الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعليم الخارجى هل هو ضرورة للدول النامية مع عولمة التعليم ؟

مجدى عبد الحميد السيد
كاتب متخصص فى شئون العولمة والتكنولوجيا

(Magdy Abdel Hamid Elsayed)

2022 / 4 / 2
العولمة وتطورات العالم المعاصر


أظهرت أزمة أوكرانيا أن هناك عدة آلاف من المصريين يدرسون بجامعاتها وهناك عشرات الألوف من الأجانب من غير المصريين كانوا يدرسون هناك وأضعاف ذلك العدد يدرسون فى روسيا ودول أوروبا الشرقية ، وبالطبع هناك الملايين الذين يدرسون فى الدول الغربية المتقدمة بما يفيد الدول الجاذبة للتعليم نفسها من حدوث رواج فى المدن التى بها جامعات عريقة وفى تحسين دخل الجامعات نفسها لتنفق على البحث العلمى ، ولكن هل يفيد ذلك الدول التى ترسل الدارسين والمبتعثين ؟ ، إن الصين تقدم الإجابة على هذا السؤال . لقد بدأت الصين فى إرسال البعثات للدول الغربية منذ أكثر من أربعين عاما ثم تطور الأمر إلى أن تكون البعثات بصورة شخصية لتلك الدول ووصلت إلى الملايين فى الولايات المتحدة فى شتى المجالات سواءً بالحضور الفعلى أو عبر الشاشات أونلاين ، بل إنهم كانوا يسببون رواجا للجامعات الأمريكية بما ينفقونه كمصروفات دراسية أو فى المجتمع المحلى المحيط بالجامعة شعرت به الجامعات مع وصول الرئيس ترامب للحكم وتكريس العداء للجنس الأصفر مع تناقص أعداد الصينيين والشرق أسيويين الذى كانوا يلاقون تنمرا بسبب الإعلام المعادى للصين بحجة التجسس ونقل الأسرار وسرقة البحوث. إن الصين لم تتوقف يوما عن إرسال البعثات أو تدعى انها قد وصلت إلى قمة العلم ، بل إنها لم توقف التعليم الخارجى على العلوم والهندسة والتكنولوجيا فقط بل امتد التعليم الخارجى بعد ذلك إلى التجارة والإدارة والعلوم النظرية ثم أخيرا الفنون والإعلام . لقد ضاعفت الصين الاستفادة العلمية باستجلاب الأجانب المميزين وكذلك إرسال الصينيين لحضور اللقاءات العلمية والسيمنارات والمؤتمرات والدورات التدريبية فى معظم دول العالم المتقدم وبدعم شبه كامل من الدولة.
المدهش بالفعل أن الصين ترسل الإناث أيضا للتعليم خاصة فى الدول القريبة منها وبصفة خاصة استراليا وسنغافورة ، ففى استراليا وصلت نسبة الإناث إلى 60% من الدارسين الصينيين، وقد أثرت جائحة كورونا والعداء للصين على انخفاض عدد الطلاب الصينيين بنسبة ملحوظة أثرت على بعض الجامعات التى كانت تستفيد من ذلك التعليم فى توفير موارد للجامعات تمكنها من الاستمرار فى التقدم والتطور مما يعنى فائدة متبادلة لكل من الطرفين ، وقد بدأت بوادر التحسن تظهر مع انخفاض تأثير فيروس كورونا.
لقد أظهرت التطورات العالمية أن الصين والهند وإندونيسيا وغيرهم من دول آسيا استفادوا كثيرا من العولمة التعليمية بتحسين المستوى العلمى للجامعات والمراكز البحثية والتعليمية عن طريق إرسال البعثات وحضور المؤتمرات وكذلك استضافة العلماء من كل دول العالم بدعم غير محدود من الدولة ، وهذه الطريقة فى فهم العولمة التعليمية والتعامل معها قد تؤتى بثمارها على التطور العلمى والتكنولوجى على المدى البعيد كما حدث فى الصين التى ما تزال إلى الآن ترسل الطلاب للتعلم بالخارج برغم مرور أكثر من أربعين عاما على إرسال البعثات الخارجية ، فحين يعود هؤلاء الطلاب إلى الجامعات أو مراكز البحوث أو حتى للمستشفيات والمصانع والمصالح فإنهم ينقلون الخبرات إلى مجتمعاتهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