الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعليق على جريمة (11) سبتمبر ؟

احمد مصارع

2006 / 9 / 11
ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001



لا أحب التنظير السياسي والأخلاقي للعداوات بين البشر , لأنني أريد لها أصلا أن لاتكون , فالقوة الأخلاقية الإنسانية للضعيف تصلح أبدا , لتكون معادلا للقوة الغاشمة المؤقتة , والأمثلة معروفة ..
آلاف الضحايا التي عانت الألم والرعب الشديد , ومعظمهم مات بشكل مأساوي رهيب الى درجة الغموض , ومضت أرواحهم مخلفة لعنة الموت بغير أي وجه حق , لكل واحد منهم , فشكلت هما موجعا للضمير الإنساني , الذي طالما اهتز من هول الجرائم ضد البشرية الآمنة , لقد كان بحق اتجاه العمل الإجرامي خاطئا , في استهداف أرواحا بشرية آمنة , لاذ نب لها بل ولاحول لها أو قوة , لمجرد كونها تتواجد لحظتها لحظة غفلة , في أبنية تمثل رمز التجارة العالمية , التي طالما عملت على إنقاذ الأرواح البشرية من كافة أنحاء العالم , وبخاصة أثناء الكوارث الطبيعية , وكانت رمزا للعولمة الهادفة الى تطوير وتحسين الشروط المعيشية للعالم الفقير والمضطرب , ودون الخوض في تفاصيل العلاقة بين السبب والنتيجة , ومن هو المسئول عن اضطراب وخلل الوضع الدولي , إلا أن استهداف أبراج التجارة العالمية , هكذا بشكل فظيع , ليس له أي مبرر على الإطلاق .
كان العمل بحد ذاته , بغض النظر عن الجهة الفاعلة , بمثابة اعتداء على أحد مراكز التطور والتقدم , على الحضارة المدنية , بطريقة عقلية مبتكرة وبحس وحشي بدائي , معاد للعصر , بطريقة فاقت كل التصورات ..
رب قائل : يداك أوكتا وفوك نفخ , لتحميل العقل السياسي الأمريكي كامل المسؤولية عن مثل تلك الأعمال الإجرامية ,التي تدور رحاها في مختلف أصقاع العالم , ومن نوع القول : هذا الكعك الجهنمي من تلك العجينة , أو وفقا للدعاء الشمشوني : علي وعلى أعدائي يارب , ويسوق البعض بكل جلافة ذرائع من مثل , المحافظون الجدد , وحتى إساءة استخدام تعابير مركزية هادفة , من مثل الإمبريالية الجديدة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية , وهو حق يراد به تبرير أعمال باطلة , فالاعتداء على مركز تجارة عالمي , كمثل الاعتداء على أطفال مدرسة بيسلان في روسيا , وغيره من جرائم الجميع بدون استثناء أي طرف كان يتعدى بوحشية على البشرية الآمنة , تحت أي شعار كان , فلا شيء يبرر مطلقا استهداف المدنيين الآمنين .
للشعوب بشكل مجرد حقوق , ولكنها ليست كذلك تمر بدون مبادئ تنظم الإرادة حتى لوكانت انتحارية جلفة وعشوائية , تفضل الموت على الحياة , بل و تهدف الى إبراز نقاط ضعف خصمها بطريقة وحشية ولاانسانية , فتظهر من خلال الوحشية المنتقمة , أغنية تمجد الغزو العتيق وروح الثأر بل و الانتقام لمجرد الانتقام ..؟.
