الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يلوم الشمس

فاتن نور

2022 / 4 / 3
الادب والفن


لا تبدّد الشمس نفسها بما يكفي
الجهات تزأر باردة، منطفئة
تقامر بالحواس والدهشة، وتشير إلى مفارق اللاشيء
مولعة بالفخاخ وصخب السرابات اللامعة -كملاهي لاس فيغاس-
مضللِّة كأسطح الكثبان الزاحفة
ملبدّة بآمال مقاتلين مسحوقين
وأصداء آخرين ذعروا وماتوا.

حتى المخاوف الكبيرة والأحزان، تنبعث من الصدوع باردة
سرعان ما تلوثها الأضواء المراوغة
وحيثما تكون، تتسكع بها الأقدام، ولا تمسّها خسارة
لأنّ الشمس على شفا سطوعها
لا تبدّد نفسها بما يكفي.

عندما تهتز الأفكار كأوراق الخريف
تتدحرج الأيام والأحداث، ككرات الثلج
تتسارع منذهلة بلا مشهد، متحمسة للزوال
تتوارى بطعوم نيئة، منتفخة كأسماك النيص،
لكنها ضارية الجوع
تكاد تمزّق نفسها بقواطع غير مرئية.
وثمة أوقات ناعمة.. كغبار السطوح..
تسِفّها الزفرات وتنام متراكمة.
لكنهم عمالقة بما اكتنزوا
أولئك الذين تساقطت رؤوسهم.

لو تركنا الكبار يلهون ويعبثون كيفما شاؤوا
ستخرج من جيوب الليل آمنة
آفات الأرض الرخوة، وأجنّة تائهة
لكن قد تنبثق حقيقة جديدة أو جهة،
لا تكون مروّعة كغيرها.
والشمس ملأى قد تعود
مرّ وقت طويل وهي بقعة صغيرة صفراء
مُبدّدة في جهات الرسم أيضاً!

ربما للوسائل طيشها الأبدي، وصراخها الرخيم..كـفيلة السافانا..
ربما الغايات كالأدغال متشابكة، تترامى بصليل الأهواء الشريرة
وتغور في قيعان لغاتها العنيفة
إنما تلك التي راقصت صياح الديكة، قبل أن تلمع عين المارد في السماء،
قذفها لفم النار والريح
حطّابو الذاكرة.
والجرار التي امتلأت، قبل أن يفرّ النهر من مجراه،
حملتها إلى ملهاة الجبل
بغال يافعة
مقبلة على الانتحار.

تبدّد الجهات نفسها بما يكفي
تفرض ألقاباً فضفاضة.. كـسراويل القرويّات.. وأحذية ضيقة
لدروبها الوعرة
وثمة حشود ممتلئة، تتراقص كالنمل الأبيض، بلا خصور
تنشّ الهوام ومساقط البرق
عن غلال مواسمها الرديئة.

كإنها رقائق من صقيع فقد بياضه
تتكسر حينما ترتفع
أعلام الجهات التي ترقب وقودها
..كـجحيم الآلهة..

بضالتها المفكّكة تتمرغ لاهية
تلك الجهات القابعة خلف النوافذ السوداء
من أولئك الذين ابتكروا، لسِفاح فروسيتهم،
لعبة الموت السريري للأزمنة
وطرّزوا لعضّات الصقيع الحارقة
كل هذه القلنسوات الفخمة، المذهبّة بما يكفي
من البؤس والشتات
كيف تمرسّوا في الفراغات المطلقة
من أجل فرك حجر بحجر
بأصابع مبتورة؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل