الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استراتيجية التظاهر: لماذا لا تطور الوعي الثوري؟ وهل من افق لها؟

صوت الانتفاضة

2022 / 4 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


بشكل عام فأن التظاهرات هي نوع من الاحتجاج الجماهيري، للضغط على السلطة او في بعض الأحيان للمطالبة بإسقاطها؛ وهي أيضا لإظهار قوة الرأي العام امام السلطة؛ وشرط التظاهر ان تكون هناك سلطة "ديموقراطية" تفسح المجال امام المطالبين بحقهم، فلا يمكن قيام تظاهرة ذات مطالب سياسية في دولة دكتاتورية، ومنطقة الشرق الأوسط حافلة بأنظمة كهذه. لكن الديموقراطية هي أيضا لعبة النظام العالمي الجديد، فحال جماهير البلدان التي "تنعم" بالديموقراطية ليست بأفضل من تلك المصنفة "ديكتاتورية".

بدأت التظاهرات والاحتجاجات الجماهيرية في عراق ما بعد 2003، وبشكل فعلي في عام 2011 وتحديدا في الخامس والعشرين من شباط، ومنها بدأت المسيرة الفعلية للحركة الاحتجاجية، فالنزول للشارع صار واقعا فعليا، ممارسة دأبت عليها الناس؛ مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية: "عمال، معلمون، طلبة، نساء، معطلون عن العمل، كادحين"، الجميع ينشد الخلاص من منظومة حكم قبيحة.

توجت الحركة الاحتجاجية في العراق بتظاهرات الأول من تشرين 2019، والتي استمرت لأكثر من عام، كانت فيها السلطة بأعلى درجات الهستيرية، قتل، خطف، اغتيال، تشويه؛ لم تبخل بأية وسيلة قذرة لم تمارسها على المتظاهرين، رغم ذلك فما زالت تداعياتها واضحة للعيان، فالتخبط والفوضى التي نراها اليوم في هيكل السلطة هي من اثار تشرين 2019.

يقال في الفهم السياسي ان التظاهرات هي تدريبات لعمل ثوري أكبر، فهي تزيد من الوعي الثوري عند المشتركين بها، ولا يمكن انكار ان التظاهرات في العراق في كل سنة تشهد مزيدا من التطور، الا ان حركة هذا التطور تسير بشكل جدا بطيء، بل انها في بعض الأحيان تشكل "احباطا" لما تشهده من تراجع، فبعض التظاهرات تحولت الى "حشد أكبر عدد ممكن من الناس"، بشعارات لا ترقى لمستوى سابقاتها، لهذا فقد دب اليأس شيئا فشيئا في الشكل الاحتجاجي هذا، كونه لا يحقق أي هدف.

ان قضية اسقاط نظام ميليشياتي عصاباتي مافيوي، يلعب على وتر الأوهام القومية والدينية والطائفية، مدعوم من قوى عالمية، ومسنود من صندوق النقد والبنك الدوليين، ويحظى بمباركة رجال الدين والعشائر؛ نقول ان اسقاط نظام كهذا ليس بالمهمة السهلة او اليسيرة، لكنها أيضا ليست بالمستحيلة، فالتغيرات والتحولات في العالم تجري بقوة وبشكل حثيث، والجماهير المحرومة من ابسط مقومات الحياة قد تجد ومن خلال ممارستها الاحتجاجية وسيلة أخرى، تنقلها الى الخط الأول في الدفاع عن مصالحها.
#طارق_فتحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ممر رملي قد يدهشك وجوده.. شاهد كيف عبَر إماراتي من جزيرة إلى


.. حزب الله يعلن استهداف موقع السماقة الإسرائيلي في تلال كفر شو




.. لماذا تضخ الشركات مليارات على الذكاء الاصطناعي؟! | #الصباح


.. حكومة نتنياهو تستعد لتطبيق فكرة حكم العشائر خاصة في شمال غزة




.. هل يمكن للأجداد تربية الأحفاد؟ | #الصباح