتَ هُناك في عام 1929، وتمّ نقل جثمانهِ إلى البصرة، ودفنِهِ في الزبير.. وباستثناءِ قِلّةٍ من الناس، وبعض الشخصيات العامّة، التي قامت برثائهِ كـ "وطنيّ مُخلِص".. لَم " يُهَوِّس" حُزناً على تلك النهايةِ أحَد.
وهكذا ضاعَت "أضلاع"الهوسَةِ" الثلاثةُ القديمةُ تلك(ثِلِث الله، وثلثين سيّد طالب، وسيّد طالب نفسه).. دونَ أنْ "يُهَوِّسَ" إستذكاراً لها أحد.
العراقيَون "يُهوِّسونَ" كثيراً .. "يُهوِّسونَ" دائماً .. غير أنّهم سرعان ما ينسون "هوساتهم".. أو يتنَكّرونَ لها.. أو ينسون من "هَوَّسوا" له.. أو يُديرونَ دفّةَ "الهوسات" نحو شخصٍ آخر .. ونادراً ما "يهوّسون" لأنفسهم، ومصالحهم(شخصيّةً كانت أم وطنيّة).

(تم إعداد هذا النص استنادا لما ورد في مقال: مصطفى عبد الله عارف: طالب النقيب في لمحات الوردي، جريدة المشرق ، العدد 2891 - 27 آذار 2014)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عندما يبنى الاستنتاج على مقدمات خاطئة
يوسف خماس ( 2022 / 4 / 1 - 16:12 )
السيد الكاتب بنى استنتاجه بأن العراقيين (-يُهوِّسونَ- كثيراً .. -يُهوِّسونَ- دائماً .. غير أنّهم سرعان ما ينسون -هوساتهم-.. أو يتنَكّرونَ لها.. أو ينسون من -هَوَّسوا- له)، على فرضية أن الهوسة المذكورة هي تمجيد والتفاف حول طالب النقيب، والحال أنها احتجاج على النهب الذي يقوم به طالب النقيب حيث تقول الهوسةأنه رغم اسئثاره بالثلثين يريد من جشعه أن يستولي على الثلث الثالث، وبالتالي ما تعرض له النقيب يصب فيما تمناه المهووسون، فهل يعقل ان يهوسوون لمن سلبهم بعد أن جرّد من اداة السلطة التي أخذ بها ثلثين حقوق العباد ويريد أن يستولي على الثلث الباقي

اخر الافلام

.. التوتر بين روسيا وإسرائيل يتصاعد.. هل يخرق نتنياهو خطوط بوتي


.. إيران تؤكد أنها ستدعم حزب الله في حال تعرضه لهجوم إسرائيلي




.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لسوق بحي الزيتون


.. الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف خلية في مخيم نور شمس بطولكرم أ




.. الدفاع الروسية تعلن استهداف 5 مقاتلات أوكرانية بصواريخ إسكند