الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


توصيف العالم في ظل حرب اوكرانية

ابراهيم زورو

2022 / 4 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


من شعر جونسون الفوضوي الغير مرتب والغير قابل للتمشيط أبداً! إلى تي- شيرت الرئيس الأوكراني، إلى زلة لسان العجوز الأمريكي بايدن! والتي صححتها له تمتمة نائبته كامالا التي كانت تجلس وراءه مباشرة، رغم فارق السن بين الشعبين الايراني والأوكراني!، غالباً ما تكون تلك عادة الأمريكيين الذين يبحثون عن المشاكل الخارجية لتفادي مشاكلهم الداخلية، وحيث أن بايدن كأنه يعمل صحافياً لدى الكرملين ، فهو يدفع الكل إلى حتفه إلا قاعدة مصالحه القومية مقدسة وغير قابلة للمس، وما تبقى خردة بالية لا قيمة لها. ويعرف الجميع أن الخميني جاء على بساط الريح الغربي من فرنسا بأمر وبدعم منها، إلى سويسرا وهولندا اللتين قدمتا للأوكرانيين أدوات الانتحار، وما يزال اليابانيون يعانون من القنابل الذرية الأمريكية التي هطلت على ناغازاكي وهيروشيما اليابانيتين كعناقيد عنب، واللتان تدفعان الثمن إلى هذه اللحظة، إلى ليندا جرينفيلد مندوبة أمريكا إضافة إلى لونها الأفريقي والتي لا تدري هي وأمثالها أنها ضحية العنصرية في أوروبا فما بالك بأمريكا، التي تبيع الأخلاق إلى فاسيلي نيبينزيا مندوب روسيا، الابتسامة لا تعرف وجهه منذ عشر سنوات، حتى الروس يفكرون بأنها باتت جزء من الدبلوماسية!!، إلى بكاء المندوب الأوكراني، وارتمى بحضن المسيح، فهو قد تناسى بأن المسيح قد خاطب أمه قائلاً: ياامرأة.. هذا الجلد يضيق عليّ!. رغم أن هنري كيسنجر قد حذر من هذه المشكلة منذ سبع سنوات ونيف!. إلا أن الكلمة التي ألقاها بوتين جعلت من أوكرانيا عاهرة لأنها سوف ترفع ليتها سواء أرادت أو لم ترد، إلى تصريح رئيس الوزراء الروماني الذي فتح باب الاكتئاب العنصري على مصراعيه، أعتقد أن من يشتغل في حقل الثقافة يعرف جيداً بأهمية مركزية الفكر الأوروبي، كمنطقة مقدسة ممنوع الإقتراب منها أو تصويرها! هنا تبدأ حدود أوروبا، لو يعرف بايدن بأن هناك من يعارض بلده لما أخذته غفوة نوم في بعض الاجتماعات الغير مهمة له، وإنما أهميتها تعود للطرف الآخر، إلى الرئيس الفرنسي الذي أكل كفاً من مواطنه الفرنسي، إلى البرلمان الإسباني الذي عانى من العرب ما عاناه، أعتقد أن له الحق في توصيف المشكلة كما يبدو له، لأنه سيأخذ بثأر أجداده على أقل تقدير!. والباقي ربما هم على شكل العقد اللمفاوية الخاصة بعالم السياسة، يظهر لك على أنهم متفقين على سيرة العرب في اسبانيا وبلغاريا ويوغوسلافيا سابقاً. أعتقد أن الفكر يبقى هشاً ضعيفاً تافهاً أمام امبراطورية المال والعنجهية!.
العالم الثقافي عالم لانهائي لا حدود لجشعه فهو يريد أن يستوطن ويحتل كل العالم، يشمل الكل والكل تحت سيطرته! كل الدكتاتوريات عبر التاريخ تريد احتلال العالم عن طريق استعمال القوة المفرطة ودون رأفة، والثقافة تبقى آخر هم أي دكتاتور في العالم! أما الطريقة المثلى هي إزالة الثقافة عن بكرة أبيها، أغلب الدكتاتوريات تنحو بهذا النحو والاتجاه أو يقومون بتسطيح الفكرة كي يكون مفهوماً حتى للدكتاتور الغبي، بحيث لم يبق للمثقف مكاناً يأوي إليه لهذا قيل أن الفلسفة لا تقوم في أرض لا تعرف التحرير وتعاني من القمع والفساد، والحكم الشمولي من الدكتاتوريات والأوليغارشيات.
هنا الفرق ينتفي بين كل الدول طالما هدف الكل هو اسكات العالم عن طريق القوة، هذا أكبر تهديد للديمقراطيات الغربية التي يتبجحون بها طيلة قرن كامل، لأنهم يملكون العقل، برهنت روسيا للعالم الأوروبي أن أمريكا هي بالأصل تهديد لأي حكم ديمقراطي! منذ أن قامت بقتل الزنوج، إلى ناغازاكي وهيروشيما، كجرائم يحاسب عليها القانون الدولي!. فقامت أمريكا بإنشاء محاكم نورنبرغ للحكام الألمان النازييين وهو حق طبيعي جداً كي يحاكم المجرمين على أفعالهم، ولكنها نست أو تناست جريمتها، أساساً لولا القوة وافتعال المشاكل لا وجود لأمريكا على وجه الأرض رغم أنها أعطت فلاسفة ولغويون وروائيين وعلماء نفس لا بأس بهم، وساهمت في الثقافة العالمية، لكن حكوماتها جعلت من تلك الإسهامات كأنها لم تكن! واليوم تقوم بإقناع أوروبا بأن الروس هم أكبر تهديد لهم، فهرع كل العالم الأوروبي إلى التلويح بعصا أمريكا في وجه الروس متناسين أنها تقع في قلب أوروبا، وليس لها وجود! رغم استحواذها على ترسانة نووية تستطيع أن تخرج كوكبنا عن مساره، لم يسأل الأوروبين أنفسهم كقارة عجوز في الفلسفة والوعي الإنساني، لم تصغ إلى معاناة روسيا كقوة عالمية وهي أوروبية لها مصالحها أسوة بأمريكا وتركيا اللتان تزعمان بأن أمننا القومي في خطر!، وكيف تناسى الأوروبيين أن يفكروا بقوة خارجية تحميها من قوتها الداخلية؟! لا أعتقد أن رئيس أي دولة يعاني من مرض ما؟ لقد برهن التاريخ أن كل رؤوساء العالم كانوا أصحاء لجهة مصالح شعوبهم الاقتصادية.
من هنا أعتقد أن العالم لن يبقى نفسه بعد هذه الحرب! وأن أوروبا ملزمة بإجراء نقد ذاتي بناء لجميع سياساتها ومواقفها الداخلية كبلد وكإتحاد الأوروبي، وكذلك مواقفها من العالم وخاصة أمريكا، اليوم أوروبا أضعف حلقة في العالم نتيجة صمتها أمام سياسة أمريكا، فمن المعقول جداً ليست لها مصالح اقتصادية فردية على أمريكا أن ترمي حصتها على بابها وتمضي، والأمريكيون ليسوا كذلك أبداً، فيمكن القول أن أوروبا تموت بأقساط.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزارة الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني كان يستهدف


.. قنابل دخان واشتباكات.. الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض اعت




.. مراسل الجزيرة: الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل عددا من


.. شاحنات المساعدات تدخل غزة عبر معبر إيرز للمرة الأولى منذ الـ




.. مراسل الجزيرة: اشتباكات بين الشرطة وطلاب معتصمين في جامعة كا