الضمير الدولي حكم ضعيف , وهو العدالة العرجاء , التي ستصل يوما ما وأخيرا , ومن يرتكب جرما لاانسانيا وغير مبرر , سيعطي الذريعة لسيادة روح القسوة الوحشية , والقتل لمجرد القتل ,وذلك على المستوى الدولي , وسيظل الأقوى المدجج بكل أسلحة الفتك هو المستفيد الأول والأخير , مما سيساهم في تأخير الحكم الإنساني الدولي , في لعب دوره الصحيح , في لجم كل التعديات , أينما كان وكيفما كان , وتحديد أضرارها , وبالمقابل , سيحدث في هذا العالم لعب خطير من نوع ,مباريات الصدام حتى الموت والفناء , أي لعبة خطيرة للفناء بدون شروط ولا قواعد , وهذا ما سيؤدي بنا الى تحجيم دور كل الحكام الذين نفترض نزاهتهم , والذين لاغنى عنهم لكل متعة لعب عالمية كانت أو محلية .
صفة من لا يجيد اللعب , لا يعرف يغني , ولا وجه حسن , تكشف النقاب أخيرا عن الوجوه البشعة في هذا العالم , بحيث لا يبقى أي مكان لبيئة نظيفة , بل قل سيتسمم كل شيء , وعلى الضعفاء سيتضاعف الفتك الشرس , بل وتوجيه أقوى حملات الابادة الشرسة نحوهم , من نوع التهديد ( سنجعلهم يعرفون الغي من الرشد وبالغي نفسه , بل وبأقوى أشكال الاعتداء , الى درجة الابادة الشاملة , ومن نوع هم أضرموا النار فاجعلهم لها حطبا .. ) , والأولى على المستضعفين في هذا العالم أن لا يكبروا بأيديهم زوم زوالهم , وحتف شعوبهم الغافلة ..من القوى الدولية الغاشمة , ولا داع لسرد الأمثلة الحية الجارية في واقعنا ..
العقل السياسي الذي أطلق العنان للوحشية الدولية , يعتمد على مبدأ تجريدي ساذج , وعدواني بما يفوق الحد , يتلخص على النحو الآتي : دعونا نكشف لشعوبنا الوجه الوحشي ( للعدو الافتراضي ؟) , وعند ذلك سينقض علينا بوحشية , وسينتقم من شعوبنا الآمنة , والتي بدورها ستنقم عليه وتمدنا بكل أشكال القوة على مواجهة خصومنا , لننتصر عليه , تماما كما يفكر بعض البلهاء , أنه لتغيير وضع سياسي معين , يكفي أن نتسبب في جعل النظام يسجن ويعذب أكبر قدر من أبناء الشعب , فعند ذاك , سيلتف الشعب من حولنا , فنسقط النظام , سذاجة ليست بريئة أبدا بل مجرمة بحق الإنسانية ..
لقد كان الهنود الحمر , اشد فروسية , وعنفا , وقدرة على التضحية والمقاومة, بل وأشد حماسة لذاتهم من صانعي أمريكا القوية , وما يملكونه من تراث يفوق غيرهم من الأمم العريقة , فماذا كانت النتيجة ؟.
لقد كنت أتمنى أن تظهر التحقيقات في جريمة انهيار أبراج حضارية وقبلها أناسا مدنيين لآمنين , لقوى تمرد داخلية أمريكية , أو قوى منافسة لأمريكا يمكن لها أن تكون إمبريالية أجد من جديدة , ومع الأسف , فان معظم الإعلام , يحاول تثبيت الصورة السائدة بأن (11) سبتمبر هومن نوع حرب الكابوي , ضد الخارجين على القانون , وترك العالم الضعيف , مسرحا لإعلانات : مطلوب حيا أو ميتا , مطلوب للعدالة ؟!.
والجميع يدرك حتما , ما معنى اختلال مفهوم العدالة على المستوى المحلي والدولي ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب غزة..احتجاجات جامعات أميركية | #غرفة_الأخبار


.. مساعدات بمليار يورو.. هل تدفع أوروبا لتوطين السوريين في لبنا




.. طيران الاحتلال يقصف عددا من المنازل في رفح بقطاع غزة


.. مشاهد لفض الشرطة الأمريكية اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة و




.. جامعة فوردهام تعلق دراسة طلاب مؤيدين لفلسطين في أمريكا